[مــهــاجــر]

لم يكن يدور في خلد قريبي الأستاذ المحترم همس المشاعر أن سكاكين الجمل سوف تقطع له حظه العاثر , وتدمر له زمانه الغابر, بمساعدة سواطير جزار الحي التي كسرت هي الأخرى إنجبار حياته السابقة ,حينما عزم على إتمام نصف دينه بالزواج , والرحيل عن عالم العزوبية من غير رجعة , وتطليقه لذلك العالم بالطلقات الثلاث حينما لفظها جميعاَ في آنٍ واحد.

دخل الأستاذ همس المشاعر عش الزوجية ,وفي أول ليلة له , بعدما صلى ركعتي الزواج , بدأ بالحديث مع زوجته حميسة يطلبها فتح تشريعة فستانها الأبيض المطرز بالكرستال الفاخر(الذي علم في نهاية الأمر بأنه ليس ملكها بل كانت مستعيرته), وحينما نفذت ما طلبه زوجها وفتحت غطائها ,صرخ همس المشاعر وبكى ,ثم أردف بكائه بضحك هستيري, معتقداَ أن والد زوجته كان مازحاَ بأن هذه دمية لا أدمية , فالوجه كالح ,وللإستعمال غير صالح,وقد رسمت على خدها وردةَ ذابلة ,والألوان الزيتية قد غطت وجهها , وبثور كالعدس تملأ محياها, وزيت الكوابح رشت به ملابسها,ثم ضحكت فظهرت أسنانها النخرة ,وقالت له هل أعجبتك !!!؟ قال لها : وهو مندهش ما هذا!!!؟ فقالت له : وش فيك هذي الموضة حنا في القرن الواحد والعشرون , حنا في عام 2007.فقال: أي قرن واحد وعشرون أي قرن واحد وعشرون ومن ثم بدأيتمتم بقوله سامحك الله يا أمي سامحك الله يا أمي .


إحتار الأستاذ همس المشاعر ماذا سيفعل ؟ وكيف يتصرف ؟ فتذكر أن الإنسان لا يحيا في هذه الدنيا إلا مرة واحد , فقرر العيش معها والصبر والإحتساب من رب البريه . ومن يوم الغد ذهب إلى مديرية الأحوال لكي يستبدل إسمه من همس المشاعر إلى القلب الصابر , فلا مشاعر ولا خواطر سو تتناثر بعد هذا اليوم في حياته , سوى أن يرجي ربه ليل نهار بأن يرزقهُ الله سبحانه وتعالى حُوريةً من حُورِ الجنة, فأمله في هذه الدنيا قد ضاع , لأنه لا يريد أن يخوض التجربة مرة ثانية بإحظار ضرة لها أو تطليقها فهو يخشى على نفسه سؤال الناس عن سبب الطلاق.

مضت الأيام والشهور , وقريبي قلبهُ مفطور, فبالإظافة إلى شكلها القبيح ,كانت أخلاقها مثل,وفي يوم من الأيام كان قريبي في العمل , وكانت زوجته تتابع أحد البرامج الإجتماعية (التفريقية) على قناة من قنوات المارونيون(أموووووت وأدري وش دخلهم فينا), وكان الضيف الحمار البالي أسف كنت أقصد الليبرالي محمد آل زفت وهو يتحدث بحماس منقطع النظير عن حقوق المرأة المسلوبة والمنتهكة فهو يحمل شهادة في التاريخ الأنثوي فقط ونحن الرجال لنا رب العزة والجلال, وكانت السيدة حميسة تتابع البرنامج وهي الأخرى متحمسة أيضاً,فنسيت أن الغدأ كان يطبخ ,ثم إحترق الغداء مثل ما أحترق مستقبل قريبي المكلوم على أمره.وبعد ذلك قدم قريبي من العمل وحينما دخل المنزل قفزت عليه السيدة حميسة ومن ثم قالت له :

مظلومة.

قريبي :

من هي ؟أتقصدين فلسطين؟!

السيدة حميسة:

مظطهدة.

قريبي :

من هي ؟ أتقصدين العراق؟!

السيدة حميسة:

منتهكة حقوقها و مسلوبة حريتها ووووووو.

قريبي:

من هي ؟ لقد نفذ صبري .

السيدة حميسة :

إنها المرأة السعودية , فنحن لا نقود السيارة ولا نمتلك أي حرية فمعشر الرجال قد ظلمنا وقد آن الأوان لوضع الأمور في نصابها وبعدين بكرا تروح للوكالة تشتري لي سيارة , وحنا إذا رحنا للسوق ثلاث مرات في الأسبوع ولأهلنا مرتين وسيرنا على زميلاتنا مرة زعلتوا علينا تبوننا نقابلكم أربع وعشرين ساعة طل يطلكم.ومانين علينا بكم ألف هدايا وملابس كل شهر يا بخلاء.

فقال لها قريبي :

الله يخرب بيت أبوكِ واللي خلفوكِ ,فرحتُ معتقداً بأنكِ تركتي سفاسف الأمور وأتجهتي إلى أمور و شؤون إخوانك المسلمين , من بكاء الأطفال وصرخات الثكالى , ودموع اليتامى .

أخيراَ قرر قريبي مواجهة صعوبات الحياة , إلى أن يأتيه الممات وحده, بعدما ركل السيدة حميسة عند باب المحكمة بعد أن طلقها , فهي لا تستحِقُ رجلاَ مثل قريبي يقدر الحياة الزوجية ويريد أن تكمل معه المشوار وتكون عوناَ له لا عليه .

وحينما سمِعتُ أنا يا مــهــاجــر هذه القصة حزنتُ أشد الحُزن وقلت له لماذا لم تصبر عليها لعل الله يحدث بعد ذلك أمراَ فقال لي :لا تجادلني في ما مضى,فقوة الضغط تولد الإنفجار , فأنا أكره النساء إلى يوم الدين لكن خذ بنصيحة محب لك وأحفظها عني جيداَ:

1-إذا عزمت على الزواج فسأل عن خطيبتك ما علاقتها بربها , ودينها .

2-لا تغفل عن سؤال من يعرفها عن كيفية لبسها في الحفلات والمناسبات , فزوجتي تلبس لبساَ عارياً ,وأنا لا أريد ذلك,وهي تعتقد بأن الناس معجبين بها , ولا تعلم بأنهم من الداخل يحمدون ربهم على نعمة الإيمان وقوته عندهم وعلى نعمة الحياء الذي هو جمال المرأة .

3_إتكيت , برستيج , سبورت , كره التقوقع , وحب التحضر .إذا علمت أن زوجتك ممن يتبعون هذه الكلمات لأجل تمييع الدين فأهرب إلى أناس أخرين , فأهل الصلاح والخير كثر والحمد لله .

4- لا تكترث إلى موضوع الحسن والجمال وتجعله في أولوياتك فتقدمه على ما هو أهم منه ... فالفتاة الجميلة وخلقها سئ كوردةٍ لا رائحة لها ... بل دائما َ ضع نصب عينيك الأخلاق فهي كفيلة بأن تنسف جميع المواصفات لشريكة حياتك بعد الدين طبعاَ ... فميزة الدين والأخلاق إذا إجتمعا أنهما يجعلان قلبك مطمئناَ لشريكة حياتك وتكون في عينك قمراَ وبدراَ لا تريد إستبدالهما في أي كائنٍ كان.


5- ألن جانبك عن بعض الامور التافهة , وأتعب لسانك بالمديح خصوصاً عند الأقارب , وأمسك العصا من النصف , فلا تتنطع ولا تغلو , ولا تكن بخيلاَ ولا غليظاَ , ولا تنسى والديك فلهما حقوقٌ لا بد من القيام بها ,خصوصاَ الأم لأنها حساسة جداَ وقد تعتقد بأن زوجتك سلبتك منها.

6- يقال أن العود من أول ركزة , والمثل الشعبي يقول ((( الخيل من خيالها *** والحرمة من رجالها ))) فلا تفعل مثلما فعلت , فلن ينفعك الندم , وذوق الألم , وتسلم زوجتك زمام الأمور وكلامي هذا مصداقاَ لقوله صلى الله عليه وسلم " لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمراة".[/size]

ملاحظة :


أنا هنا لا أعمم في كلامي ولا أقصد فيه مدينة أو منطقة بعينها أنا أقصد بعض فتيات الجيل الحالي .