بسم الله الرحمن الرحيم


الأعزاء / أتمنى أن تكونوا بخير .

.
.
.


المسجد ُ أحبتي منطلقُ البعوث المحمدية ، وهو الأكاديميّة التي تخرج منها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيه تجتمع قلوب المؤمنين على ذكر الله تعالى وعلى الصلاة كل يوم خمس مرات ٍ وهذا يعكس أهميتهُ وقميته عند المسلمين .

وعلى مرّ العصور وتعاقب الدول الإسلاميّة بدءاً بدولة الإسلام الأولى التي تأسست على يدي محمد صلى الله عليه وسلم كان المسجد يحظى باهتمام بالغ ٍ من لدن حماة وحكام تلك الدول ، بل كان المسجد في عهده صلى الله عليه وسلم هو فصلُ التعليم ِ ومكتب القاضي وهو صالة اجتماعه بقادة جيوشه وهو مكتب الدعوة وهو .. وهو .. وهو فكان المسجد حينذاك قلب الدولة وقطب رحاها .

وأنا هنا لن أتحدث عن دور المسجد في حياتنا الآن ، ولا عن مكانته وعظمته ، بل إن حديثي ومصب ّ كلامي على الجهة التي خوّلتها الدولة رعاها الله تعالى برعاية المساجد والإشراف عليها وصيانتها والقيام عليها وهي ( إدارة الأوقاف والمساجد ) .

وبحكم أنني إمام رسميّ منذ مايربو على ثمان سنوات ٍ بلهَ ما يسبقها من سنيٍّ كنت فيها غير رسمي ّ أعتقد أن هناك ما يخولني أن أفتش بعض الأوراق وأن أتسأل وأن أتظلّم وأن أقول ما يستجيش بخاطري من أمور علها توافق صحوة ضمير ٍ من أحد أولئك المسؤولين عن الأوقاف والمساجد .


إنه ما إن يتناهى إلى مسمعي ذكر إدارة الأوقاف والمساجد حتى تتسابق أمامي عددٌ من التساؤلات التي لم أجد لها إجابات وأظن أنني لن أجد .

- من المسؤول عن المحسوبيات وتقديم المعارف في خدمة المساجد وصيانتها ؟
- من المسؤول عن المحسوبيّات وتقديم المعارف في توظيف الأئمة والمؤذنين ؟
- من المسؤول عن الفساد الإداري المتفشي داخل أروقة تلك الدائرة الموقرة ؟


عدد من التساؤلات التي تؤيدها حقائق ووقائع أراها أنا بأم ِّ عينيّ أو أسمع بها من أناس عايشوها وكان بطلها بالطبع إدارة الأوقاف وكان ضحيتها إما إمام المسجد أو المؤذن أو المسجد والله المستعان .

ولا ريب أخي الكريم عند أي شخص له أدنى صلة بالأوقاف أن الأصل أن الأوقاف مسؤولة تماما ً عن تكدير الصفو ومحاولة التطفيش وإعادة بث التعاميم التي تغيّر تواريخها فقط ثم توزع في نفس التوقيت من كل سنة .

والمضحك في ذات الوقت أن هذه التعاميم الخطيرة والتي تستطيع أن تأخذ منها نسخا واحدة بالضبط بتواريخ متشابهه تختلف فيها الأعوام فقط من درج اي إمام في بريدة قد تأتيك في أوقات تكون هي منتهية الصلاحية فمثلا تعميم حث المصلين في رمضان على صلاة التراويح من الطبيعي أن يأتيك مع تعميم حث الناس على صيام يوم عاشوراء مع الأخ المراقب الذي جمع تعاميم خمس شهور في يوم واحد ؟

يااااألله المراقب خمس شهور ( لا حس ولا خبر عن المسجد ) هذا جدا طبيعي إذا علمت أن المراقبة من السهل أن تحصل عليها وتتوظف على وظيفة إمام ولكن الفئة التي تتوظف عليها على حسب قوة الواسطة فإن كانت الواسطة من الوزارة وكانت شخصية كبيرة فربما تحظى بوظيفة إمام وخطيب فيكون مرتبك وأنت عند أم العيال مايتجاوز الأربعة آلاف ريال إن لم أكن واهما وتتدرج الفئة على حسب قوة الواسطة كما ذكرنا .


صدقوا أحبتي أنه كان يراقب على أحد المساجد التي أعرفها قبل فترة شاب ( مودرن ) ( قصة وثوب مخصّر ) وفوق كل هذا ( مفحط بارع ) وللأسف فواسطته كانت قويّة للغاية فقد كانت واسطته أبوه في وزارة الشؤون الإسلامية حيث وظفه على مساجد قريبة جدا من حيّهم . ياللمسخفة .

حدث لي مرة مع هذا الشاب البديع حدث حيث كان يراقب فترة من الفترات على المسجد الذي أؤمّه خلال إجازة حبيبنا المراقب فلحقته ذات مساء حيث صلى معنا ويبدو أنه على موعد مع وجبة تفحيطيّة دسمة فلم يكن هناك من وقت ليعطينا التعاميم فاكتفى بنظرة وذهب المهم أنني لحقته ويشهد الله انه أمامي ما إن تعدى المسجد حتى فرد قصّته وراح في ( زعقات وجدعات ) جميلة للغاية والغريب في الأمر أنه لم يخجل من نفسه حين أوقفته قسرا ً لأسأله عن بعض الأمور وهو بقصته حيث اكتفى بطاقيّ!ة بعد أن سلّم عليّ .

من السؤول عن توظيف أمثال هذا النكرة ( لا أحد ) لأن والده أحد أقطاب الشؤون الإسلاميّة الموقرين ولا أحد يمكن له الإعتراض على هذا أبدا .

وبإمكانك أخي الكريم أن تتجول في أروقة الأوقاف وتسأل عن مراقبيها وموظفيها لتجد العجب العجاب من أناس يتمتعون بعدد من الوظائف لانهم يعرفون فلان وفلان .

وليس من غرابة هنا بعد معرفتنا لمدى تفشي المحسوبيّة في الأوقاف أن نعرف أن ابن أحد مسؤولي التوظيف في الأوقاف يؤم مسجدا لا تتعدى مساحته ربما خمسة أمتار في ستة عجز صاحبه من المحاولات في ترسميه حتى يكون له إمام راتب وما إن تقدم له ابن المذكور أعلاه حتى نزلت له كرامة من السماء بوظيفة إمام على فئة ( أ ) ياللعجب .

أما قضية الفرش والعمالة والصيانة وهي ما بعثني على الكتابة وهي ما أشجاني أنني عايشة قصصا مؤلمة في هذا والله إنه يندى لها الجبين .


اتمنى أن تسمحوا لي بجعلها في رد آخر فلقد مللت من الكتابة . .


يتبع . . !!