[د.خالدالغيث]

يكفي مواصفات !



أكثر من خمسة آلاف قتيل سنوياً في حوادث السيارات بالمملكة والخليج ، غير الإصابات المروعة من سكتات دماغية ، و شلل نصفي ، ورباعي ، هذا فضلاً عما يترتب على ذلك من تشتت الأسر ، ونزيف مستمر للثروات البشرية والعلمية والاقتصادية .




إن التعاطي مع هذه الكارثة ينبغي أن يكون من شقين ، الأول : شرعي ، يتم فيه بيان دور الأدعية والأذكار في حفظ المسلم مثل أدعية الخروج من المنزل ، وركوب السيارة ، والسفر ، وكذلك حكم الشرع عما ينتج عن المخالفات المرورية من إزهاق الأنفس البريئة ، وإلقاء النفس إلى التهلكة.



الشق الثاني : مادي ، وهو الأخذ بالأسباب المادية لتحجيم هذه الكارثة ، وهذا الجانب يشترك فيه المرور ، والإعلام ، وأهل الفكر ، والأدب ، من الرجال والنساء، وغيرهم من أفراد المجتمع .



وباب الاجتهاد في الأسباب المادية باب واسع وعريض ، لذا ينبغي على الجهات الحكومية والمدنية ذات العلاقة أن تتعاون وتجتهد في استنباط الحلول المادية المناسبة .



وفي هذا المقام أذكر بسبب مادي مهم لم يأخذ نصيبه من الاهتمام بالرغم من أنه يأتي في مقدمة الأسباب المادية لعلاج هذه الكارثة ، بل هو حجر الزاوية فيها ، ألا وهو إعادة النظر في مواصفات السيارات في العالم العربي ، لأن ما يُصدّر إلينا فيه ضعف ظاهر في شروط الأمن والسلامة ، لدرجة أن الدول الغربية ترفض أن تدخل أراضيها تلك السيارات التي تحمل مواصفات التصدير إلى العالم العربي ! ، لذا ينبغي أن تقف الجهات ذات الاختصاص في العالم العربي مع قضية المواصفات وقفة جادة ، فيها الكثير من الشفافية !



وعلى أية حال فإني أدعو القارئ الكريم للدخول إلى المواقع الأوربية والأمريكية المتخصصة في اختبارات الأمن والسلامة على السيارات ليقف بنفسه على الحقيقة المرة لكثير من السيارات التي ترتع وتلعب في العالم العربي ، مع الأخذ بالاعتبار أن تلك المركبات التي تم إجراء التجارب عليها تحمل المواصفات الأوربية والأمريكية ، وليست مواصفات العالم الثالث!



ومن أجل الوصول إلى حلول عملية لقضية المواصفات فإني أقترح ما يلي :



1- أن تقوم الجهات الحكومية ذات العلاقة في العالم العربي باعتماد المواصفات الأوربية بالنسبة للأمن والسلامة .



2- إصدار دليل سنوي مفصل عن مستوى الأمن والسلامة للسيارات التي تصدر إلى العالم العربي ، أو ترجمة الدليل السنوي الأوربي والأمريكي الذي يرصد مستوى الأمن والسلامة لموديلات كل سنة بسنتها .



وهذا المجال باب واعد للاستثمار من قبل رجال وسيدات الأعمال ، وذلك عن طريق إصدار دليل أو أكثر سنوياً.



3- إصدار مجلات شهرية أو فصلية تعنى بأمن وسلامة السيارات ، والإطارات (الكفرات ، العجلات ، الدواليب ) كما هو معمول به في أوربا وأمريكا.



وهذا مجال آخر للاستثمار في أمور تفيد المجتمع ، بدلاً من عشرات المجلات التي تصدر سنوياً في العالم العربي ، والتي تحصر اهتمامها في الأمور الكمالية ، وجوانب الترف ، والرفاهية .



4- تأسيس مواقع عربية على الشبكة العنكبوتية ، تعنى بجوانب الأمن والسلامة ، على غرار المواقع التالية :



1- http://www.euroncap.com/index.php



2- http://www.nhtsa.dot.gov/cars/testing/ncap/



5- إلزام شركات السيارات بوضع درجة تصنيف كل سيارة من حيث الأمن والسلامة مع دليل السيارة ، ليكون المواطن على بينة ، وليكون كذلك حافزاً للشركات المصنعة لتحسين مستوى الأمن والسلامة في مركباتها.



هذا والله تعالى أعلم ، ويكفي مواصفات !





خالد الغيث

km750@islamway.net