][ يَا رَبُـ أعِـــد لَنَا مَامَا ( سَارَة ) ][

قاهر الروس · 27-08-2007, 03:46 PM

.
.

يا رب أعد لنا ماما ( سارة )

كانتـ أمــاً تتفننـ برسم الفرحة في حياتنا .. وتشرح لنا نفوسنا .. وتضيئ لنا منزلنا .. تُداري خواطرنا .. وتفعل المستحيل لتقضي على ما يُضيق صدورنا ..

منزلنا يحدوهـ السكونـ .. أرى طوابير من سيارات أقاربنا تتوافد عليه .. تساؤلات هنا تدور في داخلي .. لماذا أتى هؤلاء ؟!!

حينما وقفت بجانب منزلنا رُفعـ صوتـ الأذان .. ففضلت الذهاب للمسجد قبل الدخول للبيت .. طلبت من أخي ذو الأربع سنين أن يُرافقني .. وما أن جلسنا بعد تحية المسجد حتى رفع كفيه الصغيرتان قائلاً : ( يارب أعد لنا ماما سارهـ ) .

شعور شرّد لي ذهني .. ووخزةٌ في قلبي تؤلمني .. ودمعة من عيني كشفت حالي لهذا الصغير .. فسألتـه : ليش وش فيها أمي ؟!!

فنطق متلعثماً ( بالمستشفى )

كانت في الظهيرة بيننا .. فماذا دهى أمّنا ؟!!

مرّة أقول " قد تكون مراجعة كسابقتها من المراجعات التطمينية .. ومرّة يراودني بأن ذهابها للمستشفى عذراً واهياَ أرادت به التخلص من هذا الصغير .. هنا أقيمت الصلاة .

بعد الصلاة سابقت خُطاي لمنزلنا المكلومـ والذي فَقَدَ أعز من فيه .. فيا الله من سُيقابلني ويخبرني بالحقيقة ..
وما أن فتحت الباب حتى أوقفتني خالتي .. تعال يا بُني هنا لحظات !! هكذا نادتني

ملامح وجهها تنبأ عن أمر ما صدمها .. ثم بدأتـ تتحدث عن هذهـ الدنيا البغيضة وأحوالها .. والحياة ومصائبها .. ثم أردفت قائلة " وأمكـ قد تُطيل المكوث بالمستشفى " !!

[-----="8B0000 FF0000 FF7F50"]وكالعادة .. لا أجيد سوى لُغة البكاء[/-----]

يارب إليكـ المُشتكى والملجأُ .. يارب فيمن سواكـ نتوسلُ .. فأعد لنا أمّاً لخالقها تتضرعـُ ..

دمتمـ في حفظ الرحمن ورعايته

.
.

27-08-2007, 03:46 PM	#1
قاهر الروس عـضـو تاريخ التسجيل: Oct 2004 البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة المشاركات: 6,346	][ يَا رَبُـ أعِـــد لَنَا مَامَا ( سَارَة ) ][ . . يا رب أعد لنا ماما ( سارة ) كانتـ أمــاً تتفننـ برسم الفرحة في حياتنا .. وتشرح لنا نفوسنا .. وتضيئ لنا منزلنا .. تُداري خواطرنا .. وتفعل المستحيل لتقضي على ما يُضيق صدورنا .. منزلنا يحدوهـ السكونـ .. أرى طوابير من سيارات أقاربنا تتوافد عليه .. تساؤلات هنا تدور في داخلي .. لماذا أتى هؤلاء ؟!! حينما وقفت بجانب منزلنا رُفعـ صوتـ الأذان .. ففضلت الذهاب للمسجد قبل الدخول للبيت .. طلبت من أخي ذو الأربع سنين أن يُرافقني .. وما أن جلسنا بعد تحية المسجد حتى رفع كفيه الصغيرتان قائلاً : ( يارب أعد لنا ماما سارهـ ) . شعور شرّد لي ذهني .. ووخزةٌ في قلبي تؤلمني .. ودمعة من عيني كشفت حالي لهذا الصغير .. فسألتـه : ليش وش فيها أمي ؟!! فنطق متلعثماً ( بالمستشفى ) كانت في الظهيرة بيننا .. فماذا دهى أمّنا ؟!! مرّة أقول " قد تكون مراجعة كسابقتها من المراجعات التطمينية .. ومرّة يراودني بأن ذهابها للمستشفى عذراً واهياَ أرادت به التخلص من هذا الصغير .. هنا أقيمت الصلاة . بعد الصلاة سابقت خُطاي لمنزلنا المكلومـ والذي فَقَدَ أعز من فيه .. فيا الله من سُيقابلني ويخبرني بالحقيقة .. وما أن فتحت الباب حتى أوقفتني خالتي .. تعال يا بُني هنا لحظات !! هكذا نادتني ملامح وجهها تنبأ عن أمر ما صدمها .. ثم بدأتـ تتحدث عن هذهـ الدنيا البغيضة وأحوالها .. والحياة ومصائبها .. ثم أردفت قائلة " وأمكـ قد تُطيل المكوث بالمستشفى " !! [-----="8B0000 FF0000 FF7F50"]وكالعادة .. لا أجيد سوى لُغة البكاء[/-----] يارب إليكـ المُشتكى والملجأُ .. يارب فيمن سواكـ نتوسلُ .. فأعد لنا أمّاً لخالقها تتضرعـُ .. دمتمـ في حفظ الرحمن ورعايته . . __________________ إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!