|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-11-2007, 10:21 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 410
|
إذا افتخرت بأقوامٍ لهم شرف ** قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
* يقول الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) فبين سبحانه أن جعلنا قبائل مختلفة لنتعارف " ولم يقل لتفاخروا " بل لنعرف أن هذا من قريش وذاك من هذيل وهذا من جهينة وهكذا ، ولذلك كانت الدعوة لحفظ الأنساب وجاء النهي عن الانتساب لغير الآباء ، فزيد بن حارثة كان الناس يسمونه زيد بن محمد حتى نزل قول الله عز وجل : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما ) * لـعـمـرك ما الإنــسان إلا بـدينه ** فـلا تـتـرك التقـوى اتـكـالاً عـلى النسـب فقد رفع الإسلام " سلمان " فـارس ** وقد وضع الشرك الشقـي " أبا لهب " الفخر بالأحساب محرم وقد أبطله الإسلام ، فلا تفضيل إلا بالتقوى " إن أكرمكم عند الله اتقاكم " وقد قال خير البشر عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه أباهر عند أحمد وأبي داود : " الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية والفخر بالآباء ، مؤمن تقي وفاجر شقي ، الناس بنو آدم وآدم من تراب ، لينتهي أقوام عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها " وفي الحديث الآخر : " من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " ولما سئل الإمام أحمد بن حنبل الشيباني عن نسبه ؟ قال : " نحن قوم مساكين " وكره أن يفتخر بنسبه وهكذا هم الصالحون الذين عرفوا أنه لا يدنيهم من الله إلا الذل له والتواضع للمؤمنين من عباده " كما يقول الدكتور السكاكر " لا تـقل أصـلي وفـصلي يـا فتـى ** إنـمـا أصل الفـتـى ما قـد حصل لـيـس مـن يـقـطـع طـرقـاً بـطـلاً ** إنـمــا مـن يـتـقـي الله الـبـطــل ذوو النسب الرفيع ، هل هم وحدهم القادرون على البناء و إنشاء مجتمع إسلامي صالح ، أم أنهم كوضيع النسب طرائق قددا ، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ؟ ولعل من حكم الإسلام في تحريم هذا التفاخر ، مراعاة ما قد يحدث ذلك في نفس أخ لنا في الإسلام ، أضاع أصوله نسبه ، أو جاء من سفاح لا ذنب له فيه كن ابن من شئت واكتسب أدبا ** يغنيك محـمـوده عن النـسـب إن الفـتى مـن يـقـول هـا أنــذا ** ليس الفتى من يـقـول كان أبي فالتفضيل مداره على التقوى " لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى " وقد جاء تحريم التفاخر بالأحساب بالنص الصريح ، ففي صحيح مسلم ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( أربعٌ في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) * هذا التفاخر يتبعه أحيانا تعصب يصل لتحقير الآخرين والطعن في أنسابهم، وهذا للأسف تجده في المحاورات الشعرية و الرديات ، حيث التهجم على أصل الآخر أو فصله ، وتحقيره والاستهزاء به ، وكأن فخره لا يستقيم إلا بهجاء الآخرين ! وتجده كذلك في تحقير القبلي لغير القبلي ، والتحقير بالجنسية للهندي وغيره من ضعاف الخلق الذين يخدمون هنا وقد يكونوا أعلى منهم مقاما عند الله ، فضلاً عن الذين تحملوا تبعات خطيئة آبائهم فلم يجدوا من مجتمعهم إلا الازدراء و التهميش والتحقير ! بل إن بعض الجهلة المتخلفين يربون أبنائهم على الحب والبغض والولاء وفق كفاءة النسب ، أو يذكرونهم بعداء قبيلتهم لذيك القبيلة ، و يضعون هذا مقياساً للولاء وللتقدير من عدمه ، حتى تجد بعض الأبناء لاعقين لأحذية كل ما هو غربي ، ويتقمصون أسمائهم ويقفون أمامهم خجلا يزدرون أنفسهم ويتهمونها بالتخلف ، فإذا ما جاءوا إلى أخيهم المسلم وضيع النسب ، وقفوا أمامه وقفة المتكبر المستعلي بنسبه ! تالله أن شسع نعل عبد أسود آمن بلا إله إلا الله " حتى سمع المصطفى عليه الصلاة والسلام دف نعليه بين يديه في الجنة ، وقال عنه العربي ذو النسب " عمر رضي الله عنه " سيدنا بلال إن سيدي الحبشي الأسود بلال رضي الله عنه أحب إلي من مما يدعونني إليه وإن عبدا قد أطاع الله " ولو كان أسودا كالزبيبة " أحب إلي من ابن قبيلتي أو حتى أخي القريب ، البعيد عن الله بلالا تكلم ذات مرة فرد عليه أبا ذر " رضي الله عنهم أجمعين " قال : يا ابن السوداء فقال بلال : والله لأرفعنك إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فذهب إلى الرسول فأخبره ، وقال : يا رسول الله ! أبو ذر تكلمت فقال لي كذا وكذا ، فاحمر وجهه ( بأبي هو وأمي ) واستدعى أبا ذر ، فقال له: ( أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ) قال : يا رسول الله ، أعلى كبر سني و شيبتي قال : ( نعم ، إنك أمرؤ فيك جاهلية ) لكن ماذا فعل أبا ذر ، هل وظف الدين في خدمة عنصريته كما القوم لا خرج أبو ذر وقال : لا جرم ، والله لأنصفن بلالاً من نفسي ، فوضع أبو ذر رأسه على التراب ، وقال : طأ بلال رأسي برجلك ، والله لا أرفع رأسي حتى تطأ برجلك صلى الله عليك أبا ذر ، فقد مرغت رأسك في التراب إذلالا للجاهلية ونبذا لها ، وإعزازا لدينك الذي أعزك الله به ، وتحقيقا لأخوة الدين التي تسموا على كل رابط وصلة يقول ( صلى الله عليه وسلم ) كما في رواية مسلم : ( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسـب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) * من ناله شيء من السب أو التحقير لأجل أصله أو فصله ، فلا يجزعن " وليحتسب ذلك عند الله " و لا ينزلن إلى مستنقعات المسيئين وممراتهم الضيقة ، فإنها الحالقة التي تحلق الدين ، والجاهلية التي تفرق ولا تجمع أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم ؟ عند أبى داود بسند مرسل أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال للصحابة : ( أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم ) وأبو ضمضم هذا رجل من الصحابة ، كان فقيراً لا يملك حفنة من التمر ، دعا ( صلى الله عليه وسلم ) للصدقة ، فالتمس في البيت صدقة من دراهم أو دنانير فما وجد شيئاً ، فقام وصلى ركعتين في ظلام الليل ، وقال : يا ربي إن أهل الأموال تصدقوا بأموالهم ، وأهل الخيول جهزوا خيولهم ، وأهل الجمال جهزوا جمالهم ، اللهم إنه لا مال لي ولا جمال ولا خيول اللهم إني أتصدق إليك بصدقة فاقبلها : اللهم كل من ظلمني ، أو سبني أو شتمني ، أو اغتابني من المسلمين فاجعلهم في عافية وفي حل وفي عفو ، فقبل الله صدقته ( إنما يتقبل الله من المتقين ) أخي ليكن ولائك ومحبتك وأخوتك لله وفيه ، إن أخوّة الإيمان هي الأخوة الحقيقية ، وهي أعظم من أخوة النسب وقرب الحسب إذا اشتكى مسلم في الصين أرّقني ** وإن بكى مسلم في الهند أبكاني و مـصـر ريـحـانـتـي و الشام نـرجستي ** وفي الجزيرة تـاريخي وعنواني وحـيثـما ذكـر اسـم الله في بــلـدٍ ** عـددت ذاك الحمى مـن لـب أوطـاني دمتم بخير
__________________
فـاطر السـماوات والأرض أنت وليي في الـدنيا والآخـرة تـوفـني مـسـلـماً وألـحـقـنـي بـالـصـالـحـيـن |
الإشارات المرجعية |
|
|