|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
14-10-2007, 02:56 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
لِـ نصنعـ .. [ الـ حُ ــب ]
.
. لِـ نصنعـ .. [ الـ حُ ــب ] ليس الـ حُ ـب بطبع قُبلة على اليد أو الكتف أو الخد أو الجبين .. وليس الـ حُ ـب بالنطق بأربعة حروف أبجدية .. وليس الـ حُ ـب آلةً موسيقية نُجيد العزف على أوتارها .. ولكن الـ حُ ـب إحساس وشعور نتبادله مع الآخرين .. ولن يتلذذ الإنسان بحلاوة الـ حُ ـب حتى يتذوق غيرهـ طعم حُبه .. إذا أردنا صناعة الـ حُ ـب فنحن بحاجة لصناعة حياة بأكملها .. فما أمر الحياة بلا حُب .. ودائماً ما أُسمي هذا الـ حُ ـب بأنه سكر الحياة .. فلا تكتمل السعادة إلا بالحب .. ومن المُحال أن يبقى الحب في نفس قاسية .. وما الـ حُ ـب في نظري سوى حُبّين.. فالأول حُب مؤقت .. والآخر حُب دائم : فالحب المؤقت هو الـ حُ ـب الذي يبنيه الإنسان من أجل حاجة يُريدها .. فهو في غنى عنكـ حينما يأخذ ما تشتهيه نفسه من غرض الدنيا . وأما الـ حُ ـب الدائم .. عسى الله أن يديم الحب والمحبة بيننا .. وهو مايبنيه الإنسان متقرباً بهذا الحب لله عز وجل .. وما أحلى الـ حُ ـب في الله وبالله .. لنُدخل مع السبعة الذين يُظلهم الله في ضله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم ( رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) كما أخبر بذلكـ نبينا وحبيبنا . إن بداية طريق الـ حُ ـب والمحبة هو ابتسامة ترسمها على شِفاهـ الآخرين .. والتكلم معهم بلطف حين نُصحهم .. والعطف عليهم والتقرب إليهم حينما تقسو الحياة عليهم .. والرحمة والرأفة بهم في أحزانهم .. كم نحن بحاجة لـ صناعة الـ حُ ـب والمحبة بيننا .. فالصغير والكبير والقريب والبعيد بحاجة لهذا الـ حُ ـب.. حتى الحيوان يشعر بذلكـ حينما نُبادله إياهـ .. وهو بلا عقل يحكمه .. هكذا قالوا .. انظر إلى الصغير .. حين نُقدم إليه أبسط الأشياء وأبخسها .. ولو ريالاً واحداً .. تجدهـ يُكن لك محبةً ما الله بها عليم .. ولكن براءته وصغر سنه تقف حائلة في التعبير عن هذا الـ حُ ـب الذي في داخله فلا يُجيد سوى التفوهـ ببضع كلمات قائلاً ( أنا أحبك ) .. ما أجملها من لسان ذلكـ الصغير حينما ينطق بها متقطعة يتلعثم لسانه حين يجمعها .. هذا وهو الطفل الصغير هكذا يعبّر عن شعورهـ .. إذاً نحن أولى كوننا أكثر منه ثقافة وتعليماً في التعبير عن الحب بيننا .. كنت أسير أنا وأحد الصغار على قارعة الطريق .. فمرور السيارات من جانبي الأيسر وهو في جانبي الأيمن .. وما أن كنا نسير حتى سمعنا صوت صرير الإطارات المزعجة خلفنا .. سرعان ما مسكـ بيدي وتنحى بي جانباً .. وعندما نظرت خلفي فإذا هي حركات مراهقين تافهة .. يُريد بها هذا المراهق ترويع الناس بإزعاجه .. المهم عاودنا سيرنا .. وما أن أكملنا مسيرنا حتى غيّر هذا الصغير مكانه وانتقل إلى جانبي الآخر .. إذاً يكون هنا مرور السيارات في جانبه .. سألته عن فعلته هذه لماذا ؟! فأجاب بكل براءة قائلاً : حتى إذا جت سيارة تبي تصدمكـ تصدمني أنا .. لأني أحبك ولا أبغى يجيلك شيء !! ابتسمت خجلاً منه .. ثم أكملنا سيرنا هل هذا غلو في الـ حُ ـب ؟! .. وهل أصبح الـ حُ ـب تضحية ؟! .. أم هي آمال وأفكار في نفس الصغير زائفة .. كل ما قاله هذا .. ولم يعش بيننا سوى أيام معدودة .. ولم يأخذ منا سوى كلمات جميلة .. وأخرى منحت لنفسه الثقة وبثت فيها الطمأنينة .. ياواهبَ الإنسان أسباب الهُدى *** يا مـن بحمـد العـالمين تفـردا لي عند بابك دعـوةً فيها رجا *** احشر أحبتي تحت عرشكـ سُجدا ثم اسقهم بيد الحبيب محمـدا *** مـاء هنيـئـا سلسبيـلاً طيبـا أخيراً فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان عذراً .. فعذراً .. ثم عذراً على الإطالة وركاكة الأسلوب دمتم في حفظ الرحمن ورعايته . .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
الإشارات المرجعية |
|
|