أعيدوا للجهاد صورته الناصعة ..
قبلَ أيامٍ قليلةٍ استيقظَت بريدةُ على جريمةٍ بشعةٍ هزّت جميعَ المشاعرِ ، وذلك حينما نُـحرَ العقيدُ العثمان كما تنحرُ الشاةُ ، وقطعَ رأسُه ووضعَ بجانبِه !!!
من الفاعل ؟.. لا نعرف ..
ولكن مبدئيًا ، أصابعُ الاتهامِ تشيرُ نحوَ المطلوبين أمنيًا ؛ لعدةِ أدلةٍ ليس هذا مجالُ ذكرِها .
يا إخوةُ .. إنّ الخطبَ جللٌ ، والأمرَ عظيمٌ ، فالجهادُ يُـشوّهُ من قبلِ الدخلاءَ عليه .
في السابقِ .. رأينا العديدَ من مشاهدِ النحرِ في العراقَ ، وبغضّ النظرِ عن شرعيةِ ذلك الفعلَ من عدمِه ، إلا أن هناكَ حديثٌ شريفٌ يحثنا على الإحسانِ في القتلِ فقد قال صلى الله عليه وسلم (..فإذا قتلتم فأحسنوا القتلةَ..) ، وحتى لو سلّمنا بشرعيةِ الفعلِ ، فإننا قد شوهنا صورةَ الإسلامِ عند الأممِ الأخرى ، فكم من رجلٍ قد رقّ قلبُه للإسلامِ وأوشك على الدخولِ فيه ، ولكنه سرعانَ ما تراجع عن قرارِه وتشبّث بملتِه المنحرفةِ بعد أن رأى تلك المشاهدَ ؛ ظنًا منه أن هذا هو الإسلامُ وهذه هي صورتُه .
الجهادُ وسيلةٌ وليس غايةً ، فغايتُنا خدمةُ الإسلامِ ونشرِه ، والجهادُ يجب أن يكون وسيلةً للوصولِ إلى هذا الهدفِ .
فليعد الجهادُ إلى صورتِه الحقيقةِ .. ليكن الجهادُ ضدَّ المحتلين ، ولتكن عملياتُ الجهادِ بعيدًا عن بلادِ المسلمين ، ولنحذر من سفكِ دمٍ مسلمٍ ، ولنراعِ في خططِنا مصلحةَ الإسلامِ والمسلمين قبلَ كلّ شيءٍ .
ختامًا .. أبعدوا الدخلاءَ الذين شوهوا سمعةَ هذه الشعيرةَ الساميةَ العظيمةَ .
|