|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-08-2007, 03:08 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 377
|
اللحم الأبيض المتوسط !!
إنه اللحم الأبيض المتوسط !! لا أجد سبباً مقنعاً أعلل به بقاء هذا الوصف عالقاً في مخيلتي لعقد من الزمن أو أكثر ! ربما كان السبب ذلك المشهد المثير الذي حرك مكامن الحب العذري و عبث بالعواطف الخاملة !! أو ربما أن تلك الكلمات لامست وتراً حساساً ظلت ترانيمه في أعماق البراءة تتأرجح تارة و تتشبث أخرى في عروق القلب الذي يتقد عنفواناً و يتدفق حيوية ، ولكنها أحلام الصبا لا شيء جد سوى الهزل و ما يصل الى النظر تدركه العاطفة قبل العقل ! أما وبعد أن صعدت سلم العمر لبضع درجات ، أتت الذاكرة بذلك المشهد لتطرحه أمامي مرة أخرى لترى الفرق بين الماضي و الحاضر ولتطمئن على المستقبل أو تعزيني به ! وهل كان لمضي الزمن تأثيراً على الجسم فقط أم على العقل أيضاً !؟ عندما ترجلت من سيارتها مولية وجهها شطر أحد الأسواق في مدينتنا المتناقضة ! وهي في حال النزول سقطت مني "سهواً" نظرة إلى حيث ما تتلقفه أعين الرجال حرقة أو بطراً أو عفوية ً ومن غير قصد !! فرأيت مشهداً أيقنت بعده بأن الموازين قد اقتلبت و أننا أمام مستقبلاً سيستبدل العري و الايباحية بالعرف و الحرية ! لقد كانت فتحة الثوب قد وصلت إلى نصف الفخذ ! أظهرت لي ركبتان براقتان ، و ساقان ناعمان ، و قواماً يهلك كل ذي قوامة !! وحق لي أن أصف فما رأيته لم يكن مشهداً عادياً كالذي نلمحه خلسة في صفحات المجلات أو في إعلانات الصحف الفاضحة أو على شاشة قنوات الرقص الماجنة ، لقد كان عرضاً حياً على قدر قلة حياءها ، تزينه عباءة كانت للحشمة و الستر ، تفوح منها رائحة عطر يترنح من عبقه كل شيء من حولها !! مضيت في حال سبيلي مطأطئ الرأس لا ألوي على شيء .. و فجأة جاء ذلك الوصف من أعماق الماضي ليسجل ضحكة مدوية اهتزت لها أركان سيارتي ، و بصوت خافت قلت كما قال ذلك الرجل وهو يشاهد النساء الكاسيات العاريات على شاطئ البحر الأبيض المتوسط .... إنه اللحم الأبيض المتوسط !! فهل سيكون اللحم الأبيض سبباً في اسوداد وجه الكرامة و الشرف ؟! و هل سنرى مجتمعا تنحصر همومهم في كأس و غانية كما كان عليه أسلافهم في عصور متفاوتة ..؟! من يدري !!؟ تحياتي للجميع .. أبوشهد! |
الإشارات المرجعية |
|
|