[الثائر الأحمر]

[align=justify]إلا الحماقة أعيت من يداويها ... التمثيل مهنة جميلة - وهذا رأيي - بشرط أن تخلو من المحرمات ، وأن يُجعل لها هدف قدر المستطاع ، وشرط آخر مهم جدا ، وهو عليه مدار هذا الموضوع ؛ أن يكون التمثيل في مواطنه بضوابطه ، في صناعة الأفلام والمسلسلات وعلى خشبة المسرح .... ونحوها .

قبيح أن يجعل الإنسان مهنة التمثيل جزءًا من واقعه ، يعتمد عليه لإيصال أفكار ، وللوصول إلى أهداف لم - وربما لن - يصل إليها إذا أراد نفسه على الصدق والواقعية والعدل ، وهذه يمتنع عيشها حين يكون للتمثيل والإدّعاء الكاذب مكان في واقع حياتنا ، فالتمثيل أو الإدعاء الكاذب يحيل الجاهل عالما ، والأحمق عاقلا ، والفارغ البطال صاحب فكر ورؤية ، ويحيل كذلك قليل الأدب والدين والورع قدوة قد أحسن الناس ظنهم به .

هذا الموضوع بحر مترامي الأطراف ، مهما حثثت القلم فإنه لن يستجمعه ، نقطة تتلاقى فيها مئات من الأمثلة والصور التي تتعلق بهذا الموضوع ، صعب جمعها في هذا المتصفح ، كما قال الأول : هل يُجمع البحر في قطرة ؟!!

مع تعدد الأمثلة ، وتباين بعض القصص ، أذكر منها ماجعلني أكتب عن هذا الموضوع .

لست غريبًا على عالم المنتديات ، عايشتها خمسة سنوات متتالية ، بدأت كمتابع ، ولم ألبث حتى دخلت في غمارها ، الحديث عنها يحتاج إلى سلسلة كثيرة من المقالات ، وهذا حديث آخر أرجو أن يأتي يوم أجد فيه قدرة على كتابة هذه السلسلة ، من الملاحظات التي لفتت نظري في عالم المنتديات هي جانب الإدعاء او التمثيل ، مرّت علي - في هذه السنوات الخمس - شخصيات مريضة اختارت جانب التمثيل والإدعاء كأسس لتكوين شخصياتهم الإنترنتية .

بعضهم اختار سرقة المواضيع الراقية والمفيدة والرائعة بشكل متواصل لتكوين شخصية الكاتب الكبير المجهول ، وقفت - يومًا - مذهولا يائسًا حين علمت أن احدى المواضيع الجميلة والرائعة اتضح أنها مسروقة ، وأنزلت رأسي خجلا حين تذكرت أن مجموعة من الأساتذة والمشايخ والمتابعين الفضلاء قد أثنوا على تلك المقالة ، وصارت حديث القوم ، وأرادوا أن يعرفوا صاحب ذلك المعرف ، وفي الأخير يتبين أنه مجرد سارق ... بكل بساطة !! ليتبدل الإعجاب والثناء إلى خيبة أمل وقرف وخجل .

آخرون اختاروا الهجوم على الأشخاص بشكل متواصل ، لازلت أذكر احدى الموضوعات التي تهجم فيها على شخصيات عديدة ، وفي كل رد يرد فيه يطمئننا كاتب الموضوع أن الوضع سيتحسن وأنه سيحدث شيء جيد - نتيجة لموضوعه - ... وفي الأخير لايحدث شيء مما وعد به ، ويختفي الكاتب ، ويتضح أن الأمر لعب ولهو ودخول فيما لايعني كاتب المقال و ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه ) ، ويظهر لنا - في الأخير - أن كل ماقيل وذكر شيب بادعاءات كاذبة .... ومثل هذه الموضوعات تحدث من حين لآخر ، وبشخصيات عديدة ، وفي الغالب يُستهدف فيها مؤسسات وشخصيات مشهورة .

آخرون - وهم سبب كتابتي لهذا الموضوع - يتلبسون بمذاهب إلحادية - ولو في أصلها - ويريدون منا أن نقتنع بالغصب أنهم - مثلا - ليبراليون ، أو حداثيون .... ونحوها ، لباس يشف عما تحته من حمق ، وضياع للوقت .

الواحد من هؤلاء يدخل المنتدى متحذلقا متفاصحًا ، ويظن أنه بمجرد أن يهجم على المطاوعة ، أو يذكر أنه قرأ كتاب كذا للعصراني فلان ، أو يصطدم ذبابة بجبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ونحو هذه الأمور ؛ يظن أنه قد أصبح صاحب رأي ، وحامل فكر ، اضحكوا معي ... فإنه لا فكرا حمل ، ولا أراد نفسه على أيسر الحكمة ، أي : الصمت ، للمعلومية ... بعض هؤلاء يُنسب لأهل الالتزام ، ويدخل ليستفز ويلعب ؛ لأنه أساسًا لايحترم عالم المنتديات .

بعضهم مصدق نفسه حقيقة ، هل سمعتم بالذي قام ليلة يصلي ، فلما أصبح وجلس مع أصحابه ، قال لهم : لماذا وجوهكم مظلمة ؟!! البعض يدخل في المنتدى ، ويسب الدين أو يعلم بأنه قد يوهم البعض بسب الدين ... فما إن يجد الردود ( التي مع الأسف نجد أن أصحابها جادون في الرد على هؤلاء ) حتى يستخفه الامر ، فيجف ريقه ، وينتفخ رأسه ، وينطلق لسانه في المجالس محللا ، مصنفا ... مستعينًا بلغة الجرائد !! وهي فقط ثقافتهم ... ولاكرامة ، وهذه نتيجة الفراغ و ( الطفش ) و ( الزهق ) والتي أجزم أن أمثال هؤلاء يعرفون هذه الألفاظ جيدا ، ويعلمون كذلك أنها مرّت كثيرًا على ألسنتهم .

ولهؤلاء أهدافهم الكثيرة والمملة ، منها الإقتداء بصاحبهم الذي بال في زمزم ، ومنها لجذب الناس نحو مقالاتهم ومنتدياتهم ... ونحوها .

في الختام أقف وقفة حازمة مع أمثال هؤلاء ، وأتلو أمامهم : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره ) وأذكرهم بـ " من تشبه بقوم فهو منهم " فإن عقلت فلنفسك ، وإن أنت أسأت فعليها ، ولايلومن امرء إلا نفسه .

وصلى الله على الحبيب وسلم .

من قديم مقالاتي التي لم أنشرها في هذا المنتدى المبارك .
[/CENTER]