[قاهر الروس]

.
.

متى سأصبح رجلاً بعينكِ يا أمــي ؟!

دعيت من قبل أحد الأصدقاء لحضور حفل زفافه .. وما أن جاء اليوم المحدد حتى لبس أحسن الثياب .. وإشتريت أفخم المشالح .. وكأنه يوم زفافي ..

دخلنا إلى قاعة الحضور .. وتوجهنا إلى منصة العريس .. سلمنا عليه وباركنا له .. الله ما أحلى الدموع حينما تساقطت من عيني .. وبدأت تكتب ما يدور بمخيلتي .. فصديقي ومن يشاطرني حياتي سيرحل مع سعيدة حظه .. ومؤنسة أيامه .. وشريكة حياته ..
أخذته مني وحق لها أن تأخذهـ .. ولكن أنا الذي عايشته سنوات .. تأتي بكل شجاعة منها وتأخذهـ مني بطرفة عين .. سامحكِ الله أيتها الفتاة ..

قبضت على يدي من رافقني .. أن هيا بنا من حيث أتينا ..

ذهبت إلى منزلنا وما أن أقبلنا عليه حتى إستقبلنا والدي لكوني مع أحد رفاقي .. جلسنا وتناولنا عشائنا معاً ومن ثم إستأذن زميلي ..

بعدها انطلقت إلى والدتي .. وما أن سلمت عليها حتى سقطت دموعي .. وأخبرتها عمّا رأيت في هذهـ الليلة .. حتى نهرتني وقالت ( أنت صادم .. وإلا شايف أحد ميت .. وإلا وش فيك ) أوووووهـ أحر ما عندي أبرد ما عندها .. وقالت " مابقى إلا البزارين يتزوجون " قم ما عندنالكـ زواج الحين .

خرجت بعدها أشيل خلفي همومي وأحزاني مع خجلي لتوبيخ والدتي لي .. ذهبت إلى غرفتي .. أسندت رأسي على أحد جدرانها .. وبدأت أبعث همومي لذلكـ الجدار الذي طالما يتلقى همومي برحابة صدر فقلت :

لماذا ياوالدتي تمنعين من إكمال نصف ديني .. ها نحن في زمان نخشى والله منه على ديننا فكيف على أعراضنا .. فالبنات في دور أهلهن عوانس .. والشباب قد أنحلت الدنيا أجسامهم .. والحب قد كسا قلوبهم .. فلماذا تمنعيني يا والدتي ..

بعدها غفوت غفوة لم أنتبه بعدها حتى صلاة الفجر .. ومن ثم خرجت إلى مكتب والدي .. وما أن دخلت عليه إلا وشقيق والدتي قد تربع عندهـ .. فقلت في نفسي " هي فرصة لا بد من إستغلالها .

فسلمت على والدي وخالي .. وقلت له :

أبي .. قد غار الزمان علي .. وعاث الغبار وجهي .. فأصبحت وحيداً بلا أنيس يؤنسني .. ولا فتاة تشاركني حياتي .. فأفقت بعدها على صرخت والدي في وجهي وقال أعد ما قلت :
فقلت " ولا فتاة تشاركني حياتي " فقال :
يعني ودكـ تتزوج ؟! فقبل أن أتفوهـ بكلمة أكمل وقال : ياحليل عيال الزمان .. ما يلبس الواحد منهم طاقية إلا يقول أبتزوج .. الحين أنت تدري وش معنا أبتزوج .. قم لمكتبكـ و لا تقولي مرة ثانية قل إن شاء الله .

خرجت إلى مكتبي .. أجر خطى الندم على مخاطبتي لوالدي .. فكلاهما وبخاني .. حتى من الكلمات الساخرة التي أطلقتها علي والدتي حينما أخبرتها قالت :
( أنت تبي إذا دورناكـ أنت وزوجكـ لقيناكم تلعبون غميما )

رسالة إلى والدي :

هل أصبح إبن العشرين سنة صغيراً .. فمتى سأصبح رجلاً في أعينكما .. فالحمد لله أوضاع المعيشة فوق ما يتصور الإنسان .. فأستطيع بإذن المولى أن أعيش بين أربعة نساء ..

والدي هذا إبنكما قد سحب يديه منكما .. وسأبحث عن من تشاركني حياتي ولن أسأل عن رضاكما ..

دمتم في حفظ الرحمن ورعايته

.
.