[The Engineer]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة" - رواه مسلم

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه "لو وجدت شارباً لأحببت أن يستره الله ، ولو وجدت سارقاً لأحببت أن يستره الله"

وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة ذات ليلة ، فرأى رجلاً وامرأة على فاحشة ، فلما أصبح قال للناس: أرأيتم لو أن إماماً رأى رجلاً وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد ما كنتم فاعلين ؟ قالوا: إنما أنت إمام ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ليس ذلك لك ، إذاً يقام عليك الحد ، إن الله لم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهود. ثم تركهم (أي عمر) ما شاء الله أن يتركهم ثم سألهم ، فقال القوم مقالتهم الأولى ، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه مثل مقالته الأولى.

وقال بعضهم: كنت قاعداً مع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه إذ جاءه رجل بآخر فقال: هذا نشوان ، فقال عبدالله بن مسعود: استنكهوه فاستنكهوه فوجده نشواناً ، فحبسه حتى ذهب سكره ، ثم دعا بسوط فكسر ثمره ثم قال للجلاد: اجلد وارفع يدك واعط كل عضو حقه ، فجلده وعليه قباء أو مرط ، فما فرغ قال للذي جاء به: ما أنت به؟ قال: عمه ، قال عبدالله: ما أدبت فأحسنت الأدب ، ولا سترت الحرمة! إنه ينبغي للإمام إذا انتهى إليه حد أن يقيمه ، وإن الله عفو يحب العفو ، ثم قرأ: (وليعفوا وليصفحوا) ثم قال: "إني لأذكر أو رجل قطعه النبي صلى الله عليه وسلم ، أتي بسارق فقطعه فكأنما أسف وجهه ، فقالوا: يا رسول الله كأنك كرهت قطعه ، فقال: "وما يمنعني! لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم؟" فقالوا: ألا عفوت فقال: "إنه ينبغي للسطان إذا انتهى إليه حد أن يقيمه ، إن الله عفو يحب العفو" وقرأ: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) وفي رواية فكأنما سفي على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رماد لشدة تغيره. رواه الحاكم عن ابن مسعود وقال صحيح الإسناد

وعن الشعبي رحمه الله أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن لي ابنة كنت وأدتها في الجاهلية ، فاستخرجناها قبل أن تموت ، فأدركت معنا الإسلام فأسلمت ، فلما أسلمت أصابها حد من حدود الله تعالى ، فأخذت الشفر لتذبح نفسها فأدركناها وقد قطعت بعض أوداجها ، فداويناها حتى برئت ، ثم أقبلت بعد بتوبة حسنة ، وهي تخطب إلى قوم ، أفأخبرهم من شأنها بالذي كان ، فقال عمر: أتعمد ما ستر الله فتبديه؟! والله لئن أخبرت بشأنها أحداً من الناس لأجعلنك نكالاً لأهل الأمصار ، بل أنكحها نكاح العفيفة المسلمة.

وعن صالح بن كرز أنه جاء بجارية له زنت إلى الحكم بن أيوم ، قال: فبينما أنا جالس إذ جاء أنس بن مالك رضي الله عنه فجلس ، فقال: يا صالح ، ما هذه الجارية معك؟ قلت: جارية لي بغت فأردت أن أرفعها إلى الإمام ليقيم عليها الحد ، فقال: لا تفعل ، رد جاريتك واتق الله واستر عليها ، قلت: ما أنا بفاعل ، قال: لا تفعل وأطعني ، فلم يزل يراجعني حتى رددتها.

ومن هتك ستر مسلم سلط الله عليه من يهتك ستره في الدنيا ، ثم يهتك الله ستره يوم القيامة.

إن الثواب والعقاب من جنس العمل ، لذا فليحذر الإنسان من اللعب في أعراض الآخرين ، فإنه لعب بالنار ، بل هو سقوط في هاويتها ، "وكما تكيل تكال".

((منقول من كتاب لا تكن شبحاً من سلسلة قواعد وفنون التعامل مع الآخرين للدكتور علي الحمادي))

استر عليها ستر الله عليك ، ولتحاول النصح بطريقة غير مباشرة.. وأنصحك ألا ترجع في مثل هذه الأمور للمنتديات إنما إرجع للمشائخ والعلماء وذوي الحكمة والعقل والرزانه..

كان الله في عونكم..