[أبوشهد]

[align=right]

صوته من داخل الغرفة كإعصار يموج في أعماقها ،،، يقطع ما تبقى من مشاعرها فلا يبقي منها ولا يذر ..

كلماته التي كانت تحملها كبساط الريح اليه ،، أصبحت كسهام الطائشة تطعن وتمزق في قلبها الصغير الغض ..

وتقبل بوجهها الشاحب ،، وبعيون تتلألأ من دموع القهر و الظلم .. مطرقة برأسها .. وتجتر خطها .. تحبس أنفاسها ... و تستجمع قواها لتدفع إلى شفتيها كلمةً لا تزال ترفرف في مخيلتها كحمامة بيضاء في هذا الليل البهيم ..

" سم " كلمتها العذراء التي تمتمت بها في صباح يومها الأول ... بعد تلك الليلة الدافئة الممزوجة بعبق الحب الساخن ..

وأما الآن فمرة كالعلقم تتجرعه على مضض و يسرب إلى حلقها كالسم الزعاف ..

تلقي إليه بنظرة يتيمة كيتم قلبها المكلوم .. فقسمات وجهه تشي بالجرم الفظيع الذي يختبئ خلف زور بسماته

اقتربت إليه و جلست إلى جواره .. وبكل وقاحة وضع يده على كتفيها و أحتضنها .. منتظراً تلك الاستجابة البريئة الصادقة الطاهرة ..

ولكن البركان الثائر في أعماقها قد سئم الصبر و طول الانتظار ... فانفجر عن صرخة اهتز لها عرش العفة و النقاء .. وتصدعت من هولها أرض الشرف و الوفاء ..

" يا خايـــــــــــــن " !!

وبينما صوت البكاء يخنق كلماتها ، إذ به يقف واجماً لا يحار جواباً أمام هذا الوصف الشنيع .. !

فما كان منه إلا أن قال " أنتــي الســبب " !!

قلة اهتمامك بنفسك ... وظيفتك .. و مشاغلك التي لا تنتهي ..!!

جعلتني أبحث عن غيرك مع أني محتاج إليك .. !!

مللت من تنبيهك و من تحذيرك و لكن ثقتك العمياء هي سبب ما نحن فيه ..!

ويخرج من عندها بعد أن سكب الماء الساخن على النار المتقدة في أحشائها .. فهل تستمر بهذه الحياة و بجرح لا يندمل ... أم تطلب الفراق فالفراق أدهى وأمر !!؟


أبوشهد ..



[/CENTER]