[الريحاني]

الإعجاب بالنفس :
هو السرور أو الفرح بالنفس، وبما يصدر عنها من أقوال أو أعمال من غير تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين ، فإن كان هناك تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين ، باحتقار واستصغار ما يصدر عنهم، فهو الغرور ، وإن كان هناك تعدّ أو تجاوز إلى الآخرين ، باحتقارهم في أشخاصهم، وذواتهم، والترفع عليهم، فهو التكبر.


أسباب الإعجاب بالنفس :
وللإعجاب بالنفس أسباب تؤدى إليه، وبواعث توقع فيه منها:

1- أن يكون السبب في الإعجاب بالنفس إنما هي النشأة الأولى، ذلك أن الإنسان قد ينشأ بين أبوين يلمس منهما أو من أحدهما: الدلال المفرط أو مدحه وتعظيم أعماله

2- أن يكون السبب في الإعجاب بالنفس إنّما هو الإطراء والمدح في الوجه، دون مراعاة للآداب الشرعية المتعلقة بذلك،

3-أن يكون، السبب في الإعجاب بالنفس الصحبة والملازمة لنفر من ذوى الإعجاب بأنفسهم، ذلك أن الإنسان شديد المحاكاة والتأثر بصاحبه، لا سيما إذا كان هذا الصاحب قوي الشخصية،
ذا خبرة ودراية بالحياة، وكان المصحوب غافلا ، يتأثر بكل ما يلقى عليه.

4- أن يكون السبب في الإعجاب الوقوف عند النعمة، ونسيان المنعم، ذلك أن هناك صنفا من الناس ، إذا حباه الله نعمة من مال أو علم أو قوة أو جاه أو نحوه، وقف عند النعمة، ونسي لمنعم،
وتحت تأثير بريق النعمة وسلطانها، تحدثه نفسه أنّه ما أصابته هذه النعمة إلا لما لديه من واهب
وإمكانات.

5- وقد يكون السبب في الإعجاب بالنفس، الصدارة للعمل قبل النضج، وكمال التربية، ذلك أن يتصدر بعض الناس للعمل قبل أن يستوي عودهم، وقبل أن تكتمل شخصيتهم، وحينئذ يأتي
الشيطان فيلقي في روعهم أنهم ما تصدروا للعمل، وما وضعوا في هذا الموقع إلا لما يحملون
من مؤهلات، وما لديهم من مواهب وإمكانات .

6- وقد يكون السبب في الإعجاب بالنفس، الغفلة أو الجهل بحقيقة النفس، ذلك أن الإنسان إذا غفل أو جهل حقيقة نفسه، وأنها من ماء مهين ، وأن النقص دائما طبيعتها وسمتها، وأن مردها
أن تلقى في التراب، فتصير جيفة منتنة .

محبكم : الريحاني