|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
26-08-2007, 01:25 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 377
|
الفتـــــــاة الزجــــاجــــة !!
[align=justify]
" يا حبيبتي " ، " يا عمري " ، " يا حياتي " ، " يا عذابي " !! كلمات و عبارات رنانة ، ساحرة و مذهلة ، تتسلل إلى قلب الفتاة بانسيابية تامة و بترحيب حار من قلب متعطش يشكو الجفاف العاطفي ! فيرسلها القلب كذبذبات تؤثر على العقل الغارق في عالم الخيال و أحلام اليقظة ، فينتج عن ذلك الدخول إلى حالة اللاوعي فيبدأ العقل بتفسير و معالجة تلك الذبذبات بطريقة عكسية و بما يتوافق مع حالة الهيجان العاطفي ! فيقلب الحقائق و يصورها بطريقة مخالفة تماماً عن واقعها المزيف !! وبما أن نقطة الضعف لدى الفتاة متصلة بالروح التي تتدفق منها المشاعر و الأحاسيس ، تظل الفتاة رهينة تلك الكلمات و أسيرة لها كورقة شجرة خريفية تعبث بها الرياح تارة في جنة غناء و أخرى في صحراء قاحلة !! فلا غرابة عندما تشاهد إحداهن و قد اغرورقت عيناها بالدموع من موقف محزن على شاشة التلفاز !! بل ربما من مجرد قصة أو رواية كألف ليلة و ليلة !! نؤمن جميعاً بأن هذا القدر من الحب و الاندفاع اللاشعوري لا يمكن أبداً أن يكون عادة مكتسبة أو خصلة أو حتى نتيجة تأثر بالآخرين ! بل هو جبلة و فطرة ربانية أودعها الله في تكوين الأنثى لتكون محضن ينفرد بالليونة و الدفء حتى يقاوم و يعايش حرارة و قسوة الذكر ! و إلا لأصبحت الحياة وكراً للصراع و النزاع الأبدي . من الخطأ أن يعتقد البعض أن مجرد ميول الفتاة إلى حب صديقة أو قريبة هو بحد ذاته يعني الإشباع العاطفي ، فمثل هذا الحب يتأثر بعامل الوقت و ربما يندثر بعد مرور مراحل متقدمة من العمر ، بل في أحيان كثيرة يكون الفارق المكاني سبب رئيس في تشتيت وضياع هذه العلاقة الوقتية ! و بالتالي يعود الفرع إلى الأصل وبرغبة أكبر ، لأن الماضي الذي مارست فيه الفتاة لون من ألوان الحب مهد بدوره الطريق إلى البحث عن حب أكثر جاذبية وواقعية ويدوم طويلاً ... وقد تبنى عليه أمنيات و آمال كأن يكون الطريق الموصل إلى قفص الزوجية المنتظر ! ومن هنا ينتج ما يسمى بالعلاقات المحرمة و الخاسر دائما في جميع أحواله هو طرف واحد .. هو الجاني و المجني عليه في الوقت نفسه ... وهي الفتاة بلا شك ..!! و الفتاة كالزجاجة قابلة للخدش أو الكسر و كلاهما يعني مصير مجهولاً غالباً ما ينتهي بنتائج مأساوية و حياة سوداء معتمة ... كل ذلك ثمن لحظة استغراق بكلمات جوفاء لا يمكن لها أن تتوافق مع المنطق و الواقع في حياة لا تخلو من الكدر و المنغصات ، ولكن لأن البضاعة الثمينة الغالية التي سيحصل عليها من يبيع الدجل والكلام الزائف تستلزم التملق و الخداع و بذل المزيد حتى يحصل عليها ! فهو بلا شك سيجعل من حبه برجاً عاجياً محشواً بالوفاء و الصدق والتضحية !! أيتها الزجاجة ذلك الرف الذي سيحملك و سيؤمن لك الأمان و الحماية ثقي تماماً أنك لن تصلي إليه ما لم تبتعدي عن أيدي العابثين خفافيش الليل و كلاب النهار .!! تحياتي للجميع .. أبوشهد .. [/CENTER] |
الإشارات المرجعية |
|
|