بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » وَ مَسَحْتُ رَقْمَ العَم حَمَدْ .......( خاطرة) ..!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-06-2007, 01:51 AM   #1
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
وَ مَسَحْتُ رَقْمَ العَم حَمَدْ .......( خاطرة) ..!



..

هجعت إلى فراشي في ليلة هادئة ، أمسكت بـ(الجوال) و استعرضت الأسماء ..
رحت أتنقل بين صفحات الذكريات ، فلي مع كل اسمٍ وقفه .. و لي ذكريات .
فهذا أخ ألقاهـ كل يوم ، و ذلك مدرسٌ كان آخر عهدي به سنوات مضت بل ( جرت ) ..
و بين الأسماء . وقفت على اسم وقفة وداع ..

(( عمي حمد )) ..
كم تذوب النفس شوقاً للقياك ... و كم يعتصرني من الألم لفراقك ..
مسحت هذا الرقم .. إلى الأبد ..
و موعدنا يوم التناد أسأل الله تعالى أن يجمعني بك في جنان الخلد ..

لم أصبر على فراقه .. كنتُ ولا زلت أسكب عبراتٍ حينما أستحضر مواقف لن أنساها ما بقيت مع هذا العم ( حمد )..
مر على فقد العم ( عامين ) .. و كأني افتقدهُ بالأمس ..

(( 1 ))

دعوني أستحضر و إياكم موقفَ تلقي الخبر .. و تلك الليلة الحزينة ..

في آخر أيام الاختبارات النهائية عزمت على الرحيل إلى بيت الله الحرام ..
كان عمي حمد حينها يُصارع المرض في غيبوبة دامت لأكثر من أسبوع ..
ذهبت إلى مكتب الخطوط .. و تم الحجز و التأكيد ..

و أنا في طريق العودة إلى المنزل سرحت بعيداً إلى ذلك الحبيب فأنا لأسبوع لم أتحدث معه و لم أجالسه ..
خيالي في المستشفى .. و يحوم حول حبيبٍ مستلقٍ على السرير الأبيض ..
لحظاتٌ من الصمت القاتل .. لكني أحياناً لا أستطيع مقاومة الأفكار فهي تُحاصر الإنسان حتى ينهار .

رن الهاتف ليمزق هذا الصمت ..
ترددت في إخراج الهاتف فليس هذا وقتا لمكالمات .. فأنا في انشغال ذهني ..
و لكن عزمت على الرد .. أخرجت الجهاز : ( الولد ) يتصل بك ..
نعم ؟
عبدالله السلام عليكم .. بصوتٍ أفصح قبل أن يقول .. فالحشرجة ظاهرة ..
وعليكم السلام .

ترا عمك تُوفى
أحسن الله عزاكم ..
الآن أجيكم .


هنا لم يعد يُجدي الصمت .. و كان لزاماً أن يُفصح الإنسان .. بدموعه .. بصوته .. ببكاء .. بدعاء .. بأي شيء .. المهم أن يتنفس القلب .. و لكنها أنفاس في غاية الحرارة ..

يممت وجهي إلى منزل الفقيد ..دخلت دارهم ..
تظاهرت بالصلابة ..و أنا الضعيف .. و لكن لا أدري لماذا نستحي من إبداء أحزاننا ؟ .. ربما لأن قلوبنا تميل إلى القسوة ..؟!

فلا تسل عن الدموع .. يا الله يا لفصاحة لغتها ..! و يالصدق لهجتها ..!
مررت على أعمامي ووالدي أقبلهم و أعزيهم و أواسيهم .. ثم مررت على أبناءه ..
جلست . و الصمت يُخيم على المكان .. والله لو نطقت قلوبنا لانهدت قوانا .. فالمشاعر أكبر بكثير من أن يُعبر عنها بكُليمات أو عبارات ..أو حتى عبرات ...


ناداني أحد أبناء العمومة .. و اقترب مني و همس :
عبدالله ممكن تجي شوي تعلب مع مساعد ؟ ( مساعد ابن الفقيد يبلغ من العمر 6 أو 5 سنوات )
قمت .. دخلت الغرفة .. جلست على السرير مع هذا الصغير ..
براءة الأطفال تنكأ الجرح .. و تُلهب المشاعر أحياناً ..

بدات في اللعب بـ( الأونو ) ..
كنت أشيح بوجهي كثيراً و أتوقف عن اللعب.. و هذا الصغير يعاتبني :
هيه أنت ألعب ترا أبفوز عليك ..

لم أصدق أن سمعت صوت المؤذن حتى أخرج محتجاً بالتبكير إلى المسجد ..
خرجت .. و معي مساعد ..

رأيت البراءة .. الحقيقية ..
و ليس كما يصطنعه بعض المملثين أو المهرجين .. أو خفيفي الدم ..



::: أترككم و للحديث بقية :::

__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 11-06-2007 الساعة 07:10 PM.
الـصـمـصـام غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)