[هادي في الظلام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فان الله عزوجل فضل ابن آدم على كثير ممن خلق تفضيلا ومن أعظم ماميز الله به الانسان
هو العقل فبه يعرف الحق من الباطل
وقد جعل الله لكل شيء قدرا فالعقل مادام في مكانه الصحيح فانه نعمة عظيمة للانسان
واما اذا طغى عن حده فانه يورد الانسان المهالك
وأهل السنة والجماعة قد استعملوا العقل في مكانه الصحيح ولم يهملوه كما هو فعل الصوفية
ولم يجعلوه حاكما على الشريعة كما فعله المعتزلة
بل هو في منزلة بين المنزلتين
وكذلك في باب التحسين والتقبيح العقليين فهم وسط بين من أهمل العقل وقال ان التحسين والتقبيح مستفاد من الشرع فقط وهم الاشاعرة وبين من قال انه مستفاد من العقل وهم المعتزلة
ولقد تكلم على هذه المسألة ابن تيمية كلاما نفيسا في رسالة صغيرة مطبوعة ضمن الرسائل المهداة الى محمود شاكر بمناسبة بلوغه السبعين عاما حققها د. محمد رشاد سالم
ولقد نبتت فينا نابتة غريبة علينا ففتحت لعقلها المجال في التفكير في كل شيء حتى في بعض مسلمات الدين وما أوتوا ذلك الا من جهة هوى في أنفسهم خفي عليهم
ومن جهة فهمهم للشريعة الاسلامية فذاك يأتينا من جهة ان الشريعة سمحة لاتاتي بمثل هذا وذاك يقول ان عقلي لايستوعب هذا فلهذا فانه يكون باطلا وذاك يدعو للتجديد لكي يهدم أصولا في الدين
ويجعلون احد المقدمتين للنتيجة صحيحة والاخرى باطلا لتصبح النتيجة بالتالي باطلة
وغاية ما يفعله أحدهم ان الفكرة تهجم عليه فلا يصبر حتى يحاكمها وانما يدبجها بيراعه ثم يبين له خطأه فيها فيصعب عليه التراجع عن هذا الخطأ

ولقد بلغ بي الحزن مبلغا عظيما حينما رأيت شوبا من ذلك في مقال أحدهم
في هذا المنتدى وهو المدعو (( قرطبة ))
حيث كتب مقالا عنونه بقوله ((حديث معاذ حديث مكذوب )). .
وساق فيه مالا يخطر على عاقل ان يصدقه ومنها
1_ عنون مقاله (( حديث معاذ حديث مكذوب)) ثم قال ((هذا الحديث هو ضعيف في نظري ))
ولا أعلم كيف يملك هذا الكاتب الجرأة العظيمة وهو لايفرق بين الضعيف والمكذوب والتفريق بينهما من الأبجديات التي يعرفها كل طالب علم مبتدئ بل كل من أمعن في معنى الكلمتين
2-قال تلك الجملة عبارة عن سؤال لا أرى له داعٍ البتة , فقد شككت فيه حين علمت خطأ ذلك السؤال .
وأقول له كيف لنا أن نقتنع بكلام شخص أتى بعد 1400 سنة ويرى أنه لاداعي للسؤال
ولو تمعن هذا الكاتب بسياق الحديث قليلا لعرف كيف صح ان يسأل معاذ هذا السؤال ولقد سأل من هو أفضل من معاذ كما سأل موسى فقال لله (( كل عبادك يقولون لااله الاالله ))
3- ولست أدري كيف تأتيه الصحة وهو مرتكز على سؤال لا ينم عن رجل راشد
وأنا أقول تأتيه الصحة من سنده والاسانيد هو مدار التصحيح والتضعيف لاآراء الرجال
4- خلطه العظيم بين المصطلحات البدائية فمثلا يقول ((إذ وردت فيه جملة لا تستقيم وفهم معاذ , ولا يحسن أن تكون من مثله )) وفي آخر الكلام قال (( فيستحيل أن يسأل معاذ هذا السؤال وهو من هو في نباهته وعلمه .))
وأنا أتعجب كيف يجرؤ شخص على تخطئة الائمة وهو لايعرف الفرق بين عدم الحسن والاستحالة
إذ لو فكر بعقل حصيف لعلم أنه لا يستحيل في العقل شئ الاشريك الباري عزوجل
5-قال (( فلو كان السائل غير معاذ لصدقت بالحديث ))
فلو كان الناقل عن النبي صلى الله عليه وسلم غير معاذ كأبي بكر وعمر فهل سيرد الحديث أولا
وهل سيورد عليه ماأورد على هذا الحديث ام لا
_________
وما أوردت في هذا المقال الانزرا يسيرا مما في جعبتي حول هذا الموضوع واستشهدت بالأخ قرطبة لأني شممت في مقاله نفسا غريبا

وفي الختام أدعوهم بأن يعودوا الى حظيرة العلم النافع وأن يصرفوا جهودهم الى مافيه نفع للاسلام والمسلمين