[العمدة]

# ومن ( جلد الذات ) ما قتل #



أنا .. أقل وأحقر من أن أقوم بنصرة الدين ، أو الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر أو الدعوة إلى الله .. فأنا العبد الضعيف ، الفقير لعفو ربه ، المثقل بالخطايا والذنوب .. إذ ليس لمثلي أن يقوم خطيباً ، ولا يدافع غيرة ، ولا .. ولا ..


سيل من نقد النفس وجلد الذات لا نهاية له .. يؤدي بصاحبه إلى القعود عن العمل للدين بجميع أشكاله وألوانه !!


والسبب في ذلك - في نظري - هو ( المثالية ) التي ننشدها في شخص الداعية أو العامل لهذا الدين ، إذ يجب أن يكون ( ملتزماً ) ظاهرياً كأول شرط لصلاح دعوته !! أو لقبولها من الناس .. ولذلك تجد الناس يستغربون من المقصرين قيامهم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى .. هذا هو الواقع المر ..


بينما المفترض .. أن يكون الناس كلهم صالحهم ومقصرهم دعاة إلى الله تعالى على ما فيهم من قصور ؛ ومن يسلم من القصور ؟! وأهل العلم يقولون : ( حقٌ على متناولي الكؤوس ( الخمور ) أن ينهى بعضهم بعضاً ) ، إذ ليس الوقوع بالذنب مبرراً لعدم القيام بواجب النهي عن المنكر !! فلا يجمع بين سوءة الذنب وذنب آخر هو عدم الإنكار ..


ولنأخذ العبرة من قصة ذلك الصحابي الجليل - رضي الله عنه - يوم جيء به ثملاً في معركة القادسية لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - فكان عقابه وضع رجليه في القيد ومنعه من شرف الجهاد في سبيل الله تعالى ، فقال أبياتاً من الشعر تكتب بماء الذهب ، ليس هذا المهم ، بل المهم هو موقف الصحابي الجليل إذ لم يمنعه شربه للخمر أن يقوم بفريضة الجهاد ، وليس هذا فحسب بل لم تقلل من ولعه بالقيام بفريضة الله تعالى ..


ولهذا أقول : إن مصطلحات مطوع وغير مطوع , وملتزم وغير ملتزم !! تساعد - في نظري - في زيادة الفجوة بين أصحابها وبين القيام بأمر الله تعالى وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالجميع مسلمون متفاوتون في إيمانهم حسب قربهم وبعدهم من القيام بأمر ربهم ، ومهما كانت درجة إيمانهم فهم كلهم مأمورون بالعمل للدين بجميع أشكاله وأنواعه .


والله يستر !!






: