|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-04-2007, 01:57 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 36
|
العالِم والسياسي يتبادلان الأدوار في قناة الإخبارية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم يقينا أن طرحي لهذا الموضوع لن يروق لبعض الإخوة لأني أعرف قناعاتهم الثابتة والتي تضفي قداسة على شخوص العلماء إلى درجة تفقدهم القدرة على التفكير والنقد والتحليل بل والمطالبة بالدليل واختاروا لأنفسهم وعقولهم أن تظل حبيسة الكثير من المقولات التي درجوا على ترديدها دون فهم واعي لحقيقتها والظرف المناسب لاستخدامها من مثل مقولة الشيوخ أبخص وأنهم يرون ما لا نرى نحن العوام الهوام وأن لحوم العلماء مسمومة وغيرها من المقولات التي تجمِّد العقل وتشلّ قدرته على التفكير التي وهبه إياها الخالق سبحانه وتعالى ! فمن المعلوم أن العلماء ( وخاصةعلماء الدين ) هم ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورّثوا العلم كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه. وبالتالي فإن المكانة التي يكتسبونها في قلوب الناس ترتبط بقربهم من أداء الرسالة المحمدية التي تتمثل في طلب الحق حسب النهج الشرعي الصحيح والإنصياع إليه والصبر عليه والدعوة إليه لاتأخذهم في ذلك لومة لائم ولاتثبيط مثبّط ولا إرجاف مرجف ولاتخلّف أقوامهم عنه وتكاسلهم في الإنصياع إليه فإن أبى قومهم فحسب العلماء أن قاموا بدعوتهم وبذل النصح إليهم وتمثّلوا هم بأنفسهم نهج الصراط المستقيم قولا وعملا واعتقادا . وإن أي تخاذل عن أداء هذا الدور يسقط من حقهم أمام الناس في اكتساب هذه المكانة ويشكك حقيقة في التزامهم المطلق بنهج الأنبياء . شاهدت كما شاهد غيري الجزء الثالث والأخير في قناة الإخبارية والذي كان يتناول موضوع الكفاءة في النسب وأنا هنا لست في معرض الخوض في تفاصيل هذا الموضوع الشائك والحساس جدا لدى الكثير ولكني أريد أن أأكد على دور العلماء الريادي الذي يجب عليهم الأخذ به وألا يتنازلوا عنه لصالح غيرهم !! وقد كانت الحلقة تجمع ضيوفا عدة أبرزهم الشيخ : صالح المطلق , وكذلك الشيخ : أحمد الكبيسي ..... بالإضافة إلى د. خالد الدخيل : استاذ الدراسات الاجتماعية السياسية وكذلك د. عبدالله اليوسف أستاذ الاجتماع وكذلك الدكتور نبيل العوضي وغيرها من مداخلات المواطنين المتصلين بما فيهم المحامي المعروف عبد الرحمن اللاحم . بدأت الحلقة بتوضيح يشبه الاعتذار من قبل الشيخ المطلق أنه لم يقصد لمز قبيلة الصلبة بشي ينتقص قدرهم وأنه أسيء فهمه من قبل البعض وأخذ يعدد فضائلهم ومناقبهم ويستشهد ببعض الأسماء من تلك القبيلة وتمنى زوال ظاهرة تكافؤ النسب التي تستشري بالمجتمع السعودي وأنه لا أصل لها في الدين وإنما هي مجرد أعراف وتقاليد لا نستطيع الفكاك منها وأن واجبنا بهذه الحالة الأخذ بمبدأ الدفع بأخف الضررين ودرء المفسدة العظمى وزعم أن وجود هذه الظاهرة بهذه القوة داخل المجتمع تلزمنا بالتعامل معها بواقعية بحيث ليس أمامنا إلا أن نقبل بهذا الأمر خاصة وأن في كلٍّ خير وشر وبهذا لاتتميز فئة على أخرى بشيء ! وكان رأي الدكتور اليوسف أن هذه المسألة لم تنتقص من قدر أحد أو تعيقه دون تحقيق أهدافه بالحياة وأن الجميع متعايش مع هذه الظاهرة بسلام وكان رأيه مشابها في كثير من أوجه القضيه لرأي الشيخ المطلق وهكذا تولى الشيخ والدكتور تبسيط هذه القضية والتحذير من مغبّة الخروج عليها ! وأرجو أن أكون أمينا في نقل رأيهما كما سمعته وشاهدته وبإمكانكم الاطلاع على الإعادة . هكذا كان رأي الشيخ والدكتور اليوسف الذي كان بجانبه والذي كان حريصا أن يظهر بمظهر سمة التعقل والاتزان !! ثم أتت بعد ذلك مداخلة الدكتور خالد الدخيل استاذ الاجتماع السياسي _ والذي يصنفه الكثير ضمن التيار الليبرالي _ الذي أكد على أن هذه العادات والتقاليد إنما هي عرف فاسد وأن تدخل القضاء في مثل هذه المسائل التي تمنع أو تفرق الزواج بين القبيليين وغيرهم أو بين قبيلة وأخرى يعطي وجاهة شرعية لعرف فاسد ويعمل على تأصيله شرعيا وتثبيته داخل المجتمع وهذا عكس مايفترض أن يقوم عليه القضاء لدينا بالمملكة التي تعتبر أن الإسلام وتعاليمه هو مصدر التشريع الوحيد ولا وجود لمصدر آخر كعرف فاسد مثل هذا ! هذا العرف الذي اعترف الشيخ المطلق بفساده ولكنه لايملك إلا القبول والتسليم به وأن يلتزم في هذه المسألة قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح !! هذه القاعدة التي تقوم في جزء كبير منها على الجانب التقديري الذي يختلف من شخص لآخر وفئة لأخرى !!! ثم أتى بعد ذلك الشيخ الكبيسي وأبدى رأيه بهذه المسألة وأوضح تمسكه بها على الرغم مما نعرفه عن الشيخ في تساهله بكثير من الأمورإلى درجة لايقبلها حتى بعض البسطاء منا سواءا في مايتعلق بالمرأة وغيرها بل وحتى في بعض الجوانب العقائدية ومحاربته لما يعتبره تشددا وهابيا !!!!!! ثم بعد ذلك طرح الدكتور الدخيل سؤالا خطيرا ومهما على الشيخ المطلق شكّل الرمز الأكبر لعنصر تبادل الأدوار بين العلماء والسياسيين في هذه الحلقة الساخنة: ماذا نفعل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم القولية والسلوكية وصحابته الذين ساروا على نهجه فالرسول تزوج من طليقة موليّه وعبدالرحمن بن عوف الذي زوّج أخته لبلال ؟ ومحاربته لهذا العرف الذي كان أيضا موجودا في عهده عليه الصلاة والسلام ؟ هنا لم يُحِر الشيخ جوابا شافيا ورجع إلى القاعدة السابقة الدفع بأخف الضررين !!!! ثم أتت مداخلة الدكتور نبيل العوضي من الكويت الذي أكد على تفشي وجود العوانس داخل المجتمعات الخليجية بشكل كبير ومخيف بسبب مثل هذه الشروط التعسفية والمدققه لكي ينبري له الدكتور اليوسف بأن هذا ليس هو الحل أبدا وأن هذا الظاهرة ليست سببا في وجود مشكلة العوانس أصلا من خلال رد أقرب إلى السخرية من طرح الدكتور العوضي !!!!! ثم ذكر الدكتور العوضي أن الأمر في الكويت فيما يتعلق بهذه المسألة لم يكن كما كان عليه سابقا قبل عشر سنوات وأن هناك انفتاحا أكثر لدرجة أن الكويتيه تفكر بأن تأخذ من خارج جنسيتها وهنا مرة أخرى انبرى الدكتور اليوسف مرة أخرى لكي يطرح قضية البدون في الكويت في محاولة أخيرة للرد على العوضي الذي أكد أن موضوع البدون أمر مختلف لا علاقة له بهذه القضية التي يتدخل فيها العرف بينما قضية البدون يتدخل فيها النظام لمنع التزاوج معهم !! لكي يُسقَط في يد الدكتور اليوسف !! وأكد الدكتور العوضي أن واجبنا هو محاربة هذا العرف بدل أن نستسلم له وذكر أنه كان يتعرض لمهاجمه شرسة عندما كان يدعو لمثل هذا الأمر قبل عشر سنوات بينما يجد الآن أن الناس الذين قاموا بمحاربته أصبحوا الآن يزوجوا بناتهم التي كبرت بغض النظر عن شروطهم المسبقة المتعلقه بكفاءة النسب !!!! ثم بعد ذلك توالت الاتصالات من قبل المواطنين في مختلف أنحاء المملكة والتي لم تخرج في واحدة منها عن الحاجة الماسة إلى محاربة هذه الظاهرة وتأكيد فسادها بما في ذلك مداخلة من المحامي المعروف عبدالرحمن اللاحم والذي أيضا يُحسَب من قبَل البعض ضمن التيار الليبرالي !!! هذا تقريبا ماجرى في هذه الحلقة المثيرة والساخنة جدا . وفي الختام لدي تساؤل أتمنى ألا يثير غضب أحد وأن لايُحسَب عند آخرين من باب التأليب على العلماء أو تعمد انتقاص قدرهم : أليس أمرا مثيرا للسخرية المريرة أن يتراجع دور العالِم وصوته إلى ما وراء عامة الناس ومن هم محسوبون على التيار العلماني أو الليبرالي _ بغض النظر عن دقّة هذا التصنيف _ لكي يتقدموه إلى امتثال نهج سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم ويقوم هو بدلا من ذلك الدور الريادي الموكل به أصلا إلى الدعوة في نهاية المقابلة إلى التعايش مع هذا الواقع وتقبُّلِه ؟ تحياتي لكم جميعا ........ |
الإشارات المرجعية |
|
|