[عبد الله الحميدة]

البعض يغضب حينما ينتقد تنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن .، كما لو انتقد الجهاد والإسلام بذاته .
ويجب أن نعرف أن حُسن المقصد لا يعني حُسن الطريقة .
فالخوارج فروا من الكفر وقاتلهم علي رضي الله عنه وقال هم إخواننا بغوا علينا .
مشكلة تنظيم القاعدة في نظري توسيعه لدائرة الحرب ، فهو فوق كل هذا لا يقيم وزن للعملية السياسية لا خوضاً ولا حسن تعامل مع واقعها واعتباراً لها . فهو يعلنها على إسرائيل وأمريكا وبريطانيا ودول أوروبا معها والحكومات الإسلامية والعربية ، فالهجوم على الحكومات و تعديد مثالبها لا يفيد في الواقع شيئاً رغم التسليم بحقيقة بعضها لكن المهم هو البناء والإصلاح فلو أصلحنا أنفسنا ومن حولنا لخرج قادة صالحون فكما نكون يولى علينا .
لننظر إلى واقع الإخوة في الشيشان لوجدنا تحييدهم لخصومهم رغم اتفاقهم ضمنياً ربما مع التنظيم .، والأجلى عند الإخوة في فلسطين حيث شقوا طريقهم ببراعة رغم صعوبة الظروف .
والنبراس الذي نسير عليه هو المصطفى عليه الصلاة والسلام في سيرته فهو لم يبدئ قريش بالقتال وعرض نفسه على القبائل وهاجر إلى الحبشة ومن ثم إلى المدينة وعاهد يهوداً وتعامل بحنكة مع المنافقين وكاتب الملوك وصالح قريش فترة ولم يقتل من نزل القرآن العظيم بكفرهم حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه والبعض يبرر لقتل الضابط العثمان رحمه الله .
إن التنظيم يخسر سياسياً وشعبياً وربما إعلامياً في العراق بسبب أنه يتصرف كما لو كان الوحيد في الساحة هناك ودخل في نزاعات مؤسفة ومريرة مع أهال الرافدين .، وحينما يستهدف السعودية فسيخسر المزيد .
فالعمليات التي كان يعلن عنها أنها ضد الوجود الغربي تحولت لعمليات تستهدف رجال الأمن والمقدرات الاقتصادية للبلد فخرجت أمريكا من المعركة بكثير من المكاسب فهي ليست من السذاجة بأن تمر عليها الأحداث دون دراسة فمراكز الدراسات ومنها تقرير [ راند ] تشكل العامود الفقري للقرار السياسي والمعلومات المخابراتية.، فالروم قال عنهم خير البرية أنهم أسرع الناس إفاقة و كرة بعد فرة ولست هنا أضخمهم ولكن من استهان بخصمه فقد بدأ معركته بفشل .
فاصلة
نترحم على الشيخ جابر المدخلي و أياً كان القاتل فهذه جريمة نتمنى أن يهيئ الله يداً للحق حاصدة
* المقال كان أطول وجاءته آفة واضطررت إلى إعادة كتابته باختصار .