بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الفقرات الصريحة لإرغام القريحة !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-10-2007, 05:10 PM   #1
الثائر الأحمر
عـضـو
 
صورة الثائر الأحمر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
البلد: بعيدًا عن "خبيب"!
المشاركات: 751
الفقرات الصريحة لإرغام القريحة !

ولم أكتب هذا المقال إلا تحديًا لهذا الجفاف الذي اعتراني منذ مدة طويلة، فإن كنت قد حرّكت لوحة المفاتيح خلال الفترة الماضية لكتابة مقالةٍ قرأتموها؛ فبالكاد.. منّة من القريحة تتفضل بها عليّ، رجعت إلى كتب شيخي الحبيب علي الطنطاوي -طيب الله ثراه- أستجدي من قلمه ما يستحث القريحة على الجود، فوجدت أنه لم يكن يعاني بسبب جفاف هذه القريحة؛ لأنه وبتلقائيةٍ رائعةٍ يُمسك القلمَ ويمشي به حيث يريد هو، وإن بالغت قريحته بالإكرام؛ سار به القلم وساقه إلى حيث يريده.. كما يذكر عن نفسه، وإن حدث فشحّت نفسُه فإنه لا يتوقف عن الكتابةِ، ولا يستسلمُ، ولا يَدَعُ اليأسَ يفيض على قلبه؛ بل تجده يكتب مقالة يصف فيها حاله مع جفاف قريحته، وشحُّ نفسه؛ لنقرأ درّة أخرى من درره لا تختلف عن بقية كتاباته التي كتبها مقبلا بنفسه عليها.

وتبقى الكتابة همًّا ورسالة.. أردّدُها مع الحضيف، وأقول لكل من يقرأ هذا المقال ممن رزقه الله –تعالى- صحة وفراغًا وجـِدَة؛ فيدخل المنتديات ويتابعها... اكتب. التفت لنفسك ولتبصر الهمّ الذي تحمله.. واكتب. لتقتل احتقار النفس، ولتثق بما تملك.. واكتب. اكتب مرّة ومرتين وثلاثة.. لن يقرأ لك أحد، إلى مائة مرّة ربما لن يحفل بمقالاتك من تطمع باهتمامهم، لكن اكتب. وخذ على نفسك عهدًا أن تكتب باستمرار.. ودون انقطاع، أعدك بأنك ستجد بعدها من يقرأ لك ويتابع.

سر أيها القلم الكسول واستحضر معي نصيحة أرْسَلها لي أحد الأساتذة الفضلاء: اقرأ ألف صفحة.. لتكتب صفحة. وقد صدق في ذلك ولو بالغ، فالقراءة زادُ القريحة، والاطلاع على أساليب الأدباء والتعمق في حروفها زادُ حسّك الأدبي، واعتياد عينك على قراءة أحرفِ سادة اللغة وأساطين الأدب.. زادٌ لقلمك، ونصيحة الأدباء أن تقرأ النصوص الأدبية وتتأملها وتحفظها؛ ثمّ تحاكيها لتجد نفسك يومًا ما تكتب مثلها.. أو أفضل منها، وهذا وعدٌ آخر.

لا تقف عند العناوين أو اختيار الموضوعات، كثيرًا ما كنا -ولا زال بعضنا- نشكو من نضب منبع الأفكار وانقطاعه، لا يا صاحبي.. لا تأخذ الأمر على محملٍ رسميٍّ جاف؛ بل عبّر عن نفسك وتأمل في يومك بل في لحظات عمرك، ستجد العناوين والموضوعات تتقافز أمامك، أسرع وقيّدها بالألفاظ كما يفعل الأدباء. أتشعر بجفاف القريحة؟ إذن اكتب عن حالتك مع جفافها. أتعاني من هروب العناوين، وفرار الموضوعات؟ اكتب عن هذا الفرار وذلك الهروب. أتشعر بانغلاق نفسك، وانحباس روحك.. لتصوّر لنا بقلمك هذا الشعور المرّ.. لله درّ الكتابة؛ إذ تقيّد القيود، وتريدُ النفسَ على الكرم، وترغم القريحة على الجود.. وإن أبَتَا.

لحظة فاصلةٌ –كما يُعبّر عنها سلمان العودة- بين أن تفعل شيئا أو لا تفعل شيئًا، ومثل لها الطنطاوي –رحمة الله عليه- بصلاة الفجر؛ حين تكون بين نداءين، (قم) و(نم) فإمّا أن تفصل بالأمر؛ فتستجيب فورًا لـ(قم) مُستعيذًا بالله من منادي (نم)، أو أنكم تستسلم لنداء (نم).. فتنام متجاهلا نداء القيام. الفاصل بين أن تكتب أو لا تكتب؛ هو أن تمسك بالقلم وتكتب، فإما هذه أو العدم، كما قال أحد الأدباء: كل شيء أو العدم.

باختصار، داوم على الكتابة مع الاطلاع على أساليب الأدباء.. تكن كاتبًا.

هل كتبت هنا مقالًا؟

نعم..!

يا قريحتي! "موتي قهر".
__________________
يا صبر أيوب !
الثائر الأحمر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:12 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)