|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-08-2002, 02:48 AM | #7 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 103
|
الموضوع الثامن / احترام وتوقير الرسول صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
أيها الإخوة والأخوات أطرح هذا الموضوع بين أيديكم لا تعالماً وإنما تذكيراً بحق النبي صلى الله عليه وسلم علينا واحترامه وتوقيره وحفظ كرامته خاصةً في هذا العصر الذي يضج بالمفاجآت والمتناقضات ويكون الأمر أدهى حينما تصدر ممن يتمسحون بالعلم الشرعي والنبوغ الفكري وممن يزعمون الدفاع عن الإسلام.....!!! ولاشك أن احترام النبي صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان فقد أوجب الله محبته وأمرنا بالصلاة عليه عند ذكره وقرن اسمه باسمه وأوجب له شفاعته ورفع منزلته واقرؤا إن شئتم صدر سورة الحجرات وقول الله تعالى ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه ) فأوجب الله تعالى تعزيره وتوقيره وألزم إكرامه وتعظيمه بالقول والفعل ، قال ابن عباس رضي الله عنه : تعزروه أي تجلوه وقال المبرد أي تبالغوا في تعظيمه . ولقد نهى الله عن التقدم بالقول بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أي بحضرته وسوء الأدب بسبقه بالكلام ونهى عن القول قبل قوله والتقدم بقضاء امر قبل قضائه فيه ، ونهى عباده عن رفع اصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم والجهر له بالقول كما يجهر بعضهم لبعض حتى قال أبو بكر رضي الله عنه عندما نزل قوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ....الآية) قال رضي الله عنه : والله يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار ـ أي كلاماً خفيفاً كالسر ـ وكذلك فعل عمر رضي الله عنه فلا يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستفهمه عليه الصلاة والسلام فأنزل الله تبارك وتعالى ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ) ومعروفة قصة ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي صلى الله عليه وسلم عندما نزلت الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ) عندما أقام في بيته وخشي أن يكون قد حبط عمله ثم بحث عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له قصته فطلبه النبي صلى الله عليه وسلم فأتى إليه فقال يا رسول الله لقد خشيت أن أكون هلكت ، نهانا الله أن نجهر بالقول وأنا أمرؤ جهير الصوت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميداً وتقتل شهيداً وتدخل الجنة ) وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه لا يطيق ملء عينيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له وتعظيماً لشأنه وقال : لو أردت وصف النبي لما أطقت ..... وعندما يجلس الصحابة رضوان الله عليهم عند النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير إجلالاً له بل كانوا يفرحون بالأعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لما يجدون من هيبته صلى الله عليه وسلم وعندما يقرعون بابه صلى الله عليه وسلم يقرعونه بالأظافير احتراماً وإجلالاً له عليه الصلاة والسلام وكذلك السلف من بعدهم يوجبون احترام وتوقير النبي صلى الله عليه وسلم في أقوالهم وأفعالهم ؛ فكان مالك رحمه الله يتغير لونه وتصيبه الهيبة إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده وروي مثل هذا عن ابن المنكدر والزهري وجعفر بن محمد الصادق ومحمد بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يبكي بكاءً شديداً إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تجف دموعه ، ولما كثر الناس حول مالك فلا يكادون يسمعون حديثه قالوا له لو جعلت مستملياً يسمع الناس ـ وكان ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ـ فقال : قال الله تعالى (ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) وحرمته حياً وميتاً سواء . والآثار عن توقير السلف الصالح لمقام النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة يصعب حصرها فلا يأخذون حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا بكل احترام وتقدير ؛ فمالك لا يحدث إلا ويلبس أحسن ثيابه ويتوضأ...وأحدهم لم يجد مكاناً في الحلقة فكره أن يأخذ حديث النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً ولا يحدث الحديث وهو مضطجع أوفي الطريق أو وهو مستعجل كل ذلك احتراماً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم والكلام حول هذا الموضوع يطول ويطول ولكن ذكرت نبذاً مختصرة جمعتها من كتب السلف الصالح دفاعاً عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفاعاً عن حرمته بعد موته أرجو ذخرها يوم القيامة وتذكيراً للعابثين بأقلامهم وألسنتهم بحمى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم من أن يقعوا في الهلاك ( أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ولا شك أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم باقية بعد موته كما كانت في حياته عليه الصلاة والسلام وما أجمل ما قاله القاضي عياض رحمه الله ( واعلم أن حرمة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وتوقيره وتعظيمه لازم كما كان حال حياته وذلك عند ذكره صلى الله عليه وسلم وذكر حديثه وسنته وسماع اسمه وسيرته ومعاملة آله وعترته وتعظيم أهل بيته وصحابته ) نسأل الله أن يرزقنا اتباع سنته صلى الله عليه وسلم ولزوم رايته واحترام مكانته وأن ينزل في قلوبنا هيبته وتعظيم شريعته إنه ولي ذلك والقادر عليه ..............وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
__________________
ليس الشجاع الذي يحمي فريسته عند النزال ونار الحرب تشتعل لكن من غض طرفاً أو ثنى قدماً عن الحرام فذلك الدارع البطل |
الإشارات المرجعية |
|
|