[الــنــهــيــم]

يبدو أنّ العُنوانَ ظريفٌ بَعض الشيء ، ولكنهُ [ حقيقة ] لتسَاؤلٍ انتابني بَعد قراءةٍ لبعض الكُتب القديمة ، لِعُلماء أجلاء وفضلاء ، عَمِلوا للأمة مَالم يَعملهُ أحدٌ غيرهم !
خُذ عَلى سَبيل المثال كتابُ [ عُيون الأخبار ] لابن قتيبة ، فقد ذكر في بَعض أبوابِ كتابهِ الجميل ، من الأشعار والأبياتِ والقصص ، ما أستحي وأخجل مِن أنّ أذكرهُ أمَام أيّ شخصٍ في هذا الوقت !
ورُبّما يَقول البعضُ أنّ ابنَ قتيبة مِن الأدباءِ ، والأدباءُ تخرجُ منهم المتخرمات والبلاوي ! ، فأقول ما عليكَ يَا عزيزي إلا أن تطلعَ على كتاب ابن القيّم [ روضة المُحبين ونزهة المشتاقين ] فقد ذكرَ -رحمهُ الله- أبياتاً فضيعة جداً ، ولا أستطيعُ بحالٍ من الأحوال أنّ أكتبها لكُم هُنا - خجلاً وحياءً ! بل رُبما لو استشهدتُ بها لرُميتُ بالخبث والمجونِ وصفاقة الوجه وسوء الخلق ما بطنَ منهُ وما ظهر !
فإن في بَعض الأبياتِ والقصص من التصريح والتوضيح في أشياءٍ فضيعةٍ للغاية ! ، من ذكر حال العُشاق مع معشوقاتهم ، والأبيات التي يَتراسلونَ بها ، وأنا أقولُ [ فضيعة للغاية ] حَسَبَ مَفهومِنا في هذ العصر، أمّا في عَصرهم فإن كانَ العُلماءُ يَتحدثونَ بمثل هَذا الكلام ، فماذا يَا تُرى يكونُ من حَديثِ العامة والفُساق !!؟

والسؤالُ يقولُ ، هَل كانَ السلفُ - عليهم رحمة الله - مُصرقعونَ ومُطهبلونَ لهذهِ الدرجة ؟!
أم نحنُ متحفظونَ ومتشددونَ زيادة عن اللزوم ، ولدينا حساسية مفرطة في الحديث بمثل هذه الأمور ؟!