|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-08-2007, 06:29 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
نـحن والــغـــرب
يخرج من قولي " نحن " الغلاة في عداء الغرب من المسلمين ، كمن يقول : لا تراجعني في قتل الأمريكي " أي أمريكي " ، وحجته هنا أنه أحد دافعي الضرائب التي تمول بها الحروب على المسلمين ! و لا أقصد في " نحن " من رأى في الغرب العظمة والانبهار المطلق ، و الذي يغلب عليه ذلك لسابق تخلفه وضحالة معرفته ، مما يسبب له الصدمة والترويع ، جراء الإطلاع على تلك الحضارة ، فتجده يمشي وراء الغرب حذو القذة بالقذة ، منقاداً بذلة وانبهار واحتقار شديد لذاته وثقافته ومجتمعه إذاً قصدت بـ " نحن " ، الأمة التي وصفها الله عز وجل بقوله :" وكذلك جعلناكم أمة وسطا " فشمولية المعنى الوسطي ، تخرج المتطرفون ، إفراطاً ، وتفريطا ، من دائرة الوسط المقصودة والمقصود بالغرب ، الناحية ، ومنه قول الله تعالى : (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فأتخذه وكيلاً) "1"والغرب في اصطلاحنا المعاصر هو ما تعارف الناس على تسميته بذلك ، ويقصد به أوروبا وأمريكا ، كما يؤكد على ذلك طه حسين في " مستقبل الثقافة " لاشك أن المسلم متعبد بالعدل و الإنصاف ، ومن أهم ما يتحقق به العدل نحو الغرب ، ألا نشملهم جميعاً " كمجتمع وكثقافة " بخطاب مدح أو عداء ، فإن كان في الغرب من يهزأ بالله ودينه ، ومن يسخر برسوله ، إلا أن في الغرب من يجهل واقع الحال ، وفي الغرب منصفون يدافعون عن كل قضية عادلة لأي بشر مهما كان عرقه ، بما في ذلك القضية الفلسطينية ، وإسرائيل " ذلك السرطان الذي أراد المستعمر زرعه في جسدنا قبل أن يرحل " إذاً لابد أن نكون واضحين في التمييز بين هذه الأصناف ، لنعامل كل صنف بما تمليه علينا نصوص ديننا التشريعية " دين العدل و الإنصاف " كذلك لا نجحد أو نقلل من تقدمهم الصناعي والتقني ، وقد جدوا واجتهدوا في هذا ، ولابد لمن جد أن يجد ، ولمن زرع أن يحصد ، فحينما كنا نتقاتل بيننا ، و حينما كنا مسكونين بعظمة القبيلة ، وحينما كنا نرفل بثياب التخلف ، كانوا يقدمون اكتشافات واختراعات وبحوث علمية ، جعلتهم يضعون بصمتهم على الحضارة العالمية ، ويهيمنون على العالم ، ويمسكون بزمام أغلب قراراته " مع التسليم بنزاعاتهم " وكل مخرجات الغرب تلك ، هي موزونة بميزان الإسلام ، فما وافق ديننا أخذناه ، وماعارضه رددناه بالنسبة للجانب السياسي فقيادات الدول الغربية أرهبت من يعيش بين ظهرانيها من المسلمين ، وفتحت أراضيها وأجواءها لاختطافات وسجون السي آي ايه السرية قيادات الدول الغربية باتت تجيش لصراع حضارات طويل الأمد ، بحجة الضربات الإستباقية ، وتحت ذريعة استهداف العدو قبل أن يصل إليهم ! قيادات الدول الغربية وقفت متحيزة في قضايا عادلة كالقضية الفليسطينية ، ولم تقف موقف الحياد قيادات الدول الغربية حاربت هذا الانتشار اللافت للدين الإسلامي في أوروبا منذ أحداث 11 سبتمبر لكن للأسف لا يزال بعض من بني قومي يحسنون الظن بتلك السياسة ، ويأخذونها على أنها مخلصة البشرية من " رجعيتها " ، رغم أن الوقائع تتكشف وتتجلى يوماً بعد يوم وحدثاً بعد حدث ، لتبين أن الغرب ساوا بين الإسلام المعتدل ، بوصفه بـ " الأصولية " حيناً أوبالوهابية والسلفية أحياناً أخر ، وبين الحركات الفكرية التي غلت في دينها كما ساوا بين المقاومة الشريفة للقضايا العادلة في فلسطين والعراق وغيرها من الشعوب التي قهرها الإحتلال الغاشم ، وبين الإرهاب والتفجير الذي يخالفه السواد الأعظم من هذه الأمة في أحسن الأحوال " إذا لم نقل أن هدفهم الحرب على الإسلام كملة يرون أنها تهدد قوتهم " فإن هذا الخلط ، نابع من التحليل الخاطئ لهذا الكم الكبير والهائل من المعلومات التي تجمعها تلك الدول عن منطقتنا ، سواء أكانت معلومات سرية تستقيها عبر وسائلها التجسسية ، أم بيانات ومعلومات عامة تحاول من خلالها تحليل واستكشاف تركيبتنا الاجتماعية والسياسية إلا أن هؤلاء حاولوا سبر أغوار المجتمعات الإسلامية بنفس العين التي استشرفوا فيها واقعنا السياسي ، فإن كانوا فعلاً نجحوا في فهم سياستنا وسياسيينا ، وحققوا عبرهم ما يشاءون في مواقف لا تحصى ، إلا أنهم أبعدوا النجعة في فهم نسيج تكوينات مجتمعاتنا العربية والإسلامية ، وهو ماسبب واقع الحال الآن حينما لم يفهموا ثقافتنا " كمجتمع " وسياستنا ، بشكل متكامل وواضح ، فهم بهذا لن يتخذوا القرار الصائب والصحيح ، وهذا ما جعلهم يسيئون الفهم حينما قالوا بأن الشعب العراقي سيستقبلنا بالورود " أكرم بها من ورود ، وسدد يا ربنا رميها " ، وهم اليوم يقرون بأن القرار كان خاطئاً ، أو على الأقل متسرعا ! هذه النظرة المثالية التي ذكرت أعلاه ، تزول حينما أستعيد ما بقي من أحداث في ذهني جعلتني أؤمن أن من أشعل فتيل الحرب " الصقور " كان هدفه إشعال الحرب على هذا البعبع الذي بات يقلقهم ، والكابوس الذي قض مضجعهم " الإسلام " ، وهذا ما نطق به بوش ، حينما قال : " إنها حرب صليبية " ، ( يبدو أن هذا السرطان " اسرائيل " الذي رزعوه في جسدنا ، لم يحدث فينا كبير وهن أو ضعف ، بل بالعكس هو كرس العداء وأصله ضدهم ) كما أن هدف هؤلاء الصقور أيضاً ، تحقيق أرقام ربح خرافية " عبر شركاتهم " ومعلوم أن الحرب ينفق فيها بلا حسيب ولا رقيب ، وهذا ما جعلهم يحرضون العالم أجمع على الذهاب إلى جحيم العراق ! وليت الأمر اقتصر على الحرب العسكرية ، فالأمر تعداه للمسائل الثقافية ! فلو أخذنا مثلاً " سلمان " و " سلمان " ، وشتاااااااااااان بينهما " بين سلمان فارسنا ، وفارسهم سلمان " سلمان بن فهد العودة " حفظه الله وسدده " منا أمة الوسطية سلمان رشدي " 2 " ، من الذين يصفهم هاشم صالح بقوله : " كالفلاح الفقير الذي يقف خجلاً بنفسه أمام الغني الموثر، يقف مثقفنا العربي أمام نظيره الغربي، وهو يكاد يتهم نفسه ويعتذر عن شكله غير اللائق و (لغته غير الحضارية)، و (دينه المتخلف) ويستحسن المثقف الغربي منه هذا الموقف ويساعده على الغوص فيه أكثر فأكثر حتى ليكاد يلعن نفسه أو يخرج من جلده لكي يصبح حضارياً أو حداثياً مقبولاً ! " سلمان العودة الذي تبحر في علوم الدين وتعليمه ونشره ، فأثر ونفع ، ولا أبالغ إن قلت أنه أسس مدرسة " سلفية " وسطية ، تجمع بين مصالح الدين والدنيا ، وتواكب العصر بتقدمه وسلمان رشدي ، الذي تبحر في الإساءة لخاتم الأنبياء وصفي خلق الله " عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم " في روايته الشيطانية " آيات شيطانية " ، وهو الذي يقول : " إن النظر إلى القرآن بوصف تعاليمه صالحة لكل زمن يضع الإسلام والمسلمين في سجن حديدي جامد، وانه من الأفضل اعتباره وثيقة تاريخية " سلمان العودة ، العالم المفكر وسلمان رشدي ، الشاتم المحقر سلماننا يمنع من دخول سويسرا ، ويرفض طلبه تأشيرة دخول ، والسبب كما ورد في قرار حظر الدخول حينها ، أنه " وهابي ، أصولي " ذو تأثير واسع في العالم الإسلامي ! وليتهم قالوا بأن السبب ماضيه الذي منه " أسباب سقوط الدول " ، وحاضره في مثل " ماذا بعد العراق " بينما سلمانهم ، تمنحه ملكة بريطانيا العجوز لقب فارس ، وحيثيات منح الجائزة تقول " تقديراً لانجازاته و لخدماته للادب " ! إن هذا لشيء عجاب ، ولكن ..... لن يزيد منع شيخنا من دخول سويسرا إلا قوة ، ولن يزيد فارسكم لألقابكم إلا وهناً وضعفا ولن نزيد " نحن " من مثل هذا إلا قناعة بأن القيادات الغربية تريد الإساءة إلى المسلمين والوقوف في وجه العالم الإسلامي أجمع ! دمتم بخير ----------------------- الهوامش ========= " 1 "....... فائدة " حتى لا يحصل إشكال أو ظن بالتناقض " إفراد المشرق في قوله تعالى : (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فأتخذه وكيلاً) المراد بها الناحية ، أي أنه سبحانه مالك كل شيء ورب كل شيء سواء أكان ذلك الشيء في المشرق أو في المغرب و المراد بالتثنية في قوله تعالى : (رب المشرقين ورب المغربين فبأي آلا ربكما تكذبان) المراد بالمشرقين والمغربين مشرقا الشمس في الصيف والشتاء ومغرباها في الصيف والشتاء و حين الجمع بقوله تعالى : (فلا أقسم برب المشارق والمغارب) المراد بآية الجمع أن مشارق الشمس ومغاربها باعتبار مشرقها ومغربها كل يوم لأن كل يوم لها مشرق ومغرب غير مشرقها ومغربها بالأمس أو أن المراد بالمشارق والمغارب مشارق النجوم والكواكب والشمس والقمر بهذا يفسر تلك الآيات الشيخ محمد بن عثيمين " رحمه الله " " 2 " إسمه الحقيقي أحمد سلمان رشدي ويسمى سلمان رشدي (19 يونيو 1947 ) ولد في مدينة مومباي، وهو عالم بريطاني من أصل هندي تخرج من جامعة كنج كولج في كامبردج بريطانيا، عام 1981 حصل على جائزة بوكر الانجليزية الهامة عن كتابه "أطفال منتصف الليل". نشر أشهر رواياته آيات شيطانية عام 1988 وحاز عنها جائزة ويتبيرد لكن شهرة الرواية جاءت بسبب تسببها بضجة في العالم الإسلامي حيث كانت الرواية إساءة للرسول الأكرم " صلى الله عليه وسلم "
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
الإشارات المرجعية |
|
|