[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم ..

لمّا أنزل الله سبحانه و تعالى كتابه على نبيه - صلى الله عليه و سلم - قال : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا (23)فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} ، فذكر الله تعالى نعمَتَهُ الكبرى و مِنَّته العظمى التي امتنَّ بها على رسوله ثم أتبَع ذلك بالأمر بالصبر ، و هذا خلاف ما اعتادَ عليه الناس ، إذ أنهم يُتبعون ذكر النِعَم بالشكر ..

و لكن لمّا عُلم أن المتمسك بهذا الكتاب قد يناله ما يناله من الأذى أحياناً ، أو الشعور بالغربة في وقتٍ من الأوقات ، أمره الله بالصبر ..

جَعلتُ هذه الآية و الوقفة اليسيرة معها كمدخل لحديثي الذي أعني بكل كل أختٍ لها انتماء صادق لدين الله عزوجل ، و لديها غيرةٌ على أخواتها من المؤمنات ، و لديها حرص على بلادها الذي تربت فيه و ترعرت على ثراه ..

أيتُها الأخت الكريمة ، هاهم أعداء الدين ، و أعداء الإنسانية قد بسطوا أقلامهم ، و أطلقوا ألسنتهم ، برايات برّاقة ، و شعارات مزيفة ، ظاهرها الرحمة و باطنها العذاب ..
و تصدّى لتلك الحملات من تصدى من مفكرين مخلصين و علماء عاملين ، و أخوةً محتسبين ، كلٌ بحسبه و على قدر طاقته ولا يُكلَّف الله نفساً إلا ما آتاها ..
و كان لا بُد لكل أخت أن تشارك في دفع العدوان المُتلاحق على ذاتها و أخواتها من بنات جنسها ، بحيث يكون الصوت المسموع هو الصوت المرأة نفسها ، تدافع ..
إن هؤلاء الساقطين يُخرسهم صوت النساءِ أكثر من صوت الرجال ، في ما يبثّونه من شعارات باسم تحرير المرأة أو تحريك المجتمع أو حقوق المرأة التي يتابكون عيها ..
يُعجبني كثيراً تلك المفكرة أو الداعية د.نورة السعد التي سخَّرت كتاباتها لسدّ أفواه هؤلاء ، و صوتها مسموع ، و شِعارها مرفوع ، يُقحمهم ثم يمحقُهم .. فجزاها الله خيراً على ما قدمت و تُقدم ..
وهكذا نريد نساء المؤمنين ..
فهل يا تُرى سنرى مثيلاتٍ لها في مجتمعٍ تناوشه الذئاب ، و تهارش عليه الكلاب ، ممن مسخ الله عنهم الألباب .. ؟
و هل الفتيات على استعداد لتولي قيادة تلك الرايات المناضلة دفاعاً عن الكرامة و قبل ذلك الشريعة ..



:: أتمنى ذلك ::