بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » شرب الخمر والزنا والربا "حرية شخصية بدليل قوله تعالى (لا إكراه في الدين)

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 27-05-2007, 05:20 AM   #1
سرُّ مباح
عـضـو
 
صورة سرُّ مباح الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
البلد: متغربه انا !!!
المشاركات: 558
شرب الخمر والزنا والربا "حرية شخصية بدليل قوله تعالى (لا إكراه في الدين)

"تجديد الخطاب الديني" بين إرجاف الليبراليين... واختلاف الاسلاميين !!!

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن "تجديد الخطاب الديني" ويراد به في الأعم الأغلب نقد الخطاب الدعوي الاسلامي والذي يتم ترويجه وبثه عبر الخطب والمحاضرات والكتب والمواقع والفتاوى التي يشرف عليها العلماء والدعاة , وقد تفاوت موقف النخب والمثقفين والاسلاميين حول نقد أو تجديد الخطاب الدعوي , واختصاراً استطيع أن أقسم موقف النخب في بلاد الحرمين حول هذه الدعوى إلى ثلاثة طوائف:

الطائفة الأولى: الليبراليون والحداثيون والمتأمركون وهؤلاء يريدون برفع هذا الشعار"تجديد الخطاب الديني" تهميش الدين في حياة الناس عبر تأويل نصوص الكتاب والسنة بما يتوافق مع مشاريعهم التغريبية, وحذف ما يعدونه "عقبة" في تحقيق حياة حضارية مستغربة فالجهاد هو جهاد النفس في البناء والانتاج فقط, والولاء والبراء ومصطلح دار الاسلام ودار الكفر مصطلحات بالية لا يليق تطبيقها في هذا العصر كما تقول الصحفية ليلى الأحدب في صحيفة الوطن, وشرب الخمر والزنا والربا "حرية شخصية بدليل قوله تعالى (لا إكراه في الدين) متبعين في ذلك طريقة أهل الزيغ في تفسير نصوص القرآن والسنة بما يتوافق مع أهوائهم, وأما النصوص الصريحة كقوله تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه يوصي القوم بحذفها وإلغائها لأنها تخلق مناخاً للتطرف والارهاب, على طريقة حكاية الرئيس العربي الذي منع قراءة الآيات التي تبين فساد العقيدة النصرانية على الملأ تحقيقاً للوحدة الوطنية في بلده, فقال له البعض: يا سيادة الرئيس....طب في سورة الفاتحة كلام على إخوانا المسيحين (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) والضالين هم النصارى؟ فحك الرئيس رأسه وقال: طب أقرأوها بس ما تفسروهاش!!!


وعلى هذا النسق ما سطره أحد الكتّاب من اتهام الخليفة الراشد أبي بكر الصديق بتأصيل وزرع"إيديولوجيا التكفير" حين قاتل المرتدين...

ويلحق بركاب هذه الطائفة ...المنتكسون والمتساقطون على الطريق بعد الفتنة والمحنة من الصف الاسلامي أصحاب التوجه العصراني أو التنويري أو اصحاب اللحى الليبرالية إن جاز التعبير..!!

وهؤلاء طرحهم قد يكون أقل فجاجة من الليبراليين ولكن الهدف بينهما مشترك في "تكييف" أو"تشويه" للاسلام ليتوافق مع روح العصر كما يزعمون وإن ترتب على هذا "نقض" أصول مجمع عليها منذ أربعة عشر قرناً كإقامة الحدود وحجاب المرأة وتكفير أهل الكتاب وتحريم الربا.... أو التنفيب في كتب الفقه بحثاً عن أقوال شاذة أو ضعيفة للتدليل على صحة تهمهم المتكررة ضد خصومهم الاسلاميين بالتحجر والتشدد..مع أن مقتضى "المبادىءالديمقراطية" إحترام رأي الآخر مهما كان دينه أو مذهبه او رأيه...

وعجباً لفئة تدعو لتفهم رأي كل مخالف لها ولو كان ذلك المخالف قد ركب صهوة الدبابة يدمر الأرض ويقتل الطفل ويغتصب العرض ولم تستطع احترام أو استساغة آراء خصومهم السلفيين....


الطائفة الثانية: السلفيون التقليديون المتمسكون بمنهجية التيار السلفي خلال القرنين الماضيين بكل ما فيه بما في ذلك تلك الدعوات الاصلاحية والتجارب الدعوية والتي يُفترض وفق المنظور السلفي ألا يُسبغ عليها صفة القداسة أو العصمة تحت أي ذريعة, وهذا التيار قابل الدعوة لتجديد الخطاب الديني بالرفض الكامل وهو معذور حينما يجابه أصحاب الطائفة الأولى بهذا الكلام إذ أن العلمانيين لا يهدفون لتجديد الخطاب البشري الاجتهادي"الاسلامي" إن صح التعبير, ولكن القوم يستهدفون أصول وثوابت الاسلام, ولكن غاب عن إخواننا من السلفيين التقليديين أن هذا الموقف الرافض بلسان المقال أحياناً وبلسان الحال كثيراً موقف غير سليم لأسباب:

الأول: أن هذا خلاف العدل الذي أمرنا الله به (اعدلوا هو أقرب للتقوى).

الثاني: أن هذا من شأنه أن يعجل "بإنحياز" بعض الشباب للمعسكر التغريبي إذ إن الأخطاء موجودة بلاشك, والتعامي عنها أو الاستماتة في تأويلها مع إقصاء رأي كل ناقد يجعل بعض الشباب ينحاز لخصومهم إيماناً منهم بأن العلمانيين كانوا ضحية لهذه القداسة التي يضفيها السلفيون على أفعالهم وتجاربهم, ولو تأملت في حال بعض الشباب الذين التزموا فترة ثم انحازوا للمعسكر العلماني لوجدت هذا جلياً وإن كان هذا لا يلغي التبعة عليهم حينما استجابوا لدعاة الضلالة وأبواق التغريب.

الثالث: من الممكن أن يتفهم المنصف هذا الموقف الرافض والحازم ضد تيار التغريب والعلمنة, ولكن هذا لا يمكن أن يكون مستساغاً حينما يكون الحوار بين أصحاب الفكر السلفي نفسه بل تجاوز الأمر لنوع من الارهاب الفكري وتسليط عصا "التصنيف" ضد من تسول نفسه نقد الخطاب الدعوي...

اذكر أني جالست شيخاً فاضلاً فأوردت عليه بعض أخطاء خطابنا الدعوي, فقال: هذه إتهامات طالما رددها المخالفون والحاسدون..!!

قلت: شيخنا الحبيب...وهل انتقاد المخالف لنا أيا كان يعد مانعاً من المراجعة والتدقيق...أنني أزعم أن النقد الهادف البناء لمشاريعنا وتجاربنا الدعوية هو من يقوي هذا التيار السلفي المبارك ويزيد من قناعة الناس به...

وهذا التيار في تقديري أن أمامه خياران لا ثالث لهما أمام اجتياح العولمة بمظاهرها المتعددة مجتمعنا:

الخيار الأول: الانزواء والانكفاء, وهذا سيساهم في ضعف تأثيره يسبق ذلك نشوب الكثير من المشكلات والصراعات التي ستضر بالاسلاميين بشكل عام, إذا أن هذا التيار لن يقف مكتوف الأيدي أمام النقد البناء من أصحاب الطائفة الثالثة"السلفيون المستقلون" .

الخيار الثاني: التدرج في إصلاح بعض الأخطاء الموجودة في الخطاب الدعوي بشكل عملي تطبيقي دون التصريح أو الاعتراف بها, وهذا سيكفل لهم التوحد والتكامل مع إخوانهم في التيار السلفي المستقل.


يتبع بإذن الله


بقلم عبدالرحيم الوهيبي
__________________
سرُّ مباح غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)