[السهم الصائب]

بسم اله الرحمن الرحيم

قال تعال( فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنزن).

لقد تكفل الله عزوجل لمن التزم منهج الله ان يمنحه الحياة السعيدة الصافية من الاكدار.
قال ابن القيم -رحمه الله-(الغموم والهموم والاحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة والاقبال على الله والانابة اليه والرضى به وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك اليه البته).

وان اعظم منحة يمنحها الله لعباده منحة التلذذ بلعبادة. واعني بها ما يجده الشخص من راحة النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر وسعة البال اثناء العبادة وبعدها وهذه اللذة تتفوات من شخص الى اخر حسب قوة الايمان وضعفه.

واللذة تحصل بحصول اسبابها وتزول بزوال اسبابها.ومنها

1-مجاهدة النفس على طاعة الله. قد تنفر فى بداية طريق المجاهدة ولكن اذا شمر عن ساعد الجد وصبر نال باذن الله ما يسعى له.قال الله تعالى(يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).ويقول رسول الله( المجاهد من جاهد نفسه في الله)

وفال احد السلف.مازلت أسوق نفسي الى الله وهي تبكي حتى سقتها وهي تضحك.

لأستسهلن الصعب او ادرك المنى**فما انقادت الامال الا لصابر.

واعلموا. ان النفس بمنزلة الدابه ان عرفت الجد جدت وان عرفت الكسل طمعت فيك وطلبت منك حظوظها وشهواتها.

2-ترك فضول الطعام والشراب والكلام والنظر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة)

واعلموا.ان راحة القلب في قلة الاثام وراحة البطن في قلة الطعام وراحة السان في قلة الكلام.
وترك فضول الكلام قال حبيبنا رسول الله(لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فان كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وان ابعد الناس من الله القلب القاسى).

3-ان يدرك المسلم ان سعادته متوقفة على تحصيله اهذه اللذة.
يقول ابن القيم -حمه الله-(فى القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها الا الانس به في خلوته وفيه حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفته وصدق معاملته وفيه قلق لا يسكنه الا الاجتماع عليه والفرار اليه وفيه نيران حسرات لا يطفئها الا الرضى بامره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك الى وقت لقائه).

4- اطابة المطعم.( قال رسول الله.(ان الله طيب لا يقبل الا طيبا).
وقال احد السلف(تركنا تسعة اعشار الحلال مخافة الوقوع فى الحرام).

5- البعد عن الذنوب صغيرها وكبيرها. يقول سفيان الثوري( حرمت قيام الليل بسبب ذنب اذنبته).

جلس الامام الشافعى بين يدي مالك وقراء عليه بعض الكلمات فقال له مالك( اني ارى الله قد القى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية).

ويقول النبى صلى الله عليه وسلم(اياكم و محقرات الذنوب فانما محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وذا بعود حتى حملوا ما انضجوا به خبزهم وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه.

اللهم اجعل ما قلناه حجه لنا لا علينا وان ينفع القايل والقارى به

وصلى الله على سيدنا محمد بن عبد الله .



السهم الصائب
23/7/23