بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » مُـنـذُ مَتَى أصْبَحَ الإخــــوَةُ غـُـرَبـَاء ؟! [ قصة ]

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 10-05-2007, 06:47 PM   #1
قاهر الروس
عـضـو
 
صورة قاهر الروس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
مُـنـذُ مَتَى أصْبَحَ الإخــــوَةُ غـُـرَبـَاء ؟! [ قصة ]

.
.


[ الجزء الأول ]



الإخوة الغرباء

بدأ الظلام يسود المدينة ، وأضيئت مصابيح الشوارع ، كانت السماء ملبدة بالغيوم ، وكسا المكان السكون ..
صعدت إلى غرفتي في أحد الفنادق .. دخلتها ..
جلست على حافة السرير .. أضأت الأباجورة التي بجواري ..ضوئها الخافت يبعث فيّ الطمأنينة والأمان .. فلا أصوات ولا أحلام .. على الرغم من العيش في تلكـ الغرفة البسيطة .. إلا أنها تحمل الأمن والأمان .. قد زينتها جدرانها المطلية .. والمناظر الخلابة المطلة عليها ..

فجأة صحوت من مخيلتي على صوت الرعد المخيف .. والبرق السارق للنظر .. حتى سمعت زخات المطر ..( الحمد لله الذي أغاثنا ).

الله .. ما أحلى النافذة .. وعليها قطرات الماء تتساقط .. نظرت إلى الأباجورة الوفية كأنها تخاطبني وتقول : " يا لك من إنسان غريب " تعجبكـ الحياة ولكنكـ لا تتمتع بها .. وأنت قادر عليها .. فليتها تعلم " أن لهم الدنيا ولنا الآخرة " .


نهضت إلى جوار النافذة .. أرى قلة من الناس يركضون .. حتى عن المطر يختبئون .. حدقت في نظري .. وإذا من بينهم طفل صغير .. أحسست أنه كسير .. وإلا لِمَ لا يكون معهم يسير .. قد اختبأ عن المطر تحت أحد المضلات .. أطلت النظر إليه فوجدت أنه في مكانه استأمن .. فلا مكان آخر سيذهب إليه ..

ارتديت معطفي وقبعتي وتلثمت بشالي عن الهواء البارد .. نزلت على سلم الفندق أطير .. فتارة أتخطى أربع درجات ومن ثم أهوي طريح ..

وصلت إلى باب الفندق .. فاستوقفني الأمين . (1)
وقال : إلى أين أنت ذاهب ياسيدي .. فنحن عليكـ مُأمنّين .. فالساعة الآن متأخرة والأمر خطير .. قلي هل أنت على ما يرام ؟!
نظرت إليه نظرت استحقار .. وإلا أين الإنسانية والأخوة .. والعطف والحنّية ..

هرولت إلى مكان الطفل الكسير .. فلما رآني مقبلاً خلف القمامة اختبأ .. وما أن أقبلت إليه حتى طار في الشارع يسير ..
أصررت على اللحاق به .. حتى وقف في مكانه أسير ..
أزلت اللثام عن وجهي .. وأنزلت القبعة عن رأسي ..

قبضت على يدهـ حتى أحسست بدقات قلبه .. قبلت جبينه .. وأخبرته أنه بين يدي أمين .. سألته : لماذا لم تكن من المطر مع الهاربين ؟!

قال : هم إلى مساكنهم يهربون .. وأنا إلى أين المصير !!
ضممته إلى صدري .. ياله من مسكين .. طفل يصارع المجهول .. ومجتمع ينفر منه .. قلت له مداعباً " إنا سنكون مع الهاربين .. هيّا بنا إلى غرفتي " .
وما أن دخلناها حتى قال " أووووووهـ يا لك من شاب ثري "
قلت له ضاحكاً : " وكيف عرفت الثراء ؟ "
قال : من هذا النعيم .
قلت في نفسي :" حقاً لا يعرف قدر النعمة إلا من فقدها "


ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأمين : أي حارس الفندق .



تابعوا معنا هذهـ القصة في الجزء الثاني



.
.
__________________

إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!

يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
قاهر الروس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)