|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-05-2007, 02:31 PM | #15 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 1,382
|
( 7 ) اسـتــراحـة طـويـلــة " بـحــيــــرة تــشـــاد " . . تـعـتـبـر هــذه البحيــرة ثانــي أكبـر بحيرة في أفـريقيـا ! إذ يبلغ طـولهـا أربع مئة كيلو متر تقريباً . . ! ضخمـة للغايــة . . أليس كذلكـ . . ؟ ولكـ أن تتخيلهـا لو كـانـت بين الريــاض والقصيم ! ستملأ المسافـة وزيــادة !:D وسَـيُـمَـتِّـعُ المســافـر الكريـم من إحدى المنطقتين إلى الأخـرى نـاظـريه بهـذه البحيـرة التي ستمتد علـى طــول الخـطّ الـسَّـريــع ! ! ويطلّ على هذه البحيرة أربعة دول ! ! وهي : النيجر ، ونيجيريا ، والكاميرون ، وتشــاد. ومن عـجـــائــب هـذه البحيرة أن فيهـا جزراً متحـركـة ! نعـم . . تطفو علـى الماء ! وهـذه الجزر ليست صغيرة ، بل كبيرة ، وكبيرة جداً في بعض الأحيـان ، وهي تقترب مرّة من الكاميرون ، ومرّة من نيجيريا ، ومرة من تشاد ، وهكذا . . . ويصعــد عليهــا النّــاس للتجوال ، ولكنهمـ لا يبنون عليها ، لأن أرضيتهـا لا تصلح للبنــاء . . فـهــذه الجـزر مجـرّد طـحــالـب اجتمعت ، وغـطّـتـهـا الأتربـة مع الزمن . . ! فـعــلاً . . عـجـائب الدنيـا لا تنقضي . . فسبحـان الله . . ! دعـونـا نعــود إلى ما كنـا فيه . . و . . أين كنا ؟ ؟ نعمـ . . لقد كان أبو بكر يتحدث . . عبرنــا أنا وموسى من خلال هذه البحيرة إلى " تشــاد " ، وعند وصولنا للأراضي التشادية لم تكن لدينـا أية فكــرة عما يجب علينا فعلـه . لم يكن المبلـغ الذي معنـا كـافـيـاً لمواصلـة الـمـســيــر لـفـتـرة طـويـلــة ، ولــذا . . قـرَّرنـا المـكـــوث قليلاً فـي " تـشـــاد " لإصلاح وضعنـا المـادي . بــدأنــا بـاصطيــاد الأسمـاكـ عـنـد البـحـيـرة ، نـأكـل منهـا ما يقيم صلبنـا ، ونبيـع البـاقي إن كـان هنـاكـ فـائض! كـان العـام الثالث على خـروجنـا من " السنغــال " قـــد مــضـــى . . ! وحتى تلكـ اللحظة ، لم نـكـن نـعـــرف أي شيء عــن أهـلــنــا ، ولا هم كذلكـ بطبيعـة الحــال. ومن خلال عملنـا في صيد الأسمـاكـ عـرف النـاس أننا نتقن اللغـة العربية ونقـرأ القـرآن . . وعـرضـوا علينـا عندهـا تعليم أبنــائهمـ مقـابـل أجــر . . ووافـقـنـا مـبــاشـرةً . كـانـت الخـطّـة واضـحــة في أذهــاننـا ، سنجمـع بعض المـال ، ثم نواصل المسير . . لكن . . تجــــري الـرِّيــاح بما لا يشتهي السَّـفِـنُ . . ! مكثنـا هنــا في " تشــاد " طويلاً ، حتى إن الأهـالي هنـا قـد زوجونـا من بناتهمـ ، ولا أدري إن كـان ذلكـ حرصـاً منهمـ على استقرارنا أما ماذا ؟ واستقرّ بنـا المقــام هنـا . . ثلاث سنوات أخرى حتى هـذه اللحظة ! ! ! ولا أدري الآن . . هل سنتمكن من الحجّ بعـد هـذه السنوات الستّ أم لا ؟ لست متأكداً ، لكن ما أنــا متأكدٌ منـه . . هــو أنني لن أعـــود إلى " السنغـــال " إلا وقــد حججت ! ! . . . * * * * * |
الإشارات المرجعية |
|
|