بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ¤*~الأمير حجيلان بن حمد آل ابوعليان التميمي~*¤

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 21-06-2007, 04:24 PM   #6
حي على الفلاح
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 87
سنة 1196هـ :
حدث في هذه السنة حدث مهم بالنسبة لبريدة و للدولة السعودية الأولى ، فقد خلعت الطاعة للدولة اكثر من بلدة في محيط بريدة ، و كان هذا الحدث مهماً للمؤرخين بحكم انها خروج عن الطاعة بإجماع اكثر من بلد و قتل في هذا الحديث العديد من معلمي الدين و الأئمة . و لكن ثبت الأمير حجيلان -رحمه الله- كما أهل الرس و التنومة ؛ و أبلى بلاء عظيما في حصاره سعدون بن عريعر الشهير لبريدة مع اعداد كبيرة من الأعراب و لم يمكنهم الله من مرادهم . بل ظهر عليهم حجيلان و لحقهم ثم أجلى أهل الشماس إلى الشماسية و هدم البلد فهابته القصيم أجمعها و أرسلوا إليه يطلبون أمانه بعد أمان الله .

و قد عاصرها المؤرخ حسين بن غنام رحمه الله و أوردها بنصّ طويل في كتابه تاريخ نجد ، و قد أخطأ –عفا الله عنه- عندما ذكر أن من قتل رجلي الدين عبدالله القاضي و ناصر الشبيلي هم أهل القصيم و الصواب أن من قتلهما هو سعدون بن غرير الخالدي و انما أرسلوا له من قبل أهل القصيم . و قد أوردها ايضاً ابن بشر في حوادث سنة 1196هـ بنصه [ باختصار بعض الجمل] :
((و فيها أجمع أهل القصيم على نقض البيعة و الحرب ، سوى أهل بريدة و الرس و التنومة ، و قتلوا كل من ينتسب إلى الدين عندهم خصوصا المعلمين الذين يعلمونهم أحكام الشريعة ، و تعاهدوا أن كل أهل بلد يقتلون من عندهم في يوم معروف ، و لم يشعر بذلك أحد ، فلما مضوا إلى بلدانهم أرسلوا إلى سعدون بن عريعر يخبرونه بذلك و استحثّوه بالقدوم عليهم ، فبادر في الحال و أمر بالرحيل و استنفر العربان فأقبل بجنوده فحين قرب من القصيم ، قام أهل كل بلد و قتلوا من عندهم من العلماء المعلمة ، فقتل أهل الخبرا إمامهم في الصلاة منصور أباالخيل و ثنيان أباالخيل ، و قتل آل جناح رجلاً عندهم من أهل الدين و الصلاح ضرير البصر و صلبوه بعصبة رجله و فيه رمق حياة ، و قتل آل شماس أميرهم علي بن حوشان و فعل أهل البلدان ذلك الفعل و أقبل سعدون بعدده و عدته ، و جمع جموعاً من بني خالد و غيرهم و استنفر الظفير و عربان شمر و من حضر من عربان عنزة فأقبلت تلك الجموعو و نزلوا بريدة ، و أحاطوا بها و بادر منهم رجالاً للقتال فظهر بهم أهل البلد و قتلوهم و أرسلوا رؤوسهم ألى سعدون فامتلأ غيظاً و غضباً . و قال ان ظفرت بأهل هذا البلدة قطعتهم إرباً إربا ، و حين نزل بريدة أرسل إليه أهل عنيزة على سبيل الإكرام و الإمتثال من كان عندهم من أهل الدين و هما عبدالله القاضي و ناصر الشبيلي ، فقتلهم سعدون صبراً ، و نالوا شهادة و أجراً . ثم إن سعدون لما رميت الرؤوس بين يديه ، زحف على البلد بجنوده و حصل بينهم قتال شديد فلم يحصل على طائل ، ثم ساروا يوماً آخر على السور و راموا الصعود عليه و هدمه ، فقاتلهم أهل البلد أشد القتال عنده فانهزموا عن السور و تركوا قتلاهم ، ثم رأى سعدون أن يسوق آلاته و جموعه و يهدمون سورها و بروجها ، فأقبل بكيد عظيم و ساقها عليهم وقت الصباح فرجعوا و لم يحصلوا على طائل . فتحسر سعدون على ذلك و أرسل إلى أعوانه من اهل القصيم و غيرهم يشاورهم فيما يكيد فيه لأهل بريدة ، فاتفق رأيهم أن يعمل مدفه كبير يهدم به السور ، فجمع له أعوانه من أهل القصيم كثيرا من آنية الصفر و النحاس ، فقاموا يعالجون صبّ المدفع و صنعته فكلما أرغوها في قالب خبت ، و كما أوقد عليها النار فسدت . ففسد عملهم و لم يتم لهم أملهم فقاموا يراوحونهم و يغادونهم القتال و النصر لأهل بريدة في زيادة . و في أثناء هذه الحرب بنى سعدون قصراً قريبا من البلد و أتمه ، و جعل فيه رجالاً من قومه ، فانتدب إليه رجال من أهل البلد فهدموه و قتلوا أهله ، و في أثناء تلك المدة أغار سعيد بن عبدالكريم أمير الرسّ و رجال من بلده على سارحة سعدون . فأخذوا غنم سعدون و هي أربعمائة ، ثم عدا رجال من أهل بريدة على بيت من الشعر جعله عبدالله بن رشيد رئيس عنيزة للحرب فأخذوه و جروه و قتلوا فيه أربعة رجال ، و كان رئيس بريدة يومئذ و المقوم لهذه الحرب و الثابت في هذا الضرب و الكرب؛ حجيلان بن حمد من رؤساء آل أبي عليان ، فتحقق من ابن عمه ورجال معه [ ممالئتهم لسعدون و أهل القصيم على ما وقع منهم ] فأرسل إليه و ضرب عنقه . فلما قتله ثبت أهل البلد . و اتّفق أهل بريدة على الثبات و الحرب , ، فلما مضى خمسة أشهر ، و ضاقت صدور العربان و المحاربين ، عزموا على اقتحام البلد فصنعوا عجلا من الخشب يريدونه وقاية عن الرصاص لمن يمشي خلفه ، و ساقوه إلى مرقب البلد ، و في المرقب من أهلها عشرة رجال . فاجتهدت تلك الجنود ، في وصول العجل ، و لم يجدوا إلى ذلك سبيل ، فرجعوا به.
ثم فيها حمل سعدون و جموعه على البلد حملة هائلة و ساقهم إليها ، فحصل عند السور و البروج من القتال و الازدحام أمر عظيم ، و قاتلهم أهل البلد قتالاً شديداً و ردوهم على أعقابهم و قتل منهم عدة قتلى فداخلهم بعد ذلك الفشل وهموا بالرحيل . و ذكر لي أن حجيلان تزوج في آخر الحصار ، فلما سمع سعدون ضرب الدفّ سأل عنه ، قيل له : أنه مضروب لعرس حجيلان فعند ذلك ، ارتحل هو و جنوده و تفرق أهل القصيم إلى بلدانهم و خرج حجيلان على أثرهم بأهل بريدة إلى بلدة الشماس ، و قتل من وجد فيها و هرب أهله ، فانزعجت قلوب أهل القصيم بعد ذلك . فأرسلوا إلى حجيلان و طلبوا منه الأمان ، و طلب عليهم النكال من الأموال و السلاح ، و صبروا بذلك ، و وفد عليه رؤساء بلدانهم ، و كان حجيلان من أشد الناس حمية لأهل بلدانه ، مع محبته لأهل هذا الدين و شدة نصرته له و لأهله)) (39). و قد تزوج حجيلان أثناء الحصار كما ورد في حديث ابن بشر(40) -و كانت زوجته الثانية لولوة بنت عبدالرحمن العرفج الشهيرة بالعرفجية- .

ثم في نفس السنة و بعد حصار بريدة يذكر ابن غنام(41) و ابن بشر(42) رحمه الله خروج رجال من بريدة في اثر سعدون بن عريعر فوافقوا قافلة معها هدم ظاهرة من الشمال رئيسهم النفيش فوافقهم بأرض المستوي فاخذوا اموالهم و قتلوا رجالهم و كان معهم مال كثير لأهل المدينة فأمر الإمام عبدالعزيز برده إليهم .

و كان لهذا الصمود أمام الحصار ثم اخضاع المناطق التي خلعت الطاعة أثراً كبيرا في تثبيت سلطة حجيلان . فقد علا نجم حجيلان و ثبت أمره كقائد سعودي حتى أنه استطاع أن يوصل الرايات السعودية إلى سوق الشيوخ(43) ثم تعرض بعد ذلك لغزو المنتفق و واصل هذا الرجل غاراته شمالاً فأخضع شمّر و عرب الشرارات و وصل إلى بادية الشام(44).




سنة 1200هـ :
ورد في هذه السنة أن حجيلان بن حمد –رحمه الله- غزا إلى ناحية جبل شمّر فذكرت له قافلة خارجة من البصرة و سوق الشيوخ إلى نجد فأسرع السير حتى وصل إلى بقعا(45) فرصد لهم فيها فوافقها و معها كثير من اللباس و القماش لأهل الجبل و غيرهم فأخذها و قتل من الحدرة قتلى كثيرة (46).




سنة 1201هـ :
يقول فيها ابن غنام –رحمه الله- : (( و في أول هذه السنة ، في المحرم ، سار ثويني بن عبدالله(47) بجيوشه الكثيرة و معه من العدد و العدة ما يفوق الحصر ، و تجهز بالمدافع و البنادق و القنابل التي تدكّ الحصون و الأسوار و اتجه إلى نجد يريد محاربة المسلمين )) . إلى أن قال : (( و اتجه منها – من التنومة- إلى بلدة بريدة ، و ناوش أهلها الحرب ، و همّ بأن ينزل بأهلها بطشه لولا ما أتاه من أن اضطرابا قد حدث في بلاده بعد خروجه منها ، فاضطر إلى أن يرجع إليها و أن يفكّ حصاره عن بريدة))(48).
و ذكرها ابن بشر ايضا (49) . و ذكر أن عدد أحمال زهبة البنادق و المدافع و آلاتها بلغت سبعمائة حمل . و من المحتمل أن القافلة التي هاجمها حجيلان في العام السابق كانت تحت حماية المنتفق(50).

هنا يقول الدكتور عبدالله الصالح العثيمين: و لقد كان لحجيلان بن حمد دور كبير في تثبيت الحكم السعودي في القصيم و ادخال جهات من شمالي نجد تحت ظل هذا الحكم فقد رأس سنة 1200هـ حملة عسكرية اتجه بها إلى جبل شمّر و كان مما قام به هناك أن رصد في بقعاء لقافلة تجارية قادمة من العراق ، وقتلوا عدداً من رجالها ، و أخذوا ما كان معها من بضائع لأهل الجبل .و كان الإنهاك الإقتصادي من الأساليب الناجحة التي اتخذوها لإرغام خصومهم على الإستسلام لهم . و يبدو أن إدراك زعماء الجبل لقوة الدولة السعودية و اقتناع بعضهم بصحة مبادئها من الأمور التي جعلت غزو حجيلان لتلك الجهة بعد حملته الأولى بسنة يؤدي ثماره المرجوّة . ذلك أنه لم يعد من هناك إلا و قد دخل إقليم جبل شمّر تحت طاعة آل سعود(51).
يقول ابن غنام رحمه الله في أحداث هذه السنة : و فيها غزا حجيلان بأهل القصيم و من حوله من العربان و قصد أهل الجبل(52) و أقام فيه مدة أيام و ليالي فقدم عليه أهالي كثير من بلدان ذلك الوطن و عاهدوا على الإسلام ، و من أعرض عن ذلك تصدى حجيلان لحربه ، و أخذ على من امتنع أموالاَ حتى أطاعوا للتوحيد ، و لم يشد حجيلان للسير عنهم الرحال حتى تلقى جميعهم الإسلام بأحسن استقبال(53).
و قد أوردها ابن بشر أيضاً .


-------------------------------

(39)عنوان المجد ج1 ص146-149
(40) و لها قصة شهيرة في أخذ ثأر ابنها من قتلته أبناء عمومته
(41)تاريخ نجد ، ص156
(42)عنوان المجد ج1 ص 150
(43) بلدة في العراق قرب الناصرية و شمال الزبير لآل سعدون مشايخ المنتفق، و قد كانت من مهاجر العقيلات الشهيرة كما الزبير و البصرة و بغداد و دير الزور و دمشق و عمان و غزة و مصر.
(44) العقيلات نجديون وراء الحدود . ص43 . عبدالعزيز ابراهيم
(45)موقع معروف في بلاد حائل
(46)قاله ابن بشر ، عنوان المجد ج1 ص157 و ذكرها قبله ابن غنام في تاريخ نجد ص163 بتفاصيل مشابهة
(47)ثويني بن عبدالله بن محمد بن مانع آل شبيب . من مشايخ المنتفق
(48) تاريخ نجد ص164
(49)عنوان المجد في تاريخ نجد ج1 ص 158 تحقيق عبدالرحمن آل الشيخ
(50) تاريخ المملكة العربية السعودية ج1 ص166
(51) تاريخ المملكة العربية السعودية ج1 ص118
(52) الجبل يعني جبل شمر . حائل و ما حولها .
(53)عنوان المجد في تاريخ نجد ج1 ص160
حي على الفلاح غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 05:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)