|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-04-2007, 10:24 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
|
أيدٍ مراهقة تتداول مقاطع الجوال في زوايا مظلمة ... وفي الجامعة كذلك !
[align=justify]
أيدٍ مراهقة تتداول مقاطع الجوال في زوايا مظلمة ... وفي الجامعة كذلك ! خرجت يومًا من المنزل فرأيت مجموعة من المراهقين ( من إخوة وأقارب وجيران ) قد انفردوا بأنفسهم بعيدًا عن أسماع الناس ، مع حرص بأن يكونوا بعيدين عن أعين الناس ما استطاعوا . لا أحب أن أكون من المسيئين في ظنهم بشكل عام ، لكنني لا أحب – أيضا – أن أكون ساذجًا سطحيًّا أمر بمواقف يلزم فيها الشك من باب الحرص على إثبات ألا يكون هذا الشك حقيقة وواقعًا ، أو إزالته إذا كان كذلك ؛ تلك الأعين المراهقة التي تجد أبصارها شاخصة نحو الجوال ؛ دليل على متابعتها لمقطع ما ، مع كتم للصوت ، وانتقال البصر بين الحين والآخر حوله ؛ لينظر هل انتبه له أحد ، فما إن تفاجئهم بقدوم سريع وغير متوقع ( يبدو واضحًا بأنه غير مرحب به ) ، حتى تحمرّ الوجوه ، وتزيغ الأبصار مباشرة نحو الجوال ، وتتحرك أناملهم بتوتر لتقفل شيئا ما فيه . سلمت عليهم ، وسألتهم عن أحوالهم ، ثم بدأت الحديث سائلا أحد الأقارب عن مقطع قديم جدا كان في جواله ، فكانت الإجابة - كما توقعت - أنه قد حذف ذلك المقطع من قديم ، فقلت لهم : لا بأس ، هناك حل سهل جدا لهذه المشكلة ، جئت بجهازي المحمول ( اللاب توب ) ، وقلت لهم : الكومبيوتر يستطيع أن يسترجع جميع المقاطع التي سبق وأن مرت على هذا الجوال ، أعطوني جوالاتكم الله لايهينكم . بدا الارتباك يظهر على وجوههم ، والتوتر يغمرهم ، بقدر ما رحمتهم ، بقدر ما أرى أن جعلهم في هذا الموقف المهين من صالحهم في المستقبل ، فالهوان قد يصلح كما يذكر أهل الحكمة . أعذار تخرج مع الأنفاس المتوترة : ( أنا سويت فرمتة للجوال ... لا ، يمكن يخرب جوال ... ) أحد الأقارب "خرَّبها" فقال : لا . رافضا استرجاع القديم من المقاطع ، ماعدا أحد أولاد الجيران والذي قدم لي جواله بثقة . لم أشعر بالغضب ؛ بل بالمسئولية ، حدثتهم بلهجة أظنها واثقة ، ونصحتهم بما أستطيع ، أسأل الله لي ولهم الهدى والصلاح . في الجامعة ، في مطعم الجامعة تحديدًا ، أرى أنني أستعيد مشهد تلك الأعين الشاخصة نحو مقاطع قد كتم صوتها ، إنها النظرات نفسها التي رأيتها من أعين أولئك المراهقين ، لكن يبدو أننا أمام مراهقة متأخرة ، أشعر بألم شديد حين أرى المشهد وقد تكرر ، دخلت في جدال مع الإخوة في مطعم الجامعة حول خطورة ترك البلوتوث مفتوحا في مثل هذه الأمكنة المزدحمة ، فقلت لهم : هل هناك احتمال بأن تُرْسَل لك مقاطع ( صور أو أفلام أو قصص ) إباحية في هذا المكان المزدحم . رد المنصفين : نعم .. ممكن جدا . قلت : فمتى تتأكد أن هذا المقطع إباحي ؟ رد أحدهم : إذا عاينته بنفسك . فاستحضرت قول الشاعر : كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر . والغريب أنه لما انتشرت الفيروسات التي تنتقل عبر البلوتوث حرص الجميع على إقفال هذه الخاصية في الأمكنة المزدحمة ، فإذا سألتهم ردوا عليك : أن هناك احتمال بأن تستقبل الفيروس ! فمالنا نخشى على جوالاتنا ولا نخشى على قلوبنا ؟! أقبح من ذلك أن نسمي جوالاتنا بأسماء غير لائقة ، من ناحية أنها ترسل رسالة ( غير مباشرة ) لأصحاب البلوتوثات التي لا يأتي منها إلا الشر ، ( أرسل حلو يجيك أحلى ) ... ( تلقى ما يسرك ) ... ونحوها ، كلمات ربما تأتي لك بالخير لكنها تأتي بالشر كذلك ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه . وصلى الله على الحبيب وسلم .[/CENTER] |
الإشارات المرجعية |
|
|