[حالة شغف]

بادىء ذي بدء تعلمون أن الغش بكل أنواعه محرم في الشريعة الإسلامية. سواء كان غشا معنويا أو حسيا. لافرق. الغش غش لايمكن أن يسمّى بغير ذلك. فالبعض يلطّفه ويسميه ((( شطارة ))) وهو والله تزوير الكلم وتزويقه لدس السم في العسل ، ولكي يبتعد عن أن يوصم بالغش. والأدهى من ذلك الانتقائية المريرة في ذلك ، بمعنى آخر .. أن ثمة من يرى أن الغش حلال وغنيمة باردة في أشياء ، بينما يشدد الحرمة في أشياء أخرى ، يفصّلون الدين على مقاساتهم ، وهذا خطر محدق لاريب فيه. ومثال ذلك .. من يعتبر الغش والضحك على الذقون في سوق التمور شطارة ودهاء ، أيضا من يحلل الغش في اختبار مادة الانجليزي بينما تجده يحرّم الغش في المواد الأخرى ، ويحرّم الغش مثلا في شروط الزواج ..الخ من الأمثلة.

مايهمنى هنا هو الغش المكشوف في سوق التمر الذي نعاني منه ويعاني الكثيرون. فكم من مرة ضُحك علينا ، وكم من مرة استغفلنا ، وكم من مرة سحقنا في هذا الشيء. أحكي عن سوق التمور في بريدة وهو ما أتعامل معه دائما ..

لماذا يحدث كل هذا ؟ ألا يخافون الله ؟ ألا يخشون عقابه !!

تأتي للبائع وتشتري مجموعة من " سطول التمر " ويمدحها لك بشكل مفرط ، ويقلب لك " سطل أو سطلين " ويعجبك ثم تأخذ الباقي وحين تصل إلى البيت تجد المفاجأة أن التمر كله مغشوش وتم " الضحك عليك " وتندب حظك . أما البائع فإنه يذهب إلى أصدقائه بدم بارد ويحدثهم عن شطارته في البيع والضحك على الآخرين. لكن الله له بالمرصاد.

حدث لي ذلك مرارا ، وحدث لأناس غيري ، وليت من لديه حكايات يأتي ويسردها علينا. هذا ما أردت قوله . ولكم كل التحية