[كويتي]

..ختامها «شبزي»!!


.. في اليوم ما قبل الأخير من شهر الصوم الكريم، وقبل 24 ساعة فقط من مغادرتي البلاد الى «أسوان» في جنوب مصر لقضاء عطلة دافئة بين أحضان الفراعنة، وصلني قبل آذان المغرب بقليل «جدر عيش مشخول أصلي» و«جدر مرق شبزي باللحم الهرفي» ارسله لي الأخ العزيز «جهاد العطار» المخرج المسرحي المتميز، بالطريقة الكويتية القديمة التي اوشكنا على نسيانها تماما نتيجة وجود «ساندي» و«ماندي» و«ميري» و«سانتي» و«مشرف» و«مونيكا».. وبقية الأسماء القادمة من الجهات الاربع لقارة آسيا!! اذا كانت العرب اعتادت على القول.. «ختامه مسك» لكل شيء ينتهي بأمر جميل، فقد كان رمضان -بالنسبة لي- «ختامه... شبزي» ولله الحمد، ثم سافرت وأكلت الفول المصري بكل طرق اعداده من الفول بالبصل والفول بالسمن والفول بالطحينة والفول بالبقدونس وحتى الفول.. بالبيض! اذن؟ لقد كنت محظوظا الى اقصى حد، لكن شخصا آخر لم ينل حظي السعيد هذا، ويعيش على مسافة 1500 كيلومتر بعيدا عني، وبالتحديد، في منزل صغير بمنطقة «رام الله» بالضفة الغربية المحتلة واسمه.. «ابن الستين الف شــ...»! لقد ختم عرفات قضية الصراع العربي الفلسطيني طيلة 53 عاما بـ«التبن» لا «بالمسك» وها هو الآن حبيس احدى غرف ذلك البيت ممنوع من مغادرته بأمر «معازيبه» في «تل ابيب» بعد ان تحول الى «مونيكا» و«ساندي» و«ميري» حين طبخ لهم كل قراراتهم على نار قضيته، ثم بطش بأبناء شعبه وقدمهم كـ«طبق حلويات» الى رئيس الحكومة الاسرائيلية! هذا هو ختام أعمال «عرفات» الذي خان سوريا ولبنان والامة العربية بأسرها حين ذهب الى «اوسلو» سرا وفعل ما فعل، وهذه هي نتيجة افعال الرجل الذي طالما كان يصرخ بوقاحة منقطعة النظير قائلا.. «انا الرقم الصعب في معادلة الشرق الاوسط»، لنكتشف بعدها -ويكتشف هو بنفسه- انه ليس اكثر من «كسر عشري» بصفر وفاصلة على الشمال لا تجعله صالحا حتى للقسمة على.. واحد صحيح!!
لو كنت مكان عرفات -والعياذ بالله- لخرجت متسللا تحت جنح الظلام -كما فعلت في ايلول 1970 في الاردن- متجها الى «الناقورة» ومنها الى جنوب لبنان حتى بيروت لأغادرها بحرا كما غادرتها في عام 1982، وقاصدا الوجهة ذاتها وهي.. تونس لأطلق من هناك نداء «الكفاح المسلح» الحقيقي هذه المرة وليس الكفاح «المشلح»، وحتى لا يسجل التاريخ انني قد وأدت الانتفاضة الفلسطينية بيدي، فأدخل الى مزبلته من اوسع فتحاتها.. ان وجدت لي مكانا فيها بعد ان امتلأت بطغمة العراق الحاكمة و.. غيرهم!

ھھھ

.. ردا على منع مغادرته الى «بيت لحم» للمشاركة في احتفالات «عيد الميلاد»، قال عرفات .. «سأذهب الى هناك ولو سيرا على «الاقدام»! هذا يذكرني بقول المرحوم الملك حسين حين قال في احدى خطبه عن القتال ضد الاسرائيليين..«سنقاتلهم بأظافرنا وأسناننا»، وكانت النتيجة توقيع اتفاق «عربة» وتأجير اسرائيل ربع الاراضي الأردنية التي استردها لمدة نصف.. قرن!!


عن الوطن -علامه تعجب - فؤاد الهاشم