[حـاذق]

[align=justify]
أعجبُ حقاً من شخصٍ يتطبعُ بطبعٍ لا يحسنه ولا يتقنه ولا تجده بادياً عليه في ظاهره , يحاول أن يظهر لغيره الرومانسية المزعومة , والرقة المدّعاة , والقلب والإحساس المرهف , ولكنه في ظاهره المرعوف لا يبدو كذلك !
خلقه ربي كما تقولون " جلف " و " شيفة " لا يعرف للرقة ولا للنعومة ولا لخفة الدم طريقاً ولا مسارا أو حتى " سيباً و زقاقاً " , صرتُ أمقت ما يكتب , وما يسطّر في مواضيعه وردوده , يختار لكتابته أزهى الألوان , ولصورته الشخصية أجمل الصور , وفي توقيعه أعذب وأجمل العبارات المنتقاة .
سمعتُ صوته يوماً فكأنه النشاز , صوتٌ تستشف منه شخصية صاحبه , حتى في المظهر فهو لا يبدو ذلك الشاب الجميل الوسيم الرقيق صاحب النعمة , ولكنه يحاول أن يتمظهر بمظهره .
كتبَ يوماً عن شبهه ( النساء ), فبالغ في " التِمِيلِحْ " واستخفاف الدم والظل , حتى استثقلتُ منه ذلك ودعوته أن يترك عنه هذا الأسلوب , ولكنه لا يزال يصر .
أستغرب حقيقة ممن يحاول التطبع بطبعٍ لم يخلقه الله عليه , فخفّة الدم منحة من رب العالمين والرقة كذلك , فلماذا بعضُ الناس [ الجلوف ] يحاول أن يظهر بمظهر [ النعوم ] , وهو أبعد ما يكون عنهم , أهو إقرارٌ منه بعدم الرضا بما خلقه الله عليه , وسعيٌ منه لتغيير ما أوجده الله فيه .
كثيرٌ من الشباب هذه الأيام [ يتغنج ] و [ يتمكيج ] و [ يتجمل ] و [ يتأنث ] و [ يتخّكر ] وكأنهم أرادوا لأنفسهم أن يكونوا من الجنس المقابل ( الإناث ) !
فكما يقال الطبعُ يغلب التطبع , ولكن البعض حاول أن يكسر هذه القاعدة بأن يسبغ على نفسه طبعاً ليس فيه , ومظهراً ليس عليه في الأصل .
لم أجد تفسيراً لهكذا تصرفات فيمن يعتبر فيهم العدالة , حتى أني رأيتُ أحدهم وهو من قرية ابن لابد في أطراف بريدة وقد لبس أجمل الثياب وادهن بأحسن الدهون وتعطر بأعبق العطور , وكأنه لا يريد أن يعيش كما يعيش أصحابه وأقرانه من قريته قرية ابن لابِدْ .
عندما أكون في لقاءٍ مع أمثال هؤلاء أخجل , فمالهم لا يخجلون ؟!!

[/CENTER]