[أراسيل سلمان]

يا أقلام المنتدى حرية التعبير أم جمال التعبير /

إن حرية التعبير حق كفله الشارع وندبت إليه الشريعة الإسلامية السمحة ليتمكن كل فرد ذكر كان أم أنثى من التعبير عن مكنونه دون خوف أو إكراه
لكن المتأمل الآن لاستغلال قانون ( حرية التعبير ) في تمرير الإساءات أو الإسفاف في القول وكذلك تفشي الأفكار السقيمة والرؤى الضبابية تحت ستار حرية التعبير يجد أنه من الأولى أن يفهم الكاتب أو المتكلم معنى هذه الحرية ثم يختار الأسلوب الأكثر جمالاً للتعبير عن أفكاره .

كتب أ.د إبراهيم أبو جابر كلاما نفيساً تحت عنوان (حرية التعبير من منظور إسلامي وعلماني )
(الإسلام يضمن عادة حريات التعبير عدا التي تخالف المبادئ والعقيدة الإسلامية كالكفر والشرك والردة وسب الله ورسوله. حيث توجد في الإسلام مجموعة من الضوابط والحدود على حريات الأفراد والجماعات من أجل حماية الدين والمجتمع الإسلامي. وهذه القيود ليست نهائية أو مطلقة بل قابلة للنقاش والنقد. )

لكن الدكتور استدرك في ختام المقال وعلق على فوضى التعبير قائلاً:
(إن فوضى حرية التعبير هذه لا شك أنها مضرة في مجملها، لتجاهلها لمسلمات دينية واجتماعية وأخلاقية، لدى أمم الأرض، وإن استشراءها سيؤدي كما يرى البعض لصدام بين الأمم، وعليه فلا بد من وضع حدود وقيود وضوابط قانونية لهذا الفلتان يعاقب كل من لا يلتزم بها، حفاظاً على المصلحة العليا للدولة أو الكيان أو الأمة. )
ولعل وجود إطار عام لأي منبر إعلامي سواء كان قناة أو إذاعة أو موقع إنترنت للحرية هو نوع من المسؤولية الاجتماعية ، للحد من تحكم الرغبات الشخصية ، وتأثير الآراء الفردية ، في نسق الحياة العامة للجماعة .. و لتحقيق توازن بين حرية التعبير ، ومصلحة المجتمع : " حريتك تنتهي ، حيث تبدأ حقوق الآخرين " . تبدو معادلة دقيقة .. لكن الشعور بالمسؤولية الاجتماعية ، هو الذي يحققها . إعلامياً : المؤسسة الإعلامية ، تضطلع بمهام و وظائف اجتماعية جوهرية في حياة الناس .. ولها دور تربوي وتثقيفي ، وليست مجرّد منبر لفرد ، أو مجموعة أفراد ، يمارسون من خلاله رغباتهم.


وهنا أطرح مفهوم ( جمال التعبير ) لنرتقي بالأسلوب والكلمة حين نمارس حرية التعبير فنحقق الهدف الأسمى من هذه الحرية
في كتاب :إشكاليات العمل الإعلامي بين الثوابت والمعطيات العصرية يقول الكاتب :
الأسس التي تحكم المنهج الإعلامي في المنظور الإسلامي:
تاسعًا: التعبير عن الفكر والاجتهاد بالرأي وممارسة الحرية، يجب أن يتم بأسلوب عذب، وعبارات سلسة، وكلمات رقيقة، مدعومة بالحجة الناصعة، والبرهان القوي، والدليل الواضح، لأن المنهج الإسلامي في الإعلام يستبعد العنف والغلظة والإكراه، ويؤكد على الكلمة الطيبة والمعالجة الموضوعية، ويشجع على الحوار الهادئ، والجدل المنطقي، والعرض المقنع.
أما كيف يكون الأسلوب جميلا في الطرح فهذا بحر لا ساحل له المهم : أن يكون معبراً عن الفكرة بوضوح ودقة شارحاً لأي غامض من العبارات أو الدلالات متوازن بين العمق الفكري والسطحية المبتذلة في قالب لغوي بليغ و علم بما يطرحه من مفاهيم مستشعراً الرقابة الإلهية والأمانة العلمية والنفع العام وجمع الكلمة وتوحيد الصف والبناء الفكري السليم للأمة والقيام بالدور التربوي وإثراء ثقافة القارئ من خلال الكلمة الرصينة .

هنا أوجه كلمة لكل من يكتب في هذا المنتدى المبارك :
إن إظهار الفكر الأصيل والتمسك بالثوابت الدينية هو الأساس لقبول الرأي المخالف أما من يجعل من عقله سلة مهملات لكل خبيث من الكلمات و سافل من الأطروحات وعقيم من الأقوال لا يستطيع أن يميز الورم الخبيث من السمن الدال على الصحة والعافية ولذلك تهوي به الأهواء في وادي سحيق ويتذبذب بين الحق والباطل.
هي دعوة لكل قلم إن هذا المنتدى .. هو منتدى تربوي ينطلق من رؤية شرعية سليمة وتأصيل علمي ليكون نبراساً للأجيال ويهدف للإسهام في الإعلام الإسلامي من خلال الكلمة الطيبة والطرح الراقي .
ومما يخل بهذا إنتقاء العناوين التي تجلب القارئ دون النظر لدلالتها التربوية أو تضمين الطرح أفكار مشبوهة تتنقص من منهج أو دعوة سلفية صحيحة أو استخدام أساليب حداثية في الطرح توحي بشيء من التنقص من خلال المحاكاة لبعض الأساليب النبوية في الحديث
ما أحوجنا للقلم الإسلامي الذي يفخر بعقيدته وفكره ومنهجه ويحترم الاختلاف و لا يذوب من نار الشبهات الفكرية بل تكون عليه بردا وسلاماً
و هذا القلم يختار البيئة الإسلامية التي تمنحه الفرصة والمجال ليكتب أجمل الكلمات دون أن يخشى نجاسة المكان فتكتمل طهارة القلم والفكر والمكان
فيقبل منه هذا الحرف الطاهر النقي ويتضح مفهوم ( جمال التعبير ) حين يردد من أساء التعبير عبارة ( حرية التعبير )
للكاتب:الكثيريasmse >>مع بعض التصرف

تعليقي :

مقال رائع ونبيل نحن في أمس الحاجة إلى هذا الفكر الواعي الراقي وهذه الكلمات الرزينه الصادقه المعبرة ..
هو أهداء مني إلى الجميع هنا ..وليتهم يسمعون ويعون ويشاركونني الفائدة

شكراً لكم جميعاً