|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-10-2007, 03:01 PM | #1 |
Guest
تاريخ التسجيل: Oct 2007
البلد: لم أجد من يحتويني .
المشاركات: 24
|
مـقـارنـة بـيـن الـزوجـة و الـعـشـيـقـة . . .
أم العيال , وحب الزوج الأول , وصاحبة الجلبة في قصر الأفراح , وصاحبة المناسبات العائلية الرسمية , يحبها , لكنه الحب الثلجي الذي قلما تكون العاطفة فيه مشبوبة , ومتأججة , بل هو الحب التقليدي الذي يأتي طوعًا حين ينظر إليها وإلى أولاده . صبره عليها كما صبره على الوظيفة التي تدر عليه قوت يومه وشهره , وصبره عليها ليس توخيًا واتقاء للشرور , وإنما لذلك الرباط الوثيق الذي وصفه الله بالميثاق الغليظ , فهو ما بين صبر عليها مرة , وما بين حب تقليدي لها ولأولادها منه , وما بين رحمة بها وبهم ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) . كأن كثيرًا ( أقول كثيرًا ) من الرجال لا يحبون زوجاتهم , وفي الوقت ذاته لا يكرهونهن , وإنما هم بمنـزلة بين المنـزلتين , فإن سادت المشاكل فيما بينهم , فإنما تُحل سريعًا حين ينظران إلى بعضهما بنظرة العقل دون العاطفة , قد يكون للعاطفة دور حين يرحم الزوج زوجته كما يرحم أبناءه منها , فما بال العشيقة تختلف عن ذلك الحب والعشرة ؟ ! زمان الصبا , والحب العذري , وآهات التوجس من عذابات الحب قلما تكون للزوجة , وإنما تنصرف إلى العشيقة التي ينطبق عليها في مجتمعنا تلك الحكمة القائلة : كل ممنوع مرغوب . . . الحب – كل الحب – لها , وفيها تجود نفسه بمشاعر رقيقة إليها , فكأنه ينشد حبه الضائع حين ألجمه بلجام الزواج , وراح يبحث عن تلك الحركات التي يكون فيها التخفي والخلسة , وما أجمل الحب حين يكون في خلسة وتوقي عين الرقيب الرائي !! الحب وأشواقه , ودموعه وتنهيداته كلها مصوبة إلى العشيقة , وما رأيت أحدًا منا قد حدَّث زوجته بحديث المحبين , إلا اختلط في عقله , وراح يقول : المرأة لا يحسن أن تعرف منك ثلاثة أشياء : حبك الكبير لها , ومقدار رصيدك في البنك , وعلاقاتك العاطفية السابقة , فإن علمت بواحدة منها فلا تأمن على نفسك الحياة الضنك منها , فكيف إذا علمت الزوجة بها مجتمعة ؟ ! رعى الحب العشيقة , وأولاها إخلاصًا ينقطع نظيره , وراح المحبون يهيمون فيمن يعشقون دون زوجاتهم , منهم الشعراء وغيرهم , حيث تجود قلوبهم بكلمات حانية , وبهدايا فاخرة , وبأشواق تنبئ عن عظيم العلاقة والحب الأبدي , فإذا المحبون يشتاقون إلى معشوقاتهم , ويلبون لهن مطالبهن على أطباق من ذهب , فترى المواعيد تكثر , ومتابعة أحوالهم فيما بينهم متتابعة بلا انقطاع . لست أدري لو أعطى المحبون حبهم لزوجاتهم كيف سيكون المجتمع ؟ ! وما أدري كيف سيكون المجتمع لو فقدَ المحبون معشوقاتهم غصبًا بلا اختيار منهم ؟ ! وليت شعري لو تزوج المحبون بمعشوقاتهم ؛ هل سيكنَّ مثل الزوجات السابقات , ويبدأ المحبون بالبحث عن عشيقة جديدة ؟ ! محبكم قرطبة . |
الإشارات المرجعية |
|
|