التربية على العنف ... ليست ضربا من خيال ، أو سردا لأساطير .. أو تخميناَ لمستقبل .. بل هو واقع نعيشه ونلمسه ممن حولنا إن زملاء أو أسر أو معلمين... قد يسميها البعض تربية على الرجولة والبطولة والخشونة وكلها محمودات في الإسلام .. غير أني أرى أن كثيرا منها سميت بغير اسمها .. في تجسيد للعنف في مجتمعاتنا .. وتقريبا للصورة أكثر فإن استذكر هنا موقفا ذهلت منه عندما كنت بصحبة أحد الزملاء وكان معه طفله الذي لم يتجاوز السنة والنصف وكان يبكي ابتغاء لعبة يلهو بها .. فما كان من الأب العطوف الحنون إلا أن استجاب لأنين الطفل ذو المسحة البريئة، وترجل من سيارته إلى محل الألعاب واخذ يتأمل الأب فيما يختار لابنه الوحيد الجميل .. فاندهشت إذ خرج زميلي حاملا معه لعبة هي عبارة مسدس لطفله ليلعب به

.. فتساءلت معه .. ألم تجد لطفلك غير هذه اللعبة .. فقال أعوده حمل السلاح ليستعد للجهاد في سبيل الله

!!! فصارحته أن هذا الأسلوب هو من قبيل التربية على العنف .. إذ سيصبح عاشقا للقتل والذبح والسفك وسيصبح في المستقبل

جاهزة وسيكره المجتمعات المسالمة ... وابنه الآن عمره خمس سنوات تقريبا جميل البشرة .. قبيح السلوك .. فهو عدواني على الأطفال بل والكبار ضربا بهذا ورميا بذاك

... فهل سيصبح في المستقبل أصغر إرهابي ربما

.. وأعرف أن أباه يربيه على ذلك كما أعرف أن أباه يقتني له كل لعب السلاح والسلاسل وغيرها ...
هل سيصبح في المستقبل
في وجه مجتمعه
لا أشك أنكم تعرفون أصنافا شبيهة لهذا الأب ..فمنهم من يحرض أبنائه على ضرب الآخرين .. وان لا يجعل طفلا يهزمه .. ومنهم من يساعه على ذلك
ولو سألني أباه اليوم عن الحل لقلت له يداك أوكت وفوك نفخ
إننا بحاجة أن نربي أبنائنا على الحب والأدب وتعظيم الدماء.. كما نربيهم بعد أن يعقلوا على الفروسية والرمي وشدائد الأمور...
هذه وجهة نظر لغيري أن يخالفني والسلام عليكم