|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
حكم القيام للداخل إلى المجلس وفوائد تتعلق بالسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فإن من الآداب الاجتماعية التي جاء الحث فيها والأمر بإفشائها في ديننا الاسلامي وقد اختاره الله تحية للأنبياء والملائكة وجعله تحية للمؤمنين بعضهم لبعض هو ( السلام ) ولا يخفى على الجميع الآثار التي تنبني على إفشاء السلام وقد ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد شاهدنا في هذا الزمن نوعاً من إهمال هذه العبادة العظيمة وهذا الأدب الرفيع والمطلب السامي ، فقد انتشر عند بعض الناس أن السلام لا يكون إلا للمعرفة فقط ، بل بعضهم إذا سلمت عليه وهو لا يعرفك تجد في علامات وجهه الدهشة وقد يظنك تريد حاجة أو يحسبك مشبهاً به ، فهذا وللأسف قد شاهدناه فيما بيننا بل فلنفتش عن أنفسنا هل أصابنا هذا الداء أم لا ؟ وحرصاً مني على نفع نفسي ونفع جميع من يقرأ هذا الموضوع ذهبت إلى كتاب في مكتبتي وعنوانه ( شرح رياض الصالحين للنووي ) شرحه العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، فبحثت عن موضوع ( السلام ) فوجدته في المجلد الرابع من الكتاب الذي انتهى كاملاً بالمجلد السادس أخيراً بسعر زهيد ( 120 ) فلما اطلعت على الفهرس وجدت عناويناً جذابة تتعلق بالسلام اقتطفت منها ما يلي ولخصتها ورتبتها تسهيلاً للفائدة وترغيباً للقراءة . وألحقت بهذا الملخص كلاماً للشيخ المحدث عبدالله السعد وفقه الله أجاب به على سؤال وصله في أحد دروسه عن ( حكم القيام للداخل إلى المجلس ) وجدت أن من المناسب إلحاق هذه الفتوى بهذا الموضوع أسأل الله أن ينفعنا جميعاً بما نقرأ ونسمع ، وإلى تلخيص كلام الشيخ العثيمين ثم فتوى شيخنا السعد : أولاً / تعريف السلام : السلام هو الدعاء بالسلامة من كل آفة ، فإذا قلت لشخص السلام عليك فهذا يعني أنك تدعوا له بأن الله يسلمه من كل آفة : يسلمه من المرض ومن الجنون ومن الشر ومن المعاصي ويسلمه من النار فهو لفظ عام . ثانياً / مشروعية السلام : السلام مشروع بين المسلمين ، مأمور بإفشائه قال صلى الله عليه وسلم ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم . والسلام من سنن الرسل والملائكة قال تعالى { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون } . ثالثاً / حكم السلام : السلام سنة مؤكدة ورده فرض عين على من سُلم عليه ، وإذا كانوا جماعة فهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين والدليل قوله تعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } فإذا قال لك شخص : السلام عليك ورحمة الله ، فقلت : عليك السلام فقط ، فهذا لا يجوز لأنك ما رددت بأحسن ولا بالمثل لا بد أن تقول كما قال ، وكذلك إذا قال لك : السلام عليك ، فقلت : أهلاً ومرحباً بأبي فلان حياك الله ، فهذا لا يجزئ ، لأنك لم ترد بأحسن ولا بالمثل . رابعاً / من أحكام وآداب السلام : 1 / السلام على الصبيان : عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ) متفق عليه . وقد جرت عادة بعض الناس ألا يسلم على الصبيان استخفافاً بهم أو غير ذلك ، ولكن هذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم . فمن فوائد السلام على الصبيان : اتباع السنة والتواضع وتعويد الصبيان على محاسن الأخلاق وجلب المودة للصبي ، فينبغي لنا إذا مررنا على صبيان يلعبون في السوق أو ما أشبه ذلك أن نسلم عليهم . 2 / السلام على النساء : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : ( كانت لنا عجوز تأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ) رواه البخاري . بالنسبة للسلام على النساء ، فالسلام على المحارم سنة ، أما الأجانب فلا تسلم عليهن اللهم إلا العجائز الكبيرات إذا كنت آمناً على نفسك من الفتنة وكذلك المرأة تسلم على الرجل بشرط أمن الفتنة ، فعندنا قاعدة شرعية " درء المفاسد أولى من جلب المصالح " . 3 / ابتداء الكافر بالسلام : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ) رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ) متفق عليه . لا يحل لنا أن نبدأ الكفار بالسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، وذلك لأن تسليمنا عليهم فيه نوع من الذل لهم ونوع من الاكرام لهم ، لأن التحية والسلام دعاء وإكرام ، والكافر ليس أهلاً للإكرام بل الكافر حقه منا أن نغيظه وأن نذله وأن نهينه لأن الله تعالى قال في كتابه { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } وقال تعالى { ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح } وقال تعالى { فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } . وقوله صلى الله عليه وسلم ( وإذا لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه ) يعني : لا توسع لهم المجال لأنك إذا فسحت لهم الطريق يعد هذا إكراماً أو ما أشبه ذلك . لماذا نعاملهم هذه المعاملة ؟ لأنهم أعداء الله ـ قبل كل شيء ـ وأعداء لنا قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق } هم أعداء الله ـ أولاً ـ وأعداء لنا ، وأفعالهم بالمسلمين سابقاً ولاحقاً وإلى اليوم تدل على شدة عداوتهم للمسلمين ، فلا يجوز أن نسلم عليهم ، ولكن إذا سلموا علينا ماذا نقول ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا سلموا عليكم فقولوا : وعليكم ) لأنهم كانوا يقولون : السام عليكم أي : الموت . قال بعض العلماء : إذا قال الكافر : السلام عليكم باللام الواضحة ، فقل : وعليكم السلام لأنه زال الأمر . 4 / السلام عند القيام من المجلس : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإذا أراد أن يقوم فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة ) رواه الترمذي وحسنه . فهذا الحديث يدل على أن الرجل إذا دخل المجلس فإنه يسلم فإذا أراد أن ينصرف وقام وفارق المجلس فإنه يسلم ، وهذا من كمال الشريعة أنها جعلت المبتدى والمنتهى على حد سواء في مثل هذه الأمور . 5 / الاشارة فقط دون السلام : السلام بالإشارة فقط منهي عنه ، فالسلام لا بد أن يكون بالقول ، ولكن إذا كان الإنسان بعيداً أو أصم أو حوله ضجة أو ما أشبه ذلك فإنه يجمع بين الإشارة وبين القول { السلام عليكم } . هذا ما تم تلخيصه وترتيبه وتنسيقه من شرح الشيخ محمد العثيمين رحمه الله على رياض الصالحين أسأل الله أن ينفع به . فيما يتعلق بالموضوع كنت قد فرغت بعض شرح الترمذي للشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد وفقه الله وكان في أحد الدروس سؤالاً ورد عن ( حكم القيام للداخل إلى المجلس ؟ ) فأجاب الشيخ عبدالله بهذه الإجابة وهذا نص كلامه : قال الشيخ عبدالله السعد : الداخل إلى المجلس على قسمين : أولاً / أن يسلم ويجلس دون أن يصافح ، فإذا كان هناك جمع في المجلس فالسنة التسليم دون مصافحة ويدل على هذا حديث أنس رضي الله عنه في السنن ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل عليهم لم يقوموا له لكراهيته لذلك ) فبالتأكيد أنه لم يكن يصافح ، فلو كان يصافح فلا يمكن للصحابة أن يجلسوا والنبي صلى الله عليه وسلم يصافحهم قائم ! ثانياً / أن يصافح ، فهنا السنة القيام والدليل على ذلك حديث عائشة الذي رواه النسائي وغيره ( أن فاطمة رضي الله عنها إذا دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قام لها وصافحها ، وهو إذا دخل عليها قامت له وصافحته ) ولم يأت ما يخالف هذا الحديث ، فمن قال بأن السنة عدم القيام عند المصافحة فهذا كلامه غير صحيح . فمن لم يصافح فالسنة عدم القيام ويكره القيام ، وأما إذا صافح الداخل إلى المجلس فالسنة القيام في حقه وهذا مما تقتضيه الفطر السليمة . انتهى كلام الشيخ وفقه الله واعذروني على هذه الألوان لأني توّي طافن بهن. أسأل الله أن ينفع بهذا الموضوع وأن يجعله في موازين حسناتنا وبالله التوفيق .
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|