بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ثعلب النحوي مات بسبب حادث سير عام 291 هـ

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 14-08-2007, 08:48 AM   #1
أبو عمر القصيمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
ثعلب النحوي مات بسبب حادث سير عام 291 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
كما هو في عنوان الموضوع ، فقد كنت صباح اليوم أطالع في الكتاب الجميل ( قيمة الزمن عند العلماء ) لعبدالفتاح أبو غدة رحمه الله المتوفى سنة 1417هـ فمررتُ بقصة مؤثرة للعالم النحوي ثعلب ـ أحمد بن يحيى الشيباني الكوفي أحد أئمة النحو والأدب والقراءات ، وقد نقل الشيخ عبدالفتاح قصة وفاته من " وفيات الأعيان " لابن خلكان قال :
( وكان سبب وفاته أنه خرج من الجامع يوم الجمعة بعد العصر ، وكان قد لحقه صمم لايسمع إلا بعد تعب ، وكان في يده كتاب ينظر فيه في الطريق فصدمته فرس فألقته في هوة ، فأخرج منها وهو كالمختلط ، فحمل إلى منزله على تلك الحال وهو يتأوه من رأسه ، فمات ثاني يوم رحمه الله تعالى ) انتهى .
فقد استغربتُ من هذه القصة ، ونظرتُ إلى حالنا مع حوادث السيارات ، فقد كان في الزمن الماضي لا تجد من يموت بسبب حادث سير إلا نادراً كحال هذه القصة لعدم وجود سيارات الحديد ، وأما في هذا الزمن ففي بلدنا هذا فقط تجد عدد الوفيات بسبب حوادث السير يبلغ الآلاف في السنة الواحدة فقط فضلاً عن الإصابات والجروح .
وهذه الظاهرة تعتبر من المصائب الجسيمة ، والتي تحتاج إلى دراسة وعلاج ووعي ، فلو شاهدنا أسباب هذه الحوادث لوجدناها جميعاً لا تحيد عن ثلاثة أسباب تقريباً وهي :
1 / الغفلة 2 / السرعة 3 / العبث والتفحيط .
فلماذا لا يتم معالجة هذا الأمر جدياً عن طريق الوعي والإرشاد ، وعن طريق الزجر والترهيب أحياناً ، فأما رجال المرور فلهم جهود عظيمة بهذا يشكرون عليها ، ولكن لا يتم معالجة هذه الظاهرة إلا بتكاتف الجهود وتعاون الجميع ، فإن ولي أمر الشاب عليه حمل ثقيل وأمانة عظيمة لا بد له من الحفاظ عليها والقيام بالواجب فيها ( كلكم راع فمسئول عن رعيته )
لقد انتشر في الآونة الأخيرة التساهل من أولياء الأمور بما يتعلق بتسليمه سيارة لابنه الصغير ، فقد شاهدت في بريدة أمامي ابناً لم يبلغ العاشرة تقريباً يقود سيارة بل ويسرع فيها ، فالشاب الصغير المتهور الذي لم يدرك حجم ما سيتلفه ويفعله من ترويع للمسلمين وإتلاف حياتهم وممتلكاتهم بعد إنه لمن الظلم والغش أن يمكّن من سيارة يعبث فيها كيفما شاء ومتى ما شاء .
لقد شاهدنا الحوادث في بلدنا بكثرة لم نعهدها من قبل ، ولو دققنا النظر لوجدنا أن غالب هذه الحوادث لا بد وأن يكون طرفها شاباً متهوراً أو غافلاً .
نحن نعلم جيداً أن كل هذا بقدر الله ، ولكن يجب علينا العمل بالأسباب كما هو معروف .
فأسباب الأمان من الوقوع في الحوادث كثيرة ومنها :
1 / دعاء الركوب والسفر وكذلك التوكل على الله .
2 / قيادة السيارة بهدوء وتأني ، واحذر من السرعة الجنونية كما هي في موضوع أخي الصباخ هنا .
3 / تطبيق أنظمة المرور .
4 / التركيز جيداً بالقيادة ، فإن أي غفلة حتى لو كانت يسيرة فإنها ستسبب بتقدير الله ما لا ترضاه .
5 / عدم الاتصال بالجوال أو النظر يميناً وشمالاً أو فوقاً وتحتاً ، فالذي عليك هو النظر في الطريق الذي تسير به .
6 / عدم قطع إشارة المرور ، وأيضاً عند إشارات المرور لا تستعجل بالتقدم إذا فتحت الإشارة الخضرار فإنه قد يكون هناك من كان مسرعاً ليتمكن من اللحاق بإشارته فلا يستطيع التوقف ، وكم شاهدنا من الحوادث بسبب هذه المشكلة .
7 / لا بد لك عند قيادة السيارة خاصة في الطرق الطويلة أن تكون نشيطاً لا مكان للنوم عندك .
8 / تفقد السيارة قبل السفر .
والأسباب كثيرة ، ونعرفها جيداً ولكن أين التطبيق ؟
إن بعض الناس لا يعلم أنه إن كان مفرطاً أو متعدياً فتسبب بوفاة شخص أو إصابته أن عليه الكفارة والضمان .
هذا ما أحببتُ التنبيه عليه والمشاركة فيه بعد أن ذكرتني قصة ثعلب النحوي بحالنا مع الحوادث والله المستعان ، وأنا أجزم أن جميعنا قد توفي له قريب أو صديق أو جار أو أكثر من ذلك بسبب حوادث السيارات ، وأن هذه الظاهرة تهم المجتمع بأكمله فلا بد من الاهتمام بها من الجميع والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وإليكم بعض أحكام حوادث السيارات على هذا الرابط :
أحكام حوادث السيارات لابن عثيمين
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية .
أبو عمر القصيمي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)