قوم لوط , وما أدراك - أخي القارئ - ما قوم لوط , يأتون الرجال شهوة من دون النساء , وليس لهم حاجة في بنات نبيهم , فيهم الشبق الجنسي الشاذ , وفيهم ما حذر الله ورسوله عنه , وحسبك – أخي القارئ – أن تتأمل حين تمر من على جوار دورة مياه , فماذا أنت صانع ؟ . . . مؤكد أنك ستضع طرف شماغك على أنفك , نفورًا مما يخرج من رائحة السبيلين , فكيف يطيق الشاب العاقل أن يذهب إلى منبعهما الكريه الآسن , الأمر نفسه حين ينفر المرء من تعاطي التدخين ؛ ذلك لأن المدخن يدخل في دورة المياه فيدخن فيها ,ويستنشق المرض من دخان لفافته وسيجارته , بينما لا يقبل على نفسه أن يأكل الطعام في الحمام , شتان بين ضار مُذهب للصحة , وبين أكل ما أباح الله لخلقه
كان المتوكل – الخليفة العباسي - يقول : لولا أن اللواط ذكر في القرآن ؛ لما صدقت أن الذكر يقع على الذكر . ولعمر الله إنه لصادق فيما قال , فكيف يستمرئ العاقل أن يكون من جملة المخنثين والعياذ بالله , إنها لآفة , وسم زعاف , وخطب جسيم , وليس أشد على المجتمع من ذاك الصبي الذي لا يجد غضاضة من أن يطأه من هو أكبر منه سنًّا , كلاهما يجهلان أ ن عرش الرحمن يهتزُّ منهما . . . إنني وأيم الله لأبكي لهذا الفعل المشين . . . إنني أتعجب حتى أكاد لا أحس بمن حولي , كيف يرضا المسلم أن يكون عدوًّا لله , ومخالفًا لنهي رسوله . . . , إنني أبكي , وحُق لي أن أبكي , فقد صنع بعض شبابنا ما لا يقبله عاقل , ومالا يرتضيه مؤمن .
أخي الشاب ؛ لقد كنت لا ترضا هذا الفعل على أخيك , وابن أخيك , وابن أختك , فكيف ترضاه لصبيان المسلمين , كيف ترضاه لصبي لا يدرك أهمية عِرضه , ونهي دينه , وألم حياته إن عاش ؟ ؟ !
أخي الحبيب ؛ إنك تقترف ما ينفر منه العاقل , فهل ترضا أن أقول إنك غير عاقل . . . ؟ ! سترد عليَّ بقارص القول وعنيف الكلام إن قلت في حقك مثل هذا القول , فما بالك لا ترتدع عن قتلك للشرف في كل مكان ؟ ! صبي صغير وثق بك , وآخر أحبك ملء قلبه , فغدرت به, ورحت تجازيه بغير الإحسان , تبخس حقه في أن يعيش مكرمًا كما تعيش أنت , دع عنك نزوات النفس الأمارة بالسوء , وأقبل على حياة هانئة ليس لك يد فيما يشوبها من منغصات .
أيها الشاب العزيز . . . , إنني أتألم من حالك , ومن ضعفك أمام صبي يريد – لصغر سنه - أن يضيف سيئات إلى سيئاتك , قد طاوعك فيما تريد , فلا يكن عقلك مثل عقله , فأنت أكبر منه , وأحلم منه , وأفهم منه , بل الواجب أن تخاف عليه , وأن تذود عنه , فتوجهه إلى كل خير , وتنهره عن مصيبة قوم كان عذابهم أن حملوا إلى السماء بأرضهم حتى سمع الملائكة نباح كلابهم , وصياح ديكتهم , ثم قلبوا , فكان عاليهم سافلهم . . . , بالله عليك , كيف ترضا أن تكون من ضمن هؤلاء المعذبين بهذا العذاب الأليم .