بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الــوَطــَـنــيــَّـةُ الــمُـزَيَّــفـَــة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-09-2007, 02:27 AM   #1
الناقد1
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
الــوَطــَـنــيــَّـةُ الــمُـزَيَّــفـَــة








كانت سيارة أبي عام 1987 " تقريبا " من هذه النوعية
بالنسبة لسيارات الحي كانت تعتبر نخبوية و فاخرة ، بينما كنت أتمنى لو استبدلها والدي بوانيت أنعم به حيث الهواء الطلق والمساحة الأكبر للحرية
وأذكر أن الكريم ابن الكرام عبدالباري بن أحمد العبدالله المشيقح ، كان طفلاً يلعب في شارع الحي ، وقد عبث بتمثال تلك المرسيدس ذات ظهرية فأرداه كسيرا ، بعد صلاة العصر هب هذا الصبي المؤدب ولحق بأبي وسلم عليه وهو يطرق رأسه خجلاً ، مقدماً إعتذاره الشديد عما بدر منه ، وقال بأنه هو من كسره ولكنه لم يقصد ذلك ، في هذه الأثناء أخرج من جيبه 500 ريال ليقدمها عوضاً عما كسرت يداه
لم يغب عن ذهني موقف هذا المواطن الصالح ، و ردة فعل أبي الذي أثنى عليه وشكره كثيراً وطلب منه أن يعيد المبلغ إلى أهله ويشكرهم على بادرتهم تلك



مازال عالقاً في الذهن من ذكريات تلك المرسيدس بيرقين متقاطعين وضعهما والدي فوق المقعد الخلفي ، حيث المساحة الخالية بالقرب من الزجاج ، كان يحرص على أخذ هذين البيرقين معه إلى أي سيارة اخرى يقتنيها
لقد كانا بيرقين ، مستطيلا الشكل ، حيث عرضهما يساوي ثلثي الطول ، و أرضهما الخضراء يزينها عبارة كتبت بخط الثلث " لا اله إلا الله محمد رسول الله " ، وتحت هذه العبارة سيف عربي أملح حيث القوة والمنعة والتضحية وقبضة هذا السيف باتجاه سارية العلم
رغم أن أبي زين سيارته بهذين العلمين ، إلا أنه لم يكن يحدثني أو يحثني على الوطنية " وفق مفهومها الحالي " ، كانت وصاياه تتمثل باستغلال الصغر لحفظ كتاب الله ، يحدثني كثيراً عن أمنيته لو سارت له الأمور كما سارت لنا لكان تفرغ لذلك الهدف الحلم بالنسبة له
كانت مجمل وصاياه تتمحور حول الدين ، فكان أن أخذت من الدين فقه المواطنة
إنما .. ولأني واحد من هذا الوطن ، فقد كان لزاماً علي أن أكون ممثلاً في مسرحية صامتة لزيف اسمه الوطنية
كنت منسجماً بالأمس مع مسرحية فوتوغرافية صامتة يملئها الزيف الوطني ، رغم الرتابة حيث لا أحد يتفوه بكلمة تأخذك ، وليس هناك إضافات صوتية تضفي على الحدث ضجيجا
إلا أني أطفأت أنواري الشخصية ، وفتحت ستار خيالي واتكأت بيدي على خدي أبصُر فعلهم هذا ، وأزنه بميزان العقل والوطنية الحقـّه
كانت هناك مجموعة تقف وبأيديها أعلام ، وأخرى موسّمة بوشاح أخضر
وهات يا صور
فجأة أخرجني بعض الزملاء من وسط بانوراما مسرحيتي الخيالية
لقد تجمهر حولي زمرة وجدت نفسي مضطراً لقبول طلبهم و إيقاف مشاهدي الخيالية ، خلاصاً من جرجرتهم
لا أخفيكم أني خفت من العُجب وإلا لقلت تم الاختيار .. لشماغ جديد أرتديه .. و حتى تطلع الصورة أحلى !
ما دوري أيها الاخوة ؟
هؤلاء الجالسين على المقاعد ، نريد من حضرتك أن تقف أمامهم لنصورك وأنت تمثل دور المرشد في مسرحية الزيف الوطني تلك
خلال العمل على التفاصيل لابتداء التصوير ، الذي لم يرقَ إلى أدنى المستويات الفنيـّة ، طلب مني المصور أن أدخل مسبحتي في جيبي !
ألم أقل أني كنت منسجماً مع التفاصيل الدقيقة لمسرحية الزيف تلك
وقفت ورفعت يدي متفاعلاً مع حديث وهمي والمصور يطلب من الدمى الصامتة النظر إلي بتركيز !
أخذ كماً زائداً من الصور
أنا قمت بالدور
وماذا بعد ؟
من الغد ، نطقت مسرحيات الهزل الكثيرة ، صوراً في الصحف ومانشيتات كذب ونفاق ، وسخافات بحجم برنامج ( بطاقة مواطنة )
قمت بدور الزيف هذا كما أردتم
هذه وطنيتكم ردت إليكم ، فأنا لم أجد في هذا التعبير عن الوطنية إلا سذاجة وتخلفاً فكرياً وتدنيس للذوق الوطني العام
سأذهب لأرتاح قليلاً فغداً هو اليوم الوطني ، ولابد أن أجد لنفسي مكاناً في هذا اليوم
لقد بت تائهاً مع نفسي في هذا اليوم ، أريد أن أعبر عن وطنيتي
أيمكن أن أحمل علماً أجوب به خلال بريدة ؟
أم أصرخ بأعلى صوتي أحبك يا وطني ؟
هل أسبح بحمدك أيها الوطن وأقدس لك ؟
خرجت كما أنا ...
قابلت أحد العاطلين
دحيما بيه
كيف هو بالنسبة لك اليوم الوطني ؟
والله يا أخي رأيت أختي الصغيرة اليوم ومعها علم من المدرسة فعلمت بيومهم الوطني
وأنت
قال : وش لي بالوطن علشان يمثل لي اليوم الوطني شيئ !
الآخر
يقول سأحتفل باليوم الوطني بعد أن أستلم وظيفتي خلال الأيام القادمة ...
إنها الوطنية الماديـّة يا عزيزي
إنها علاقة الربحية التي سببتها الحاجة ، فهل سنجني منها حباً وولاءً لأوطاننا ؟
وماذا حينما تدلهم الخطوب ؟
أصحيح أن للمواطن حقوقاً ، و عليه واجبات ؟
بالاتجاه الآخر
أسمع أحدهم يذكر فلاناً بأنه غيّب أبناءه عن مدارسهم يوم السبت لأجل أن يخالف تلك البدعة ، وقد يكون يهدف لإبعادهم عن أجواء التزييف الوطني .. ألا يمكن أن يكون خشي على وطنيتهم من التدنيس ! ؟
وكل على وطنيته يغني
حتى ليبراليون ولكن .. يعبرون عن وطنيتهم غرقاً في سكرة الوطن ، ويشربون نخب كأسك يا وطني !
وماذا عساي أفعل أنا ؟
أغلب الموظفين يقولون بأن اليوم الوطني فرصة للنوم !
وأظنها أقرب المخارج للهروب من الجدل في حكم هذا اليوم ، و التخلص من لوم من حرمتهم معاناتهم وحاجتهم عن تذوق الوطنية !
إنما .. النوم فكرة لا بأس بها
لكني أفقت من نومي كأيام الدوام العادية
بمزيد من الكسل و الإحباط
بات اليوم الوطني عندي مشكلة !
أطالع في منابر الإعلام الحر ، أجد حرباً بين مؤيد ومعارض ، وكأننا في خلاف على وطنيتنا
والسبب ماذا ؟ ... اليوم الوطني
ما الخطب يا قوم
تلك بلادي .. ولا أقبل الجدال في حب ساكنها ومساكنها
تلك لو دب الجفاف فيها لأسقيت ساكنيها من دمي ودموعي

مثلما يكمن اللظى في الرماد ** هكذا الحب كامن في فؤادي
لـسـت مـغرى بـشـادن أو شـاد ** أنـا صـب مـتـيـم بـبـلادي

هل نحن في معرض اختبار لوطنيتنا
و هل نحن بحاجة للحديث عن الوطنية بشكل منفصل عن الدين
لقد استقيت وطنيتي من ديني ، فعلمني فقه المواطنة
علمني أن حب وطني و ولاة أمري ، دين أدين الله به ، بحكم البيعة التي في عنقي لهم ، وأن نصرتهم من أعظم الواجبات ، وأن دمي سداً دون نحورهم أمام أي باغ أو معتد
وطنيتي .. السمع والطاعة في المنشط والمكره لولي أمري ، ما لم أجد منه كفراً بواحاً عندي فيه من الله برهان
وطنيتي إسداء النصح للحاكم، والذب عن عرضه حين ينال منه أي معتد أثيم
وطنيتي .. أن أكون صادقاً ومخلصاً في عملي ، وأن أتفانى في خدمة الآخرين
وطنيتي .. النصح والتعاون والتعاضد والتكافل مع من حولي ، لنكون كالجسد الواحد ، متى ما اشتكى منه عضو تداعى له البقية بالسهر والحمى
وطنيتي بر الجار ذي القربى والجار الجنب ، والصاحب بالجنب وابن السبيل ، والذود عن حياضهم بالغالي والنفيس
وطنيتي .. أن أصل الرحم ، وأحمل الكلّ ، وأكسب المعدوم ، وأقري الضيف ، وأعين على نوائب الدهر ، وأغيث ذا الحاجة الملهوف
وطنيتي ..إفشاء السلام على الخاص والعام ، و حسن الخلق و معاشرة الآخرين بالإكرام و الاحترام ، وبشاشة الوجه وطيب الكلام
وطنيتي .. الدعوة إلى الوحدة ، ونبذ الفرقة والافتراق
لقد تعلمت الكثير من خصال غاية في الوطنية ، فأصبحت أسعى لتحقيقها لأنها دين أدين لله و أتعبده به
ألا يكفي ذلك لأن أكون مواطنا صالحا ؟
وهل إذا ذهبت مذهب علمائنا في أن أعيادنا فقط جمعة وفطر وأضحى ، أكون مدنساً لوطنيتي ؟
وما الحل إذا كان لابد ؟
الحل بنظري أن يتخلص من علـّة العود ، بمعنى أن يكون يوماً غير محدد ، فيحدد حسب الظروف هذه السنة ، وحسب ظروف السنة الأخرى وهكذا
المهم أن يخرجوه من دائرة 23 سبتمبر ، ولكن ليس كما أخرجوه منها إلى أول يوم من الميزان !
أو كما فعلوا في حكاية مسمى العيد واليوم !
ثم بعد ذلك نخرج عن مسرحية الهزل الوطني
إلى مرحلة أكثر رقياً واحتراما
أريدها مناسبة بعيدة عن مرتزقة ومتزلفي هذا اليوم الذين يرقبونه بشغف ، أريدها قريبة من نقد علاتنا المالية ومشاكلنا الاقتصادية
أريد الانتقال من عبارات الكذب الربحية ، إلى عبارات تفتح لها منابر حرة لتعبر عن رؤيتها للوطن بهذا اليوم عبر بيان متجرد
أريد الانتقال من إفساد صرح الوطن ، إلى بناء الوطن
من العمل لأجل الذات إلى العمل لأجل السمو بالمجتمع والوطن
أريد تجفيف منابع الفساد المالي والفكري التي تغرق الوطن حتى كادت تخفيه عن الخارطة !
هؤلاء الذين يتسلـّون بتطويع السكاكين
وتطبيع الميادين
يتسلون بتضييع الملايين
وتجويع المساكين
ونهب بلادي
أريد .. وأريد ... ولكن هل يُسمع قولي !

اليوم الوطني بالنسبة لي هذه السنة ، كان تذكار لشيم أحد صحب الطفولة
وكان نزف لتلك السطور
وكان قراءة لقصيدة المصري العظيم مصطفى صادق الرافعي

بلادي هواها في لساني وفي دمي ** يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير فـيمن لا يحـب بـلاده ** ولا في حـليف الـحـب إن لـم يـتـيـم
ومن تـؤوه دار فـيجحـد فـضلها ** يـكـن حـيوانـاً فـوقـه كـل أعـجـم
ألـم تـر أن الـطـيـر إن جـاء عـشـه ** فـآواه في أكـنـافه يـتـرنـم
وليس من الأوطان من لم يكن لها ** فداء وإن أمسى إليهن ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزل ** تضيء لهم طراً وكم فيهم عمي
ومن يـظلم الأوطان أو يـنـس حـقـها ** تـجـبـه فـنـون الحادثات بأظلم
ولا خـيـر فـيـمـن إن أحـب ديـاره ** أقــام لـيـبـكي فـوق ربـع مـهــدم
وقـد طـويــت تـلـك اللـيـالي بـأهـلها ** فـمـن جهـل الأيــام فـلـيـتـعـلم
وما يرفع الأوطــان إلا رجـالها ** وهـل يـتـرقى الـنـاس إلا بـسـلـم
ومـن يـك ذا فـضـل فـيـبـخل بـفـضـله ** على قومه يستغن عنه ويذمم
ومـن يـتـقـلـب في النـعـيم شـقى بـه ** إذا كـان مـن آخـاه غـيـر منعم

إنما هل تعلمون
في عام 1436هـ .. العاشر من ذو الحجة ، يوافق يوم عيد الأضحى المبارك إن شاء الله ، وإن وقع ذلك فهل سيوجد من يبحث عن قانون في إذا ما اجتمع اجازتين في يوم واحد ، علـّه يظفر بزيادة يوم في الاجازة ؟
إنهم مولعون بالاجازات ! ... لكن هل ستستمر تلك العلاقة الغرامية حتى 1436؟

حدثني عن وطن مات بنوه
حدثني عن وطن حياً دفنوه
حدثني عن وطن قتلوه
وطني قتلوك
ورموك على الساحل في منتصف الليل
سلمناهم بيد الله
كان المطر الأحمر يغسل كل الأشياء
ويمنع نزف دماه
غسل الجرح النازف من رأسك أو من قدميك
سجدت كل سحابات الدنيا بين يديك
ياوطني .....................
صــلى الله عـليــك
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن

آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 24-09-2007 الساعة 02:40 AM.
الناقد1 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 06:37 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)