[راعي شقة الملح]

أهلا وسهلا بالشتاء..لقد طال إنتظاري لك وترقبي لقدومك فمرحبا بك وبنسماتك الباردة..

مرحبا بمطرك المنهمر،وبردك المتناثر ،وزمهريرك القارس..شيء ما يشدو في نفس

بهجة عند حلولك أتأملك كثيرا ،أشتاق للياليك وساعاتك.. يتردد في خاطري سؤال

كلما بدأ موسمك..أريد أن أعرف ماهو السر وراء هذا الاحترام الذي يعاملك به الرجال؟!

جئت فاستقبلت بثياب قد طال انتظارها لك بعد أسرها طوال موسم الصيف .فتلاشت

عن الانظارتللك الملابس الخفيفة والمشقوقة..

جئت فخفيت على الساقين والذراعين بل حتى أطراف القدمين وأنامل الكعبين..

فقرت العيون وارتاحت القلوب فكيف استطعت اقناعه؟أهو احترام لك،أم خوفا منك ؟لاأدري!

ويعجبني فيك أيضا أنك رغم قساوة بردك..إلاأنك دائما مع كل هبة ريح منك ترسل

معها ، تحرك بها المشاعرالرقيقة في النفوس المؤمنه فلن ينسى لك أولئك المحرومون

المشردون بلا مأوى والعارون بلا كسا ءالفضل بعد الله في تحريك تللك المشاعر عل

النفوس تجود ولو بالقليل...

ويعجبني فيك أيضا بهجة المؤمن بقدومك فأنت ربيع المؤمن..فيرتع في بساتين

الطاعات ويسرح في ميادين العبادات وينزه قلبه في رياض الأعمال الصالحات

فيصلح دين المؤمن ..فيحي ليله بالقيام ويقضي يومه بالصيام بلا مشقة فيحصل بأذن

الله على الغنيمة البارة فعن الحسن قال"نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل

يقومه،ونهاره قصير يصومه"

اعلمت؟لآن أيها الشتاء ماسر فرحتي بقدومك وإعجابي بك فها أنت حللت أهلا ووطئت سهلا..