|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-08-2007, 08:56 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
لسـان الفـتى نـصف ونـصف فـؤاده
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده *** فلم تبق الا صورة اللحم والدم كنت في حوار مع أحد من يتصدرون المجالس بكتاب آتياً يتأبطه في كل مناسبة ، يقرأه علينا واعظاً ومذكراً ، عاوجاً ومكسراً ، حتى كثيراً ما قلت ليته سكت ! دخلت معه في حوار حول تكفيره لطائفة من المسلمين ، جمهور العلماء لا يقولون بكفرها ، الرجل بعد أن أتيت له بقول الله وقول رسوله ، وأتى لي بيذكرون وقال فلان ! ، قال لي في آخر الحديث وهو يهم بالانصراف ... هم كفار ، ومن لم يكفرهم فهو كافر ، وقل آمين الله يحشرك معهم ! وخرج مستكبراً كأن في أذنيه وقر أصمه عن سماع قول الله وقول رسوله وأنا متأكد أنه سيدعو علي بالهلاك ، بل وسيفرح إن قدره الله لي على عين منه لأنه برأيه هلاك ظالم لبس على المسلمين دينهم مع أن الرجل قد جاوز الخمسين من عمره ، فهو ليس في سفه العمر ! لماذا يلجأ البعض إلى الدعاء حين العجز عن رد الحجة بالحجه ؟ بل إني اقول لأحدهم أدع له بالصلاح والهداية ، ويرد اللهم عجل بهلاكه وأحرقه بنار جهنم ! لايقدم الدعاء بمثل هذا على الدعاء بالصلاح والهداية إلا من في قلبه مرض جئت إلى هذا العالم الشبحي فوجدت أحدهم يقول : الله يسلط عليك ابليس ! ... لمجرد أن نقل المشرف موضوعه من قسم إلى آخر وجدت آخر يتهم شخصاً أيد القول الآخر في مسألة الحجاب بالدياثة ! سبحانك ربي ...... أي صدور استطاعة احتواء مثل تلك القلوب المسكونة بالحقد والكراهية والضغينة والظن السيء الغريب أن من حاورته على أرض الواقع ، أحقر صلاتي عند صلاته ، بل إني أتوارى خجلاً أمام كثرة صيامه وقيامه ، لكن ما أكثر نقله ليقولون واتهامه للعلماء بالعمالة والخيانة ، و إكثاره من الحديث عن أن الناس قد هلكوا ! وأنا في هذه اللحظات بحرقة وحيرة مع نفسي ، يطرق طارق رسائل الجوال ، اللهم اجعله خيرا الرسالة تقع كالثلج على قلبي نص الرسالة يقول : ترك الغيبة وسوء الظن في أهل الخير واجب ، وإذا كان الإنسان مقيماً عليه فهو مقيم على كبيرة من الكبائر – والعياذ بالله – مهما ظن أنه على خير أو على طاعة أو على هدى ، وحسبه أن يأتي يوم القيامة وخصومه بين يدي الله من العلماء والأخيار ( سفر الحوالي ) تعال يا شيخ سفر .... لا لا.... انظر فقط من حولك انظر يا شيخنا إلى من يدعوا على أخيه المسلم بالخزي والعار ، بل إني ولله قرأت لأحدهم في الساحات يدعي على الآخر أن يزنى بأهله ! أي مرض هذا ! ... " في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا " أنظر كم يشتم هذا أخاه المسلم لمجرد خطأ سير قد تكون له ظروفه التي لو يعلم بها لعذره واعتذر ! يقول أنس رضي الله عنه كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة ، قال أنس : فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال : مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت فضحك ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري وفي رواية اخرى لما جذبه الأعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت فى صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم ، قال احمل لي علي بعيري هذين من مال الله الذي عندك , فإنك لا تحمل لي من مالك ومال أبيك , فحلم عليه صلى الله عليه وسلم ولم يزد أن قال :" المال مال ، الله وأنا عبده ، ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي " فقال الأعرابي :لا , فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" لم ؟ " قال :لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة ,فضحك صلى الله عليه وسلم , ثم أمر أن يحمل له على بعير شعير, وعلى آخر تمر يا اخوان سلامة الصدر من أعظم مقاصد الدين ، والشريعة جاءت بما يكفل سلامة الصدر ، وهي لها اعتبار في التكوين النفسي للشخص يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس " رئيس وفد هجر " حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله هنا يؤكد سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ، أن هناك من البشر من يكون الحلم له طبيعة والأناة سجية ، وتلك جبلة فطرية لا تدخل للإنسان فيها بينما يؤكد عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر ( إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه ) وهذا تأكيد على أن الإنسان إذا لم يجبل على الحلم والأناة بالفطرة ، فإنه على الأقل لديه استعداد نفسي للتغير ، والمسألة في هذا نسبية و تختلف من شخص لآخر لنأخذ منهج النبوة في هذا المقصد العظيم من مقاصد الدين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يبلغن أحد من أصحابي عن أحد شيئاً فإني أحب أن أخرج اليكم وأنا سليم الصدر )) تعالوا لننظر إلى التفاضل بين صحبه رضي الله عنهم يقول إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب النبي " صلى الله عليه وسلم " : (( كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدراً وأقلهم غيبة )) وقد قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟ قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً ، قال سفيان : ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم وقد سئل صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ فقال: ((كل مخموم القلب صدوق اللسان)) قالوا: فما مخموم القلب؟ قال : ((هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)) رواه ابن ماجه أبو بكر رضي الله عنه ، لما تكلم البعض في عرض ابنته ، كان منهم ابن خالته الذي ينفق الصديق عليه تخيل ........... تكد عليه ويتهمك بعرض بنتك !!! بالله عليكم ... ماذا سنفعل ؟ وماذا فعل الصديق ؟ قطع عنه النفقة فأنزل الله عز وجل : ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ... الآية ) عند ذلك قال الصديق : بلى ، والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا ، ثم رجع إليه ما كان يصله من النفقة ، وقال : والله لا أنـزعها منه أبدًا أي قلب عظيم تضمه أضلاعك أيها الصديق فداك أبي وأمي الإمام أحمد رحمه الله يقول : ( أحللت المعتصم من ضربي ) وشيخ الاسلام ابن تيمية الذي ذاق أصناف العذاب والسجن والتنكيل يقول : ( أول ما أبدأ به من هذا الأصل ما يتعلق بي فتعلمون رضي الله عنكم أني لا أحب أن يؤذى أحد من المسلمين بشيء لا باطناً ولا ظاهراً ولا عندي عتب على أحد ولا لوم أصلا بل لهم عندي من الإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان , كل بحسبه ولا يخلو الرجل منهم إما أن يكون مجتهدا أو مخطئا مذنبا فالأول مأجور مشكور والثاني مع أجره على اجتهاده معفو عنه مغفور له والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المسلمين والذين كذبوا أو ظلموا فهم في حل من جهتي ) رحمك الله أيها المدرسة الفكرية ، فقد أبقيت لنا علماً وأدباً خالداً ألجمت به خصومك حياً وميتا الشيخ الشعراوي " رحمه الله " يقول أمام حسني مبارك : " الحاكم إن كان عادلاً نفع الناس بعدله ، وإن كان ظالماً بشع الظلم وقبحه في نفوس الناس ، فيكرهون كل ظالم حتى ولو لم يكن حاكما " هذه نظرة العظماء يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسير قول الله سبحانه " وإذا ماغضبوا هم يغفرون " ( أي قد تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ، فصار الحلم لهم سجية ، وحسن الخلق لهم طبيعة ، حتى إذا أغضبهم احد بمقالة أو فعالة كظموا ذلك الغضب ، فلم ينفذوه ، بل غفروه ، ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح ) وليست الشدة دليل على القوة أو الصلابة في الحق أو الثبات كما يتخيله البعض ، ولو كان خيراً لكان أسبق الناس إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القائل "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه " والناس يعرفون أن طريقة السباب في المجادلة ، إنما يسلكها العاجز عن إقامة الحجة ، فترى المقال الذي يحرر في سعة صدر وأدب مع المخالف يجد من القبول وشدة الأثر في نفوس القراء ، ما لا يجده لغط القول الذي يخالطه السفه وتمازجه الحماقة أخيراً أترككم مع كلام جميل لابن حزم يصف فيه حال أصحاب القلوب المريضة : " رأيت أكثر الناس- إلا من عصم الله وقليل ما هم- يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً، من نيات خبيثة ، من تمني أشد البلاء لمن يكرهونه، وقد علموا يقيناً أن تلك النيات الفاسدة لا تعجل لهم شيئاً مما يتمنونه أو يوجب كونه وأنهم لو صفوا نياتهم وحسنوها لتعجلوا الراحة لأنفسهم وتفرغوا بذلك لمصالح أمورهم، ولاقتنوا بذلك عظيم الأجر في المعاد من غير أن يؤخر ذلك شيئاً مما يريدونه أو يمنع كونه، فأي غبن أعظم من هذه الحال التي نبهنا عليها؟ وأي سعد أعظم من الحال التي دعونا إليها " دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن آخر من قام بالتعديل الناقد1; بتاريخ 15-08-2007 الساعة 09:01 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|