بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ذكــــــــــريـــــــــــات جــــــــــامـــــعــــــــيــــــــة !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-09-2007, 11:32 AM   #20
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751



[ 18 ]

دلوني على سوق المدينة !


رضي الله عن عبدالرحمن بن عوف؛ حيث قال: دلوني على سوق المدينة ليتاجر ويكسب رزقه من عمل يده، وأبو الشباب (اللي هو أنا) صرخ: دلوني على سوق المدينة.. ليستهلك من عمل يد والده. ذهبت في إحدى الأيام إلى أحد الأصدقاء ليدلني على مكتبة العبيكان، ولأنني مُستجدّ على شوارع المدينة؛ فقد طلبت منه أن يرسم لي الطريق إليها فرسمه –جزاه الله خيرًا- وزاد بأن قام بمدّ رسمه ليمرّ على أغلب المكاتب والمطاعم في المدينة، والتي لا تحتاج –لتدلّها- إلا بأن تعرف ذلك الطريق الطويل جدًّا والذي يبدأ من (جامع ابن صبيح) والذي يتميز بتلك المنارة الطويلة والتي يسميها بعض الأخوة بـ(منارة الطبشورة) لمشابهتها "طبشور" الكتابة، ثم يميل ذلك الشارع جدًّا حتى يتجه غربًا ليوصلك للتقاطع الذي تمتد عن يمينه مجموعة من المطاعم بداية بـ (هرفي) ثم مجموعة من المطاعم الأخرى والتي تختص بالبيتزا والفطائر والوجبات السريعة، وأشهرها (بيتزا إم)...، يمتد الطريق الطويل ليمر بمحطة تحتضن مركز التسوق (ميد) والذي يعجبني فيه الترتيب العالي للمنتجات التي يعرضها. يمتد الطريق ليمرّ بمكتبة العبيكان، و (بندة) و (تسجيلات الراشدون) و (مثلجات كون زون) و (كنتاكي) و (ماكدونالدز)، ويمتد -أيضا- ليمرّ بأرخص مكتبات بريدة (التدمرية)، حتى يصل إلى أكثر إشارة أُبْغضها بعد الإشارة الخماسية، فإن شئت أن تذهب إلى الأمام لتمرّ بمركز تسوّق (السلمان)، ثم بأفضل مطعم للوجبات وأنظفه (كـودو) ثم تنزل على "الدوّار" القريب من جامع الراجحي ومطعم (داجن) ومركز تسوق (الوطنية)..، وإن شئت أن تتجه لليسار –من عند تلك الإشارة البغيضة- لتمضي قليلا ثم تتجه لليمين مع أول منعطف لتمرَّ بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ومطعم (الطازج)، ومجمّع الاتصالات – هدى الله بعض زائريه-، وإمارة المنطقة، وتسجيلات أحد.. وغيرها من مراكز التسوق والمطاعم كـ (جيان) و (أسواق النخيل) و (الحكير لاند) ومحلات للملابس الجاهزة.

الطريق الآخر هو شارع "خبيب" فهو سوق مزدحم جدا.. جدا جدا، ولدرجة مزعجة، فإن انطلقت من السوق باتجاه المغيب فسوف تمر بمكتبة (الرشد) و (تسجيلات بينات) و (ركن الجامعة) وثلاثة فروع لمصرف الراجحي، و (حلويات الأرياف) وطبعًا.. برج بريدة ومركز الملك خالد الحضاري. وإن انطلقت من سوق "خبيب" باتجاه الشرق؛ فسوف تمر بطريقك على (تسجيلات أصداء المجتمع) ومكتبتها للكتب الجديدة والمستعملة، إضافة إلى مكاتب النسخ والتصوير كـ(الأماجد).

لا أظن أن ما سبق سيهمّ قرَّاء هذه الذكريات من أهل بريدة، لكنني أمني نفسي بأن تكون أسطر هذه الذكريات مفيدة لمن هو مُستجدٌّ في الحياة الجامعية من خارج هذه المنطقة، ومفيدة لأيّ طالب جامعي في بقية أسطر هذه الذكريات من ناحية التعامل مع ما يتخلل الحياة الجامعية من هموم تعتري من يعيشها، ولا أكثر همًّا من أن تكتشف يومًا أن ميزانيتك الماديّة قد تآكلت بفعل مشوار (بسيط!) مررت فيه على بعض المكتبات من باب الإطلاع على الجديد من الكتب، وقد صَحِبت بعضًا من أصدقائك، لتفاجأ بشعور مفاجئ أثناء الطريق يجعلك تحس بنشوة عاجلة من الكرم الحاتمي؛ فتدعوهم لوجبة خفيفة من الطعام.. لتعود بعد هذا المشوار القريب إلى الشقة محَمَّلا بأكياس من الكتب والأشرطة والمجلات المحافظة، وحلويات من الأرياف، وجميع الجرائد التي تبيعها (مـيـد)..!! حالةٌ غريبة تغمرك حين يجتمع الفراغ والحماس والقدرة المادية والسيارة إضافة إلى الخريطة الذهنية –والتي كتبتها لكم في بداية المقال- التي دلتك على جميع ما لذ وطاب لجوع فكرك وبطنك...، والنتيجة: القلق الشديد من الإفلاس، أو الاقتراب من الإفلاس. ولك أن تتخيل شعور والدك وأنت تتصل عليه ليرسل لك الدعم المادي، وقد أرسل لك قبل يومين أو ثلاثة قرابة الألف ريال، ومع أن والدي –حفظه الله تعالى- لم يكن يعاتبني على هذا الإسراف صراحة، إلا أن ضحكة الاستغراب التي تخرج منه حين أطلب منه المال بعد أيام قليلة جدا من آخر استلام منه تقوم مقام المعاتبة.. وبنجاح.

إن اتساع (العبيكان) بالكتب، و (أحد) بالأشرطة.. فتنة، وفوضوية (الرشد) و(المجتمع) و(الراشدون).. فتنة، وتنوع كتب (جرير) وأشرطة (بينات) وضيق المكان بها.. فتنة، فإن كنت تظن أنك ستدخل هذه المكتبات والتسجيلات بمحفظة مليئة ثم ستخرج منها بلا حمولة من الكتب والأشرطة؛ فأنت واهم.. وبجدارة، وسواء كنت من هواة القراءة ومحترفيها أم لا فسوف تخرج محملا بالكتب. والحل أن تبقي المحفظة في شقتك (شقتك وليس سيارتك)، وخذ منها مبلغا قليلا تشتري به كتابًا واحدًا، أو اجعل للمكتبة يومًا كل شهرين للشراء، فتوفر مبلغا مناسبًا لهذا اليوم، ولتشتر في ذلك اليوم ما تريد، ولا تنس أن تلتفت لمكتبتك يا صاحبي، أدّ زكاة جمعك لهذه الكتب، ولا تنس أن تسجل أسماء الكتب؛ فإنني قد اكتشفت بأن مكتبتي خلال السنوات الثلاثة الأولى قد تناقصت بشكل ملاحظ، ويبدو –والله أعلم- أن بعض الأخوة يظن أن من باب (الميانة: سقوط الكلفة بين الأصحاب) أن يأخذ الكتاب بلا استئذان ولا يرجعه لك أبدًا.. يعني سرقة، وعيني عينك بعد، أليست هذه قلة أدب.. ولا إيش رايكم؟!

أيضا المطاعم سبب رئيسي للقلق المادي، في السنة الأولى كنت أكثر من زيارة المطاعم، وأكثر من دعوة الأصدقاء، ولا ألتفت للجانب المادي والذي كان يجب علي أن أفكر باليد التي تقدّمه إلي، لا أدعو أبدًا إلى البخل، ولكنني أدعو إلى قطع الإسراف تمامًا، واحترام المال الذي قُدّم إلي من يدٍ اعتصر صاحبها جهده لكي يقدمه لك، وإن أكبر معين لطالب الجامعة على الاقتصاد في مصاريفه هو كتابة رأس المال، واتجاه إنفاقه، وما أجمل تلك القاعدة التي سمعتها من أحد الأساتذة، تقول القاعدة: "عش دافئًا". فلكي تعيش دافئا أيها الطالب الجامعي في هذه المرحلة من حياتك، فخذ نصيحة مجرب ذاق الأمرّين من سياسة الفوضوية في الإنفاق. لتنتهي من الصرف على الأمور الأساسية:

- أي دفعة تتعلق بالشقة (الكهرباء-ما يتعلق بالمطبخ- ما يتعلق بنظافة الشقة).
- أي دفعة تتعلق بالدراسة (شراء المذكرات والكتب كاملة- ما يتعلق بالأقلام والدفاتر)
- أي دفعة تتعلق بالسيارة (البنزين- النظافة- زيت المحرك)
- أي دفعة تتعلق بك أنت ( نظافة الملابس.. ونحوها) وذلك بأن تدفع لإحدى المغاسل مبلغا معينا، وتفتح حسابًا عنده على طريقة الفواتير، فكلما غسلت عنده أخذت فاتورة تُنقص من ذلك الحساب الذي دفعته.
- دفعة الطوارئ، لا تعلم فربما يطرأ عليك ما لا تتوقعه، وهذا قد حصل لي في الفصل الماضي؛ إذ صَدَمت بسيارة أحد الأصدقاء (ارجعوا للحلقة الرابعة عشرة)، فأرجعتها له في نفس اليوم كما خرجت بها؛ لأنني احتفظت بمبلغ إضافي لا أمسّه أبدًا لمثل هذه الحالة؛ فأصلحت سيارة صاحبي بذلك المبلغ.. والحمد لله تعالى.

حين تؤمّن هذه الدفعات فأكرم على نفسك وعلى صحبك بعدها، ولكن باتزان، ولا عليك إن أفطرت في (كودو) أو (لمعة الشرق)، أو أكلت وجبة الغداء في (الطازج) أو (البحّار)، أو تعشيت في (كودو) أو (ماكدونالدز) أو (كنتاكي) أو (بيتزا هت).. أعاد الهأ أيام المقاطعة. "عش دافئًا" لو استحضر معناها الناس؛ لما رأينا من يجازف ببيته الوحيد وسيارته الوحيدة في الأسهم، ولما رأينا من يعرّض مصدر رزقه الوحيد في المساهمات.. والله المستعان.
__________________
يا صبر أيوب !

آخر من قام بالتعديل الثائر الأحمر; بتاريخ 18-09-2007 الساعة 11:36 AM.
الثائر الأحمر غير متصل  
 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 08:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)