بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » .. :::: فقد التأثير في العملية التربوية .. ::::

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-08-2007, 09:22 PM   #1
قناص الفوائد
عـضـو
 
صورة قناص الفوائد الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2003
البلد: !!!!
المشاركات: 961
.. :::: فقد التأثير في العملية التربوية .. ::::


بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ... أما بعد :

إخواني المربين الفضلاء :
كثير ممن يمارس عملية التربية على شتى أنماطها المختلفة سواءً كان أباً أو معلماً أو مدرس حلقة تحفيظ أو حتى شيخاً يدرس العلم يتساءل لماذا لا أوثر على من تحتي؟!

إن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى من هو أعلم مني يتكلم في هذا الشأن وما طرحت هذا الموضوع هنا إلا لنستفيد من بعض ولقد سمعت أشرطة ( كونوا لنا عابدين ) للشيخ ناصر العمر فقد تكلم عن هذه النقطة وأبدع فيها فجزاه الله خيراً..

فأحببت أن أطرح بعض الأسباب التي تجعل المربي لا يشاهد التأثير على من يربي وأتمنى من الإخوة أن يشاركونا وأن يقوموا ما نخطيء فيها فنحن في هذا الصرح نستفيد من بعض .. فأقول مستعينناً بالله :
السبب الأول : أن يكون من يربي لا يطبق ما يعلم يعني لو كان معلماً يطرح لتلاميذه معلومات هو لا يطبقها بحيث أنه يعلم و لا يعمل وهذه مشكلة كبيرة حيث لو أن المربي حين يطرح موضوع يكون أول الساهمين فيه تجد النتيجة نطرح مثالاً : تخيل أخي الكريم لو أن مدرس حلقة يحث تلاميذه على العلم ولكن لا تجده يحضر دروس العلماء ولا الدورات العلملية هنا كيف نريد الطالب أن يتجه للعلماء وقدوته وشيخه ومربيه لا يذهب ولقد سمعت كلمة من أحد الإخوة ولازال صداها في أذنيَّ وهي ( نافس من تربي ليتربى ) وهنا أغتنم الفرصة لأطرح كلاماً جمعته عن قبل مدة حول إتباع العلم بالعمل فأقول : العلم لا يطلب إلا للعمل، وذلك بأن يتحول العلم إلى سلوك واقعي يظهر على فكر الإنسان وتصرفه، ومن لم يعمل بعلمه فعلمه حسرة عليه يوم الحساب ، قال  : " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه " رواه الترمذي من حديث أبي برزة  وصححه الألباني .
وما أحسن قول الفضيل بن عياض رحمه الله : (لا يزال العالم جاهلاً حتى يعمل بعلمه فإذا عمل به صار عالماً). وهذا كلام دقيق؛ لأنه إذا كان عنده علم ولكنه لا يعمل بهذا العلم فهو جاهل؛ لأنه ليس بينه وبين الجاهل فرق إذا كان عنده علم ولكنه لا يعمل به، فلا يكون العالم عالماً حقًّا إلا إذا عمل بما علم . ثم إن العمل إضافة إلى أنه حجة للإنسان فهو أيضاً من أسباب ثبات العلم وبقائه، ولهذا تجد الذي يعمل بعلمه، يستحضر علمه، أما الذي لا يعمل بعلمه فسرعان ما يضيع علمه، قال بعض السلف : (كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ) . أضف إلى هذا ما قاله بعض أهل العلم : (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، ومن لم يعمل بما علم أوشك الله أن يسلبه ما علم)، وهذا يذكره بعضهم على أنه حديث، وهذا ليس بصحيح ، إنما هي عبارة مأثورة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله، ومعنى أورثه الله علم ما لم يعلم، أي : زاده إيماناً ونوّر بصيرته وفتح عليه من العلوم أنواعاً وفروعاً؛ ولهذا تجد العالم العامل بازدياد، ويبارك الله في وقته وعلمه، ودليل هذا في كتاب الله، قال – تعالى - :  والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ، قال الشوكاني : (زادهم إيماناً وعلمًا وبصيرة في الدين، أي : والذين اهتدوا إلى طريق الخير فآمنوا بالله وعملوا بما أمرهم به زادهم إيماناً وعلمًا وبصيرة في الدين). ومن كان مقصوده من العلم جمع المعلومات وتكثيرها لا للعمل به فيخشى أن يكون داخلاً في قول الله تعالى:  ألهاكم التكاثر  لأنه حجة على صاحبه كما قال النبي : ( القرآن حجة لك أو عليك ) رواه مسلم وإنما يكون حجة عليك إما بالإعراض عنه وعدم رفع الرأس به، وإما بالإقبال عليه دون العمل بما تضمنه من الأحكام والتوجيهات، فهو حجة على من قرأه وحفظه ثم هجره في عمله وقوله واعتقاده . والعمل في الحقيقة هو ثمرة العلم ، فمن عمل بلا علم فقد شابه النصارى، ومن علم ولم يعمل فقد شابه اليهود. واعلم أن العلم إن وجد لنفسه داراً مكث وإلا رحل عنك ، ودار العلم العمل ، والعلم لا يثبت إلا بالعمل .
قال علي بن أبي طالب  : {هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل } ـ ذكره الخطيب . و كان السلف  يتعلمون خمس أو عشر آيات ويعملون بمقتضاها ثم يحفظون غيرها . والذي معه علم ولا يعمل به شر من الجاهل ، وهو أحد الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة . وفي ذلك يقول ابن رسلان رحمه الله :
وعالم بعلمه لم يعملن *** معذب من قبل عباد الوثن

وقال ابن عبد القوي رحمه الله :
وَلَا تَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ لِلْمَالِ وَالرِّيَا *** فَإِنَّ مِلَاكَ الْأَمْرِ فِي حُسْنِ مَقْصِدِ
وَكُنْ عَامِلًا بِالْعِلْمِ فِيمَا اسْتَطَعْته ***للِيُهْدَى بِك الْمَرْءُ الَّذِي بِك يَقْتَدِي
حَرِيصًا عَلَى نَفْعِ الْوَرَى وَهُدَاهُمْ *** تَنَلْ كُلَّ خَيْرٍ فِي نَعِيمٍ مُؤَبَّدِ
فالعمل بالعلم هو : فعل الطاعات واجتناب المنهيات تقرباً لله على سبيل الإسراع .
وقلنا على سبيل الإسراع لأمور : 1- أن الله أمر بذلك فقال:  سارعوا إلى مغفرة من ربكم .. 
وقال :  سابقوا إلى مغفرة من ربكم ..  وقال :  فاسعوا إلى ذكر الله .. .
2- أن العمر قصير . 3- أن الموت يأتي بغتة .
ولهذا قال تعالى :  ففروا إلى الله  ويقول ابن القيم – رحمه الله - : الفرار فراران فرار السعداء وفرار الأشقياء فالسعداء يفرون من الله إلى الله من غضبه إلى رضاه وأما فرار الأشقياء فهو فرار من الله إلى الشيطان .
نماذج مشرقة من العمل بالعلم :
1- قال الإمام مسلم في صحيحه : حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو خالد ( يعني سليمان بن حيان ) عن داود بن أبي هند عن النعمان ابن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله  يقول : ( من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة ) قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله  . وقال ابن عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة. وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة . وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس .
2- عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ عن أبيه : أن رسول الله  قال : ( نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ) قال سالم : فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ) رواه البخاري ومسلم .
3- ما علم النبي  علياً وفاطمة : أن يسبحا ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين وقال : ( فهو خير لكما من خادم ) قال علي  : ما تركته منذ سمعته من النبي  ، قيل له : ولا ليلة صفين ؟ قال : ولا ليلة صفين . رواه مسلم
4- عن ابن عمر  قال : سـمعت رسـول الله  قال : ( ما حق امريء مسلم له شيء يوصي فيه ؛ يبيت ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة ) قال عبد الله بن عمر  : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله  قال ذلك إلا وعندي وصيتي ) . رواه مسلم
5- قال البخاري : ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام ، إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً .
6- عن أبي أمامة  قال : قال رسول الله  : ( من قرأ آية الكرسي عقب كل صلاة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : بلغني عن شيخ الإسلام أنه قال : ما تركتها عقب كل صلاة إلا نسياناً أو نحوه .
7- قال الإمام أحمد بن حنبل : ( ما كتبت حديثاً إلا قد عملت به حتى مرَّ بي أن النبي  احتجم وأعطى أبي طيبة ديناراً فاحتجمت وأعطيت الحجام ديناراً ) .
و قال العلامة السيوطي في التدريب : ( ينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات والآداب وفضائل الأعمال فذلك زكاة الحديث وسبب حفظه ) . ولهذا كان الحرص عند السلف على التمسك بالسنة والعمل بها شيء كبير ومهم .
وكان وكيع ـ أحد كبار المحدثين ـ يقول : ( إذا أردت أن تحفظ حديثاً فاعمل به ) . وكان الإمام المحدث إبراهيم بن إسماعيل يقول : ( كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به ) .
السبب الثاني : سرعة المربي وعجلته في رؤية أثر تربيته على من تحت يديه فهذا الأمر يجعله يتضايق ويتساءل لماذا لم أؤثر وهو للتو في بداية عملية التربية فمثلاً مدرس حلقة لم يمسك الحلقة إلا ثلاثة أشهر ثم يقول لماذا لم أؤثر على طلابي ؟! فهذه عجلة مذمومة ..
السبب الثالث : قلة الجانب العبادي لدى المربي وهذا ما تكلم عنه الشيخ ناصر العمر في أشرطته التي ذكرتها في أول المقال فنجد مربي وداعية ومدرس حلقة ليس عنده نصيب من العبادة فهذا لا يمكن يؤثر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عن جلسته الصباحية من الفجر إلى طلوع الشمس هذه غدوتي إذا لم أتغدها خارت قواي .. لله درك أناس فهموا وأدركوا فائدة العبادة وتأثيرها .. فنجد قوة الشيخ ابن باز رحمه الله الذي لا ينام إلا قليلا أنى له هذه القوة هي من الله ومن عبادته لله وإخلاصه نحسبه والله حسيبه ..
وهنا أذكر قصة لامرأة توفي زوجها وترك لها خمسة أبناء فكانت تصرف عليهم من الميراث حتى كاد يفنى وهي لا تحب مسألة أحد وفي أحد الأيام فتحت إذاعة القرآن فسمعت حديث ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجا ومن كل ضيف مخرجا ورزقه الله من حيث لا يحتسب ) وهذا في إسناده مقال ولكن معناه صحيح وحسنه بعض العلماء .. فلزمت الاستغفار فكانت هناك أراضي لزوجها قيمتها ليست كثيرة فمر طريق من عندها فثمنت بالملايين فصارت هذه المرأة وأولادها من الأثرياء وأخذ ابنها الأول على التحفيظ في حيه وأبناءها كلها صالحين .. وهذه القصة ذكرها الشيخ ناصر العمر ..
فينبغي التفطن لهذا السبب المهم .
السبب الرابع : عدم معرفة نفسيات من تربي ومعاملاتهم على وتيرة واحدة ونظام واحد .
السبب الخامس : قلة الطرح الإيماني وربط من تربي بالله ومراقبة الله فلا تطرح هذه المواضيع إلا قليلاً وإذا طرحت طرحت من قبل أناس لا يعملون هذا الشيء فكيف آتي بشخص إلى حلقة يطرح درس عن قيام الليل وأنا أعرف أن هذا الشخص لا يقوم الليل بل إن مجرد ما يقوم به هو تفريغ للمعلومات التي عنده ..

هذا الموضوع كتبته على عجالة من أمري وآمل من الإخوة إثراءه وجزاكم الله خير ..

محبكم /
قناص الفوائد
.
__________________

كلما زاد نصيبك من (اقرأ) زادت عليك التبعة في (أنذر)


قناص الفوائد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)