[وليد العلي]

بوح خاطرة

في يوم من الأيام الشاتية،وهو يوم الأحد 23/8/...14هـ،وفي يوم دراسي كنت يومها في الصف الثالث الثانوي،وتحديداً في الحصة الثانية، وكان يؤمنا في هذا الدرس أستاذنا القدير فهد ..... حفظه الله،

وكان يخوض معنا في درسه التوكيد ،وكنا معه نغوص في المعنوي ونطفوا مع اللفظي،وكنا بين فكي مؤكد وتوكيد،

وبينما كنا نجري التجارب والتطبيقات على هذا الموضوع،إذ وصلنا إلى أحد التطبيقات وكان يقرأ أحد الطلاب،فقال:قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الخلق كلهم عيال الله ،فأحبهم إليه أنفعهم لعياله".

عندها أوقفه أستاذنا برهة من الزمن ،

ثم قال يا شباب دعونا نقف مع هذا المثال وقفة إيمانية)
عندها دارت في رأسي خاطرة،وهي :أنه لو كل مدرس فعل ما فعل أستاذنا،بماذا سنخرج ونجني؟

شيء كثير،فجميع المواد العلمية عندنا نفقدها عند خروجنا من الإمتحان.
أوه.. آسف لقد خرجت عن الموضوع ،

ثم قال يقول الصادق المصدوق صلوات الله عليه وسلم تيليماً كثيراً " الخلق كلهم عيال الله " ،نعم يا شباب نحن كلنا عبيد الله وعياله،
عياله: أي هو معيلنا وهو مالكنا ،
دعونا نكمل الحديث " فأحبهم إليه أنفعهم لعياله " ،نعم ،يا شباب والله ما هناك روح إجتماعية مثل ما عندنا في هذا الدين العظيم ،يدعوا هذا الدين يا شباب إلى روح الجماعة إلى المساعدة والمعاونة،أحبنا إلى الله أنفعهم لعياله،أنفعهم للخلق..يعاون يساعد،ولايبخل إذا كان يستطيع ،
يا شباب إن كل إنسان عنده صفة الأنا نية وحب الذات والتملك ، والذي يقول غير ذلك فهو غير عادي ، ولكن يجب علينا كبح هذه الروح والحد منها ، وكسر أنياب الأنانية بروح الإيثار، ويجب عليك ضبط حب التملك وأبعاد النزعة الذاتي ولا يصبح كـ(أصحاب مدرسة الديوان )<1>.
.......... إن الإنسان عنده هذه الصفات وهذه الأمور؛ولكن يجب أن يضبطها بضوابط وقيود،إن الإنسان حينما يتصدق،ويخرج المال؛كأنه ينزعه من قلبه فهو يخرج من بين فكي شيطان .
إنه إذا تذكر ما سيجد في الآخرة ؟!وماذا سينفعه هذا المال ؟!ويتذكر أنه سيعين أخيه ،وأنه من فرج عن أخيه كربة فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، انسلت يده وأخرجت بحب وفرح ، يخرج المالالذي قد جناه بعرقه وتعبه ثم يعطيه الفقير........ إنها روح الاخوة والتسامح،
لذا يا شباب علينا أن نربي أنفسنا على روح الإيثار والحد من التملك..........الخ).


عندها انتابني شعور غريب،وإحساس رهيب،وأغمضت عيني،وذهبت مع أفكاري في سبات عميق،تخيلت هذا المجتمع يسوده الإيثار والمساعدة،وأن الأمة عادت إلى عصر عمر بن عبد العزيز،

تخيلت ذلك الرجل الذي آتاه مشتري فشرى منه حاجة، ثم طلب أخرى.فقال:هي موجودة عندي ؛ولكن استفتح بدكان جاري فما أتاه أحد من الصبح، وأنا قد استفتحت بك.
عندها تخيلت الإنسان وهو يتصدق يخرج أكثر ماله لوجه الله قبل أن يخرج كل ماله الورثة،

عندها تنبهت بسهم أصابني من أستاذنا القدير، وكان هذا السهم سؤال خطير،عندها فقت على التوكيد،

وعلمت أن هذا الأمر ..آت..آت..إن شاء الله بعد أمد قريب.