[فتى الصحوة]

تُسابِقُني أناملي بدفقِ خواطري لِتتراءاها الأعين وتُحَمِّلَ الأرواحَ فيضاً من جميلِ المشاعر نحوكم..

معذرةً لِتطفِّلي، فلستُ أعِدكم بِحُسْنِ أُسلوب ورزانة مكتوب، ولكنَّها هموم عمَّت الخَلَجات فلم تَعُد تُطيق الكتمان..

أَطْلِقِِ البَصَرَ مرَّات وأَرْجِعْها كرَّات تَلَمَّسِ الواقع، سَتَلمحُ عينُكَ أطيافَ الأسى وسيجتاحُ قلبَكَ حِمْلٌ قسى..

دنياً هائجة، لا تخِفّ عنك وطأة ولا تَهِبكَ أدنى فرصة..

كأسُ مُرًّ نَتَجَرَّعُه، وثُقْـلُ ألمٍ نَتَوَجَّعُه..

تَلَمَّستُ صدري رأيتُ القلبَ مُنتَزَعاً ... ومن حولِ الفؤادِ حُشاشٌ من شراييني
ذي أُمَّتي أَغْمَرتـني بِعاصِفِـهـا ... وطَـوَّقت عُـنَـقَ الصغيرِ هَمَّ ذا الدِّينِ

فيا صاحبي لا تَـلُـمْـني..

فَكَلِمي.. تكسرُ سلاسلَ الأغلال، وتنفكُّ عن قيودِ الإكبال..

كَلِمي.. تنفُّسات فؤادٍ مكلوم، وأنَّات حالٍ مغموم..

كَلِمي.. همساتٌ تضجُّ الآذان، ونَثَراتٌ من واقعِ الأحزان..

كَلِمي.. نَفَثات حِبر، وخَطَرات فِكْر..

بِدَمي أخطُّ قبل القَلَمِ ... سُبُل الحقِّ فيها الغَرَمِ
عُهْدَةُ الخلَّاقِ عليَّـا ... لأُسْفِـرَ عن ليلٍ بَهِمِ

فَلكم منِّي كُلَّ كلمةٍ حَمِلَت معنى الأسَف حينَ حطَّيتُ ببواديكم رِحالي ولم أُبيِّن منهجي، فهل تقبلوني أم أرحلُ بقافلتي؟