|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بريدة ، دومة الجندل
المشاركات: 1,457
|
للمذاكرة هنا : هل ينكر على من أكل ناسياً في رمضان ؟ ومسائل أخرى مهمة
بسم الله الرحمن الرحيم
من باب التعاون على البر والتقوى ، ومن باب المساهمة في نشر العلم الشرعي ، ومن باب مذاكرة العلم بين طلابه ، ومن باب الفائدة والإستفادة من الأعضاء والقراء أحببتُ طرح هذا الموضوع ليكون جامعاً وحاملاً لكثير من مسائل الصيام ورمضان المهمة والتي يحتاجها كل مسلم . وأنا متيقن من مشاركة الفضلاء وإفادتهم في هذا الموضوع ، ومضمونه هو طرح ما يهم المسلم من مسائل فقهية في الصيام وفي رمضان ليتم مدارستها وطرح أقوال العلماء فيها وأدلتهم لكي يعبد المسلم ربه على بصيرة واطمئنان ، فاقتران المسائل الفقهية بأدلتها أمر مطلوب وهو الأصل الذي تعبدنا به . وسيكون طرح المسألة بشكل عنوان بلون مغاير ثم يكون الكلام فيها بأقوال العلماء وأدلتهم ولا مانع من النقل من بعض الفتاوى لاكتمال الفائدة ؛ ولكني أفضل أن من أراد النقل عن فتوى أحد العلماء أن يذكر لنا زبدة كلامه أو ترجيحه بالمسألة مع المصدر أو الرابط إن كان ثمة رابط ، أما النسخ واللصق فأظن الكثير من القراء لا يحرصون على قراءة مثل هذا النوع بسبب طوله ونحو ذلك ، فالاقتصار على زبدة قول ذلك العالم مع دليله هو ما نريده . وليعلم الجميع أن مثل هذه المسائل يسوغ فيها الخلاف ولا يشنع على من اختار قولاً مخالفاً للشائع ما لم يكن مخالفاً لنص صريح أو مخالفاً للإجماع أو يعتبر من الأقوال الشاذة فهذا مما نص العلماء على رده وعدم قبوله ، فعلى هذا من وجد أن القول الصواب في مسألة كذا هو كذا فنريد منه أن يفيدنا بما معه من أدلة تؤيد ما اختاره من أقوال العلماء وينبهنا إن غلطنا والله أعلم . المسألة الأولى : هل يُـنكر على من أكل أو شرب ناسياً في نهار رمضان ؟ فقبل الدخول في المسألة نوضح أمراً وهو أن الصواب في من أكل أو شرب ناسياً هو صحة صيامه فإنه إذا تذكّـر أو ذكّـر بأنه صائم فيجب عليه الإمساك ويتم صومه ولا قضاء عليه ولا كفارة وهذا قول الجمهور والأدلة ولله الحمد تدعم هذا القول فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) وفي رواية خارج الصحيح : ( فلا قضاء عليه ولا كفارة ) وفي رواية : ( فإنما هو رزق رزقه الله ) . وأما مسألتنا فقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة على قولين تقريباً : القول الأول : أنه يجب الإنكار على من أكل أو شرب ناسياً ، فيجب على من رآه أن يُــذكّـره ، ورجح هذا القول ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله ، ودليلهم عموم أدلة إنكار المنكر ، وقالوا بأن الآكل والشارب ناسياً معذور ولا يأثم ، ولكن من رآه لا عذر له فيجب عليه تنبيهه ، واستدلوا بقوله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } وكذلك قياساً على تنبيه الناسي بالصلاة . القول الثاني : أنه لا يجب الإنكار عليه ولا تنبيهه ، بل بعضهم قال بأن تنبيهه غير مشروع ، إلا إذا كنت تعلم بالقرائن أنه متعمداً فهنا تنكر عليه ، واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم ( فإنما أطعمه الله وسقاه ) فهذا يدل على أن أكله وشربه ناسياً منة من الله عزوجل وإعانة لهذا الصائم ونحو ذلك ويعضد ذلك رواية ( رزق رزقه الله ) فهذا يدل على أن فعله ليس بمنكر فكيف ننكر عليه ؟ ويؤيد ذلك ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه عند ابن حزم والطحاوي عن عبدالله بن دينار قال : استسقى ابن عمر وهو صائم فقلت : ألست صائماً ؟! فقال : أراد الله أن يسقيني فمنعتني . صحح هذا الأثر الشيخ الطريفي في درس له بشريط وقال : بأنه لا يعلم مخالفاً لابن عمر من الصحابة وروي عن غير واحد ما يوافق قول ابن عمر . فهذا يدل على أنه لا ينكر على من أكل أو شرب ناسياً فقد قال ابن عمر رضي الله عنه : ( أراد الله أن يسقيني فمنعتني ) وممن قوى هذا القول الشيخ سليمان العلوان في شرح البلوغ والشيخ عبدالعزيز الطريفي في شرح المحرر وانتصر لهذا القول في درس له عن الصيام وقال بأن تنبيهه غير مشروع . وعند التأمل يظهر قوة هذا القول ويعضده قول ابن عمر ، وكوننا نقول بأنه لا يجب الإنكار لا يعني أننا لا ننبهه أبداً فقد يقال بأن الأفضل أن تنبهه خاصة إذا أطال أو كان أمام الناس ونحو ذلك ، أما وجوب تنبيهه فبعيد والله أعلم . أكتفي بهذه المسألة فقد داهمني الوقت وسنتبعها إن شاء الله بكثير من المسائل ، وأتمنى مشاركتكم جميعاً إما بالمذاكرة والنقاش ، أو بطرح بعض المسائل المهمة والمشكلة عند الكثير لكي نبحثها وننظر في أدلتها وأقوال العلماء فيها فهذا فيه خير عظيم . من المسائل القادمة إن شاء الله : هل يجب النية للصيام كل ليلة أم يكفي نية واحدة من أول ليلة من رمضان ؟ هل الأفضل صلاة التراويح في مسجد جماعتكم أم مع حسن الصوت حتى لو كان بعيدا ؟
__________________
قال صلى الله عليه و سلم:(( مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ العلى العظيم ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُهُ )) رواه البخاري .تعارَّ من الليل : أي هبَّ من نومه واستيقظ . النهاية . |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|