بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أريـد الرحـيل من هنا بهدوووء .. " بكائـيّـة مودّع "

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-09-2007, 11:24 PM   #1
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
أريـد الرحـيل من هنا بهدوووء .. " بكائـيّـة مودّع "


ليس الحديث عن رحيل من هذا المنتدى ، فذاك بيني وبينه بعد المشرقين ، ذاك لن يكون " بإذن الله " إلا بحابس يحبسني ، أو عذر يقعدني ، أو أجل يأخذني .....
وفي هذا الأجل أحدثكم
للناس أن يحلموا بسبل البقاء ، ولي أن أحلم بسبل الرحيل عن هذه الدنيا
صحيح أني سأمارس حياتي حتى آخر نفس ولن أقف بانتظار الموت ، ولكني أيضاً أتذكر الموت كل حين ، وهذا لا يضير المسلم بل هو خصلة حسنة تعزز الإيمان في النفس ، وتحث على العمل الصالح والمسارعة في الخيرات ، وفي هذا المعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة " و زاد ابن ماجه من حديث ابن مسعود : " وتزهد في الدنيا "
كنت كل ما أحسست بانغماس شديد في الدنيا وملذاتها ، أتوجه إلى حيث مسجد الشيخ عبدالكريم الحميد
أصلي معه أحد الأوقات وفي الغالب يكون المغرب أو العشاء ، حينما أكون مأموماً خلف الشيخ يصافـّني تلميذه البرادي ، وشخصين أو ثلاثة " هذا الكلام قبل الأحداث والمتغيرات الأخيرة ، والتي توقفت بعدها عن الذهاب إلى الشيخ بسبب الحضور ، الذين فقدت بكثرتهم ما كنت أقدم لأجله "
لا أدري ... أظن أن رسالة الزهاد الأولى ، أن نجدد من خلال زهدهم إيماننا كل حين
كنت بهذا الفعل أحقر الدنيا وبهرجها الذي يلمع بين عيني صباح مساء ، أحاول بهذا الفعل أن أعيد شيئاً من التوازن بين واجبات الدارين
أتأمل أنفاسي الأخيرة حين ساعة الرحيل من هذه الدنيا كيف ستكون ؟

ككل الخلق ، يستوقفني الموت في لحظات تأمل مع الذات واستشراف للمستقبل ، تشرئب عنقي أحيانا نحو الغد المجهول
أبحر في تفاصيل هذا الرحيل ، وبأي طريقة سيكون ؟
قبل سبع سنوات
كنت أتجاوز الطريق على قدمي بين جاكرتا وبن جاك ، في منطقة إن لم تخني ذاكرتي فاسمها " سيسروا " ، شاءت إرادة الله أن أتجاوز الطريق " بحسب التوقيت المحلي "
حيث أن اتجاه السير عندهم عكس ما لدينا ، كنت على عجلة من أمري ، تجاوزت الطريق بحسب ما تعودت ، نظرت سريعاً بالاتجاه المعاكس للباص الذي جاء من الاتجاه الآخر واصطدم بي ، كاد أن يلتهم أضلاعي ولكن الله سلم ، أحدث بي أضرارا بسيطة لم تتجاوز على إثرها مدة إقامتي يومين في المشفى
خرجت بعدها مفعماً بنعمة الصحة
" رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي "
كنت أنظر لنفسي وقد كتب لي عمر جديد ، لقد كان بيني وبين الموت خطوة ، ولكن الله كتب في عمر الناقد1 باقية
" أسأل الله أن يسخرني في ما يرضيه "

يا غافلاً عن ساعة مقرونة *** بنوادب و صوارخ و ثواكل
كم للإله عليك من نعم ترى *** ومواهب وفوائد و فواضل

استوقفني حينها قول الله تعالى :
" و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، و ما تدري نفس بأي ارض تموت "
" لكل أجل كتاب "
" لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
" كل نفس ذائقة الموت ، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة "

واليوم حينما أتمعن تلك الآيات ، وأتذكر الموت ، أنظر لمن حولي بتأمل مودع ، أحدق في عيونهم " وهم لي عيون "
كيف ستكون محاجر عيونهم حين رثائي ؟
أدخل في حالة عزاء مع الذات ، فأتذكر مالك بن الريب حينما رثى نفسه ببكائيته الخالدة

ولـكن بأطراف السـمينــة نسوة ** عـزيز عليهن , العشية , مابيـا
صريع على أيدي الرجال بقفرة ** يسوون قبري , حيث حم قضائيا
لما تراء ت عند مـرو منيتي ** وحـل بهـا جسمي , وحانت وفـاتيا
أقول لأصحابي ارفعـوني لأنني ** يـقـرّ بعيني أن سهـيل بـدا لـيـا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ** بـرابيـةٍ إني مقــيـم ليـاليا
أقيما عليّ اليوم أو بعـــض ليلـــة ** ولا تعجلاني قد تبيــن مابيا
وقوما إذا ما استُــلّ روحي فهيّــئا ** لي القبـــر والأكفان ثم ابكيا ليا
ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
خذاني فجراني ببردي إلـيكما ** فـقـد كنت قبل اليوم صـعبا قياديا
وقوما على بئر الشبيك فأسمعـــا ** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقـــــــفــــرة ** تهيـــل علي الريــــح فيها السوافيــا
و لاتنسيا عهدي خليليّ إنني ** تقطــــع أوصالي , وتبلى عظـاميا
يقولون : لاتبعد وهم يدفنونني ** وأين مكان البعد إلا مكانيـــــــــا
غداة غــد , يا لهف نفسي على غد ** إذا أدلجـــوا عني وخلّــفت ثاويا
فيا راكبا إما عرضت فبلّـغن ** بني مالك و الريب أن لا تلاقيـــا
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري ** وبلغ عجوزي اليوم أن لا تدانيا
وسلم على شيخيّ مني كليهما ** وبلغ كثيرا وابن عمي وخــالــيــا
وعطـّــل قلوصي في الركاب فإنها ** ستبرد أكبادا وتبكي بواكـيــا
أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيــا
وبالرمل مني نسوة لو شهدنني ** بكين وفدّيــن الطبيب المداويـــــا
فمنهن أمي , وابنتاها , وخالتي ** وباكية أخرى تهيج البواكيا
وما كان عهد الرمل مني وأهله ** ذميما , ولابالرمــل ودعت قاليا

أشيح بوجهي نحو خليلتي
يغيب ندى الورد من عينيها ، فترتسم أمام عيني ساعة المأتم ، وقد غاب حسن الصبر واستحوذ الكرب ، وقد فاضت ينابيع حزنها وهي تنتحب في مقدمة البواكي ، ودموعها تنسكب كاللؤلؤ على وجنتها الطاهرة
لالا ..... يا طهر الأرض إياك أن تجزعي

أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى** عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها ** وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي ** والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني ** بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه ** وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً ** لكنه لم يقبّل جبهةَ العـارِ

وأنا في حالة الحزن تلك ..
صوت طفلتي هناك يتمتم
بصرت بها فإذا هي تقلب دميتها بتمعّن ، أحيط بضوء عينيها حيث لا يأس ولا ملل
عينيها
حيث واحة عمري إن ضاقت بي الأرض و انسابت المقل
يا طفلتي
هذا القلب قد باح بما حوى ، وأنت وردة في القلب قد تفتحت

يا طفلتي و أميرتي و حبيبتي *** و مليكتي وحديقتي وزهوري

يا موطناً أزهرت فيه أعماري ، أنت في عينيّ شمس وربيع وقمر ، أنت فرحة فوق الأرض تحملني
ترفع طرف البراءة ... فإذا بي منهمك في جنة عيونها
تنظر إليّ بابتسامة مشرقة ، تعاود تسقي دميتها من فيض حنانها
يا طفلتي
لا تفزعي ولتضحكي أبدا
يا ابنتي
لا تحزني أبدا
أنت والصغار من سيرث الأرض والأزهار ، والسنابل والسنين
فلتبق ابتسامتك تغني في ثغرك ، تضيء الدنيا ببهجتها ، أيها الطفلة اللعوب
لا تجزعي يا طفلتي

أنتِ .. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ** ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ ** يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ ** والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي ** فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
وإنْ مضيتُ .. فقولي: لم يكن بطلاً ** وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ

كل الأهل والأحبة

أحباءَ الهدى صحبَ القصيمِ *** رعاكم خالقُ الكونِ العظيمِ
وأكرمَكم وأنزلَكم مقاماً *** علـيًّـا فوق هامــاتِ النجومِ
وثـبّتـكم وأنبتـكم نباتاً *** يقـاومُ كلَّ إعـصارٍ غشومِ
أحباءَ الهدى وعدٌ أكيدٌ *** من الرحمنِ ذي العرشِ الكريمِ
لمن كان الصلاحُ له سبيلاً *** على رغمِ المخاوفِ والهمومِ
وقال مصمماً والعزمُ ماضٍ *** وتنفعل المقالةُ في الصميمِ
إلى ديّانِ يوم الدين نمضي *** وعند اللهِ مجتمعُ الخصومِ !

إياكم أن تجزعوا

خذوا بجميل الصبر وارضوا وسلموا ** فإن فناء العالمين محتم
رضا بقضاء الله إن حياتنا ** على السخط منا والرضا تتصرم
وإن حياة تقتضيها منية ** ركون إليها غفلة وتوهم
تناهشنا الآجال لا نرعوي لها ** وتخبطنا البأساء فيها وننعم
سكونا إليها والمقابر تمتلي ** وتخلوا بيوت الراحلين وتهدم
و ما هذه الأرواح إلا ودائع ** سيأخذها مستودع ليس يظلم
وقد أنذرتنا صرعة بعد صرعة ** وفقد أخير قبله متقدم
قضى الله أن الحي يجري لغاية ** فما ثم تأخير ولا متقدم
عليكم جميل الصبر وهو عزيمة ** على العبد أما الخطب يجسم
تنالوا عظيم الأجر منه وإنما ** بحسب مقام الصابر الأجر يعظم
لكل من الأعمار حد ومنتهى ** ورجع إلى الباقي الذي ليس يعدم
فلا أسف يغني إذا فات فائت ** ولكن على التسليم والصبر نرحم
فلا عين لم تسفح من الدمع عبرة ً ** ولا صدر إلا بالفجائع يحطم
أخا الحزم لا تندب سواك وإنما ** لحينك تجري ثم تكبو فتعدم
فكفكف دموع العين واجعل مياهها ** طهوراً لذنب في الصحيفة يرقم
إذا لم تجد مما قضى الله واقيا ** فلابد أن ترضى بما الله يحكم
أعزيكم عني وعن كل مسلم ** وأنتم بحسن الصبر أولى واعلم
سقى الله رمساً حله صوب رحمة ** وأسكنه الفردوس فيمن ينعم

وأنت ...... يا أيها القلم

إن ساءلوك فقل : لم أبعْ قلمي ** ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
وإن مضيتُ.. فقل:لم يكن بَطَلاً **وكان طفلي..ومحبوبي..وقيثاري

أما ذنبي فأنت يا رب به أعلم

يا عالم الغيبِ ذنبي أنتَ تعرفُه ** وأنت تعلمُ إعلاني .. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به ** علي .. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي ** أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ

كلنا لهذا الرحيل ، ولكن على أي حال سيكون هذا الرحيل ؟
الأخطار والأحداث والخطوب تدلهم علينا من كل جانب ، والأمراض والأوجاع ومسبباتها تنتشر بشكل لافت
موت الفجأة ...... وما أدراك ما موت الفجأة
حوادث السير تأخذ الأحباب والأصحاب على حين غرة منا
تأملوا كم شخصاً فقدنا بسبب أزمة قلبية مفاجئة ؟
لقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من موت الفجاءة وقال " إنها أخذة آسف " .. لم اقف على صحة هذا ولكني أجد في موت الفجأة ما لا أجده في مرض يعتري الإنسان ، فيدرك أنه مرض الموت ، فيستطيع التوب والأوب وإبراء ذمته تجاه العباد
لذا
اللهم إني أستعيذ بك من موت الفجأة
ذاك الرحيل لا أتمناه ، فإن كان لابد ، فأسأله حسن الختام " ولله الأمر من قبل ومن بعد "

اللهم أحسن رحيلنا من هذه الدار ، وارزقنا حسن الختام يا غفور يا رحيم

لا أدري لماذا كتبت هذه السطور
ألنتذكر الموت ، مع قرب شهر الخيرات
أم هي بكائية شئت البوح بها
أم هي وصية مودع لا يدري متى يستقبل أجل الله
أم لكل ذلك

إلـهي لا تعـذبني فإني ** مـقر بالذي قد كـان مـني
ومالي حيلة إلا رجائي ** وعفوك إن عفوت وحسن ظني
فكم من زلة لي في البرايا ** وأنت علي ذو فضل ومن
إذا فكرت في ندمي عليها ** عضضت أناملي وقرعت سني
أجن بزهرة الدنيا جنوناً ** وأفني العمر فيها بالتمني
يظن الناس بي خيراً وإني ** لشر الخلق إن لم تعف عني

دمتم برعاية الله وحفظه
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن
الناقد1 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)