|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
العرقُ العربيُ ... غليظُ وجافٍ وعنجهي
العرقُ العربيُ ... غليظُ وجافٍ وعنجهي بسم الله الرحمن الرحيم ميز الله العرق العربي عن غيره بأن شرفه بلغة القرآن الذي تلقته البشرية بلسان عربي مبين "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين " ، ولا أجد شرفاً آخر يستحق الذكر عند العرب غير النبي العربي " عليه الصلاة والسلام " ، ورسالته التي تلقاها من السماء بلغة عربية كما ميز الله الإنسان عن الكائنات الأخرى بالعقل الذي استودعه إياه ، ولذلك حينما يستعمل تلك الأداة سيكتشف أنه يعمل بمقتضى واجبات أخلاقية تحتم عليه أن يحترم ذاته وينزل الآخرين منازلهم لذا فإن عالم مدرسة التحليل النفسي سارتر يرى أن الوعي بالذات لا يكون تلقائيا ، بل هو وعي يكون بحضور الآخر ، فقد أقوم بشيء ما ، ولكن حين أرفع رأسي أكتشف نظرة الآخر إلي فأشعر بالخجل ، فأعرف بأني ذات خجولة لأني أنظر إلى نفسي نظرة الآخر إلي، وبتعبير أدق فالآخر يجعلني أموضع ذاتي ... وعليه ، فإن الغير يلعب دورا أساسيا في التعرف عن شخصيتنا، لكن هذا الوعي يظل محدودا فهو شعور نسبي، لأنه يتم في الحدود التي جعلنا الآخر نتمثلها وماركس يقول :"ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم ، بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم" ولكن هل هذا الوعي فطري أم مكتسب يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس " رئيس وفد هجر " حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله هنا يؤكد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، أن هناك من البشر من يكون الحلم له طبيعة والأناة سجية ، وتلك جبلة فطرية لا تدخل للإنسان فيها بينما يؤكد عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه ) وهذا تأكيد على أن الإنسان إذا لم يجبل على الحلم والأناة بالفطرة ، فإنه على الأقل لديه استعداد نفسي للتغير ، والمسألة في هذا نسبية و تختلف من شخص لآخر ، حسب طبيعة الإنسان وبيئته التي يعيش فيها ، فليس ابن المدينة كابن الخيمة مثلا ومع كل أسف فالفرد العربي اشتهر بخصال قد يقل نظيرها في الأعراق الأخرى من بني البشر كالغلظة والجفاء والقسوة والحدة فضلاً عن الهنجعية المقيتة ولهذا يقول الشاعر العربي : ومن عاش منا عاش في عنجهية *** على شظف من عيشه المتنكد لنأخذ شيئاً مما ورد عن عنجهية بعض بني يعرب ، وكيف كان سيد الخلق " عليه الصلاة والسلام " مضرب المثل في التعامل معهم بحلم وحكمة وأدب " أدبني ربي فأحسن تأديبي " عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة ، قال أنس : فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت فضحك ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري وفي رواية اخرى لما جذبه الأعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت فى صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم ، قال احمل لي علي بعيري هذين من مال الله الذي عندك , فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك , فحلم عليه صلى الله عليه وسلم ولم يزد أن قال :" المال مال ، الله وأنا عبده ، ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي " فقال الأعرابي :لا , فقال النبي صلي الله عليه وسلم :"لم؟ " قال :لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة ,فضحك صلى الله عليه وسلم , ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير, وعلى آخر تمر وروى البخاري أيضاً عن أبي هريرة أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوه و أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة , جاء يتقاضى ديناً له علي النبي صلى الله عليه وسلم فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول :إنكم يا بني عبد المطلب مطل فانتهزه عمر , وشدد له في القول , والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم , فقال صلى الله عليه وسلم : " أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر , تأمرني بحسن القضاء , وتأمره بحسن التقاضي " ثم قال :"لقد بقي من أجله ثلاث" , وأمر عمر أن يقضيه ماله ويزيده عشرين صاعاً لم روعه , فكان هذا سبب إسلامه فأسلم ,وكان قبل ذلك يقول:ما بقي من علامات النبوة شيء إلا عرفته في محمد صلي الله عليه وسلم إلا اثنتين لم أخبرهما : يسبق حلمه جهله , ولا تزيده شدة الجهل إلا حلماً فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف يالصفاقة تلك النماذج من العرب وسبحان من وضع كل هذه الجفوة وتلك الغلظة في عرقنا العربي سبحان من وهب هذا الحلم لمعلم البشرية وصفيها ومنقذها ... يا لروعة حلمك أيها النبي الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ويا لسمو نفسك وتواضع ذاتك ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) تقول عائشة رضي الله عنها : ( ما رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظلمها قط , ما لم تكن حرمة من محارم الله , وما ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد فى سبيل الله , وما ضرب خادماً قط ) يقول جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه كما رواه البخاري " ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي " أيها الرحمة المهداة والمنة المسداة صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك كلما شعشع نور صباح وبانت ظلمة ليل ، قد علمتنا الرحمة و حسن الخلق ، ولنا فيك خير أسوة حسنة ، فقد كان خلقك القرآن وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن والحسين فقال الأقرع بن حابس : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من لا يرحم لا يرحم" وفي الصحيحين أيضاً أن بعض الأعراب استنكروا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقبيل الأبناء فقال لهم "أو أملك إن كان الله قد نزع من قلوبكم الرحمة " وحتى وقتنا هذا " المترف " نشاهد نماذج مختلفة " من مثل الأقرع " في تعامل الأب مع ابنه " وهو مثال الرحمة والشفقة " ، وقد يكون للبيئة الصحراوية وصحبة الإبل " بكبريائها وجفوتها " دور في هذا في السابق ، وأعتقد أن تراكماتها وتبعاتها مازالت في كبار هذا الجيل الذين يستكثر البعض منهم قبلة حب حانية يفعم بها قلب ابنه ، عملاً بما وجد عليه آباءه يربون ! لذا فالعرق العربي ذو تركيبة اجتماعية تبدو مختلفة عن الآخرين ، وقد أذهلت بعض أفعال العرب المستعربين والمستشرقين فهذا المستشرق الياباني " نبو أكي نوتو هارا " يصف في كتابه " العرب – وجهة نظر يابانية " بعضاً من مشاهده في المشرق العربي فيقول : " تجد مقاعد الحدائق العامة مكسرة أو مخلوعة وتجد معظم مصابيح الشوارع محطمة كما أن المباني الحكومية تنال أكبر قدر من الإهمال ...... ثم يستطرد في البحث عن أسباب تلك الظاهرة ...... لقد فكرت طويلاً في ظاهرة تخريب الممتلكات العامة وفهمت أن المواطن يقرن بين الأملاك العامة والسلطة القمعية فيدمر بانتقامه وطنه ومجتمعه كبديل لايستطيع الفصل بين القمع وعدم الشعور بالمسئولية في المجتمع العربي " كما أعتقد أن هناك دور في ذلك للدكتاتورية المتفشية في سيكولوجية الفرد العربي والجمعي ، وهو مايؤكد عليه نوتو هارا حيث يقول : " إن ذلك القانون نفسه هو من وضع السلطة ، فرجال السلطة وأقرباؤهم والتابعون لهم من الحاشية هم فوق القانون ، ولذلك يخرب كل شيء وتضيغ العدالة ويسيطر القمع " أخيراً أقول إن لدى العرب دين علمهم سمو الأخلاق ورفعة التعامل وفضائل الرحمة ، كما علمهم على تنمية الفرد وتطويره لذاته والارتقاء بشخصه ونفسه ، فمتى كانوا أكثر قرباً من دينهم كانوا أكثر قرباً نحو الرقي والتحضر وفضائل الأخلاق كما أن لدى العرب عيون أكثر اتساعاً وأقدر على الرؤية من تلك العيون اليابانية ، متى ما نظروا وفق النظرة الدينية الوسطية المتحضرة، وكما يقول محمد عبده حينما زار ما توصف اليوم بدول العالم الأول قال : " وجدت إسلام بلا مسلمين ، ووجدت مسلمين بلا إسلام " إضاءة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق)) رواه أبو داود والنسائي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ((البر حسن الخلق..)) رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان صلى الله عليه وسلم يقول اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي) رواه أحمد عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) رواه البخاري وقال رسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد وقال صفي الخلق صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) دمتم برقي وخلق وتحضر
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|