|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-11-2007, 10:33 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2007
البلد: في زمن الغربة
المشاركات: 836
|
حكم النظر إلى المردان ؟ ( الفتنة نائمة لعن الله موقضها )
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفضل خلق الله ، أما بعد : فعندما رأيت في منتدانا جراثيم تحكم عقولها بعيدة عن كلام الشارع الحكيم وتكتب عن أمور قبيحة ومحرمة برؤية نفسية لا شرعية وهم كثير في هذا الزمن لا كثرهم الله بيننا رأيت لزاماً علي أن أكتب حكم شرع الله في ذلك ناقلاً أقوال العلماء في ذلك وجميع ما سأكتبه ليس كلاماً لي ، بل كلام أهل العلم * * * فهذه رسالة مختصرة في حكم النظر إلى الأمرد حيث كثر السؤال عن هذه القضية سيما ممّن تتطلب طبيعة عملهم الوظيفي أو نشاطهم الدعوي والاحتسابي مخالطة المردان وما هذا الرسالة سوى تأصيل للمسألة وتفصيل القول فيها بإيجاز للعلم والإحاطة تعريف الأمرد : قال ابن منظور في اللسان (مرد) : ( والأمرد : الشاب الذي بلغ خروج لحيته ، وطر شاربه ، ولم تبد لحيته ، ومرد مرداً ومرودة وتمرد بقي زماناً ثم التحى بعد ذلك ) . قال الفرّاء : ( وتمرد الرجلُ إذا أبطأ خروجُ لحيته بعد إدراكه ) ينظر القرطبي 13/ 209 . وقال المناوي في التعاريف (1/ 647) : ( المردة : جمع مارد وهو العاتي من الجن ، ومنه الأمرد ، لأنّه في عنفوان الشباب وأنشطه ، ومنه شجرة مرداء : لا شوك فيها . وقال آخر : المرد : الأرض الخالية من النبات ، ومنه اشتقاق الأمرد لخلو وجهه عن الشعر . أحكام النظر إلى الأمرد : أولاً : النظر بشهوة : بوّب البيهقي في الكبرى ( 7/ 99) : باب ما جاء في النظر إلى الغلام الأمرد بالشهوة . قال الله جلّ ثناؤه : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، ثم قال : وفتنته ظاهرة لا تحتاج إلى خبر يُبيِّنها وبالله التوفيق ... ) قلت : قوله : ( ولا تحتاج إلى خبر يُبيِّنها ) أي : أنّ الافتنان بالأمرد ، أمر معروف ، لا يخفى فلا حاجة إلى خبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك ، لأنّه ساق ما لا يثبت من الأخبار ، وبيّن ضعفها ! ونقل الحافظ في الفتح (9/337) عن الغزالي قوله : ( لسنا نقول : أنّ وجه الرجل في حقها – أي المرأة – عورة كوجه المرأة في حقه ، بل هو كوجه الأمرد في حقّ الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط ) . وقال المرداوي في الإنصاف ( 8/28) : [1] ( ولا يجوز النظر إلى أحد ممّا ذكرنا – منهم الأمرد – لشهوة ، وهذا بلا نزاع قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : ( ومن استحله كفر إجماعاً ) . قلت : وقول الأئمة : النظر بشهوة ، أي التلذذ بالنظر . قال المرداوي في الإنصاف ( 8/30) : ( معنى الشهوة : التلذذ بالنظر ) . وقال ابن مفلح في الفروع ( 5/ 113) : ( وقال ابن الجوزي : كان السلف يقولون في الأمرد : هو أشد فتنة من العذارى ، فإطلاق البصر من أعظم الفتن ) . وقال زين الدين المليباري في الفتح ( 3/263) : ( ويحرمُ مصافحة الأمرد الجميل كنظره بشهوة ) . وقال أحمد بن غُنيم النفراوي المالكي في الفواكه الدواني : ( قال : فلا يحلُّ له النظر لأجنبية ، ولا لأمرد على وجه الالتذاذ للإجماع على حرمة النظر بقصد الشهوة لغير الزوجة والأمة قال ابن شعبان : النظر إلى الأمرد الحسن الصورة على وجه الالتذاذ كالنظر إلى الشابة . وأما النظر إليه لا بقصد الالتذاذ أو الخلوة به فلا حرمة لمن علم السلامة على مقتضى مذهبنا لكنّ السلامة في ترك ذلك ) . ثانياً : النظر بلا شهوة وقال المرداوي في الإنصاف ( 8/ 28 ) : [2] ( النظر إلى الأمرد لغير شهوة على قسمين : أحدهما : أن يأمن ثوران الشهوة ، فهذا يجوز له النظر من غير كراهة على الصحيح من المذهب ، وعليه أكثر الأصحاب ، وجزم به في الهداية والمذهب والمستوعب ، وغيرهم ، وقاله أبو حكيم وغيره ولكن تركه أولى صرّح به ابن عقيل . قال : وأما تكرار النظر فمكروه . وقال أيضاً في كتاب القضاء : تكرار النظر إلى الأمرد مُحرّم ؛ لأنّه لا يمكن بغير شهوة . قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : ومن كرر النظر إلى الأمرد وقال : إنّي لا أنظر بشهوة ؛ فقد كذب في ذلك ! وقال القاضي : نظر الرجل إلى وجه الأمرد مكروه . وقال ابن البنا : النظر إلى الغلام الأمرد الجميل مكروه نصّ عليه وكذا قال أبو الحسين . القسم الثاني : أن يخاف من النظر ثوران الشهوة . فقال الحلواني : يكره ، وهل يحرم ؟ على وجهين . وحكى صاحب الترغيب ثلاثة أوجه : التحريم وهو مفهوم كلام صاحب المحرر ، فإنّه قال يجوز لغير شهوة إذا أمن ثورانها . واختاره الشيخ تقي الدين[3] فقال: أصحُّ الوجهين لا يجوز . وقال المصنف في المغني : إذا كان الأمرد جميلاً يخافُ الفتنة بالنظر إليه ، لم يجز تعمد النظر إليه . قال في الفروع : ونصُّه : يحرمُ النظر خوف الشهوة . والوجه الثاني : الكراهة ، وهو الذي ذكره القاضي في الجامع وجزم به الناظم . والوجه الثالث : الإباحة ، وهو ظاهر كلام المصنف هنا وكثير من الأصحاب. والمنقول عن الإمام أحمد رحمه الله كراهة مجالسة الغلام الحسن الوجه . وقال في الرعاية الكبرى : ويحرمُ النظرُ إلى الأمرد لشهوة ويجوز بدونها مع أمنها ، وقيل : وخوفها . وقال في الهداية والمذهب والمستوعب ، والرعاية الصغرى والحاوي الصغير : وإن خاف ثورانها فوجهان ) . مفاسدُ النظَّر إلى المردان : 1- عموم فتنته للجنسين : قال ابنُ عقيل : الأمرد ينفق على الرجال والنساء فهو شبكة الشيطان في حقّ النوعين . قلت : ينفقُ على الرجال والنساء : أي يفتن الرجال والنساء ويحب كلّ منهم وصاله في الحرام عياذاً بالله . 2- تهييج شهوة الناظر : إنّ الناظر إلى الأمرد الجميل ، مهما كان تقياً فهو عرضة مع إمعان النظر ، وحدّ البصر إلى الافتتان به عياذاً بالله . قال ابن كثير: كان السلف يكرهون أن يحد الرجل النظر الى الأمرد . 3- افتتان الأمرد نفسه : لا ريب أن شعور الأمرد بإهتمام الناظرين اليه ، وإدامتهم تأمل محاسنه لن يخلو من مفسدة بل مفاسد منها : 1- شعوره بأنّه محط الأنظار ، ومهوى الأفئدة فإن كان ضعيف الإيمان ، هزيل التربية دفعه ذلك إلى صنع علاقات مريبة مع الذكور عياذاً بالله . أو شجعه جماله وحسنه على تصيد النساء بعد أن امتلأ ثقة بجاذبيته . 2- وأما إن كان تقياً ورعاً لا تعجبه تلك النظرات المريبة والتأملات المشبوهة فإنه قد يصاب بإحباط وآلام نفسية حين يشعر بأنّه مثير للغريزة ، وموجج لشهوات الرجال كالنساء . ولربما وسوس له الشيطان هو الآخر فوقع في غرام النساء بعد أن أوحت إليه كثرة النظرات أهليته لإشباع الغريزة بالحرام عياذاً بالله . وفي قصة يوسف عليه السلام أعظم عبرة في خطورة كيد النساء وتربصهن بالمُرد الحسان إلا ما رحم الله . وإلى هنا تم المقصود بحمد الله والله أسأل أن ينفع به كاتبه وناسخه وقارئه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ----------------------------------------- [1] ينظر الفتاوى (22/247) . [2] ينظر : الفروع ( 5/111) ، المغني (7/80) مجموع الفتاوى (21/ 251) . [3] قال شيخ الإسلام : يحرم عند جمهور الناس النظر إلى الأمرد عند خوف ثوران الشهوة ( الفتاوى 22/247) . .:: سليمان بن مهران ::. |
الإشارات المرجعية |
|
|